محمود أباشيح
المجاملة مطلوبة، والكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وعم شمشون الجبار يستحق أن نجامله، كما عودنا أن يجاملنا، حتى انه أغضب أعباط المهجر كثيرا بسبب مجاملاته لنا، ولكن شمشون في مجاملاته لم يقل إلا الحق، لقد صدق شمشون لما قال ان الإسلام يعلم السماحة، وصدق عندما أثني على فاتح مصر عمر ابن العاص، ورغم أنه لم يقل إلا الحق يستحق احترام شجاعته، ويستحق أن ترد إليه التحية بأحسن منها، لكن في الحدود المعقولة، ولم تكن مجاملة شيخنا المبجل في الحدود المعقولة، ولا أظن ان أحدنا بحاجة إلى أن يكون شيخ الإسلام كي يدرك انه لا يليق أن نشبه سيدنا المسيح بمشرك، يلعن المسيح جهارا، ولا أظن ان شيخنا المبجل كان صادقا حين قال شمشون الجبار يذكره بحنان المسيح،
الإنسان عادة يتمنى لو عاد الشباب، لكني أتمني لو اشتعل رأسي شيبا، كي أقف أمام شيخنا وأقول له عفوا فضيلة الشيخ، لم توفق في قولك، لكن لا أستطيع، يجب أن ألتزم الأدب فالشيخ يكبرني سنا، وهو عالم كبير وانا من عامة الناس، ولا أملك الأدوات التي تمكنني في الحكم الشرعي علي مجاملة شيخنا المبجل، ولكن قلبي الذي أفتاني تشتعل فيه الحرائق، أشعر ان سيدي المسيح أهين حين قال فضيلته ان حنان شمشون يذكره بحنان المسيح صلوات الله وسلامه عليه،
اني أكن لشمشون كل الإحترام والتقدير وهو يستحق ذلك، ليس فقط لمواقفه الطبيةـ ولكن أيضا لأنه حكيم ويعلم ان المواجهة مع الإسلام ليست لصالح النصرانيةـ وأنا أحترم الحكماء مهما كانت ديانتهم أو أجناسهم، كما إني استمتع بالاستماع إلي أحاديثه الفكاهية خاصة القديمة، ولكن لا يذكرني سوي بشركان شركون وأعتذر لشمشون انه لا يذكرني بشخصية مشهورةـ وشركان هذا لا يعرفه إلا الكويتيون والصوماليون، وليت شعري ماذا رأي شيخنا المبجل في وجه شمشون فذكره بحنان سيدي المسيح؟ المسيح الذي يخر لله ساجدا ويبكي من خشية الله، هكذا ذكر إنجيل لوقا (كان يصلّي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض ) 22/44 )
أما شمشون فبخر له أتباعه سجدا حيث يقر أتباعه و رؤوسهم علي الأرض أمام شمشمون الذي يجلس علي كرس عال وأكاد أسمع ما بخاطره، " اصعد إلى السموات ارفع كرسيي فوق كواكب الله " وهذا صوت صارخ من داخل الكنيسة يقول صاحبه وهو القس الدكتور حنين عبد المسيح 
" يصل توقير الإكليروس ( رجال الدين ) وعلى رأسهم البطريرك والأساقفة فى الكنيسة الأرثوذكسية إلى حد العبادة بكل مظاهرها من سجود حتى الأرض أمامهم والتبخير لهم وتوجيه الألحان والصلوات والتمجيد والتعظيم لهم ضمن طقوس العبادة بالكنيسة وعلى رأسها القداس وحديثًا وفى عصر البابا شنودة الثالث تم تكريس وترسيخ الاحتفال بأعياد البابا ( خاصة عيد رهبنته وعيد جلوسه ) وبصورة لم يسبق لها مثيل فى العصور السابقة وأصبح الإهتمام بهذين العيدين يفوق الإهتمام بأى أعياد أخرى حتى الأعياد السيدية الصغرى والكبرى التى تخص السيد المسيح ] وفى هذين العيدين تقدم للبطريرك كل مظاهر العبادة السابق ذكرها بطريقة صارخة فجة حيث يخطف المجد والتعظيم الذى تسبغه الكنيسة على البابا الأنظار ويصعب توجيهها بعد إلى أى شخص آخر حتى المسيح نفسه رئيس كهنة الكنيسة وملكها وعريسها الحقيقى ولعل هذا يذكرنا بقول الكتاب:المرتفع على كل ما يدعى إلها أو معبودا حتى أنه يجلس في هيكل الله مظهرا نفسه إنه إله ( 2تس 2/4 ) " (
كتاب عبادة الأصنام في الكنيسة الأرثوذكسية (
فهل هذا الجالس علي العرش بكل كبرياء يسجد له سجود عبادة يذكر أحد بحنان سيدنا المسيح، أم هو مسيح آخر لا نعرفه؟ ان المسيح الذي نعرفه إذا راى كبرياء الجالس علي عرش إسكندرية لتذكر قول ربه (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56) )
عفا الله عنك شيخنا المبجل ما كان سيدنا المسيح محاطا بحاشية تسترزق من رشم النساء، وما كان سيدنا المسيح محاطا بالبوردي غارد، ( الحراس الخاص ) وما كان سيدنا المسيح يعيش في قصر محصن، وللثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار، ولشمشون قصر وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه، أنه قول الإنجيل المنسوب إلي متى شيخنا، يخبرنا إن صح خبره ان ليس للمسيح منزلا يبيت إليه ، وما كان يعالج في مستشفيات الرومان، ولا كان يصيف في شرم الشيخ، وما كان علي رأس سيدنا المسيح عمامة سوداء تكلف 18 ألف جنية، بينما جبة شمشون سعرها يفوق دخلي السنوي، فهل لا يزال يذكر فضيلتكم بحنان سيدنا المسيح
محمود أباشيخ