This page was saved using WebZIP 7.0.3.1030 offline browser on 12/21/13 11:32:29 ص.
Address: http://www.burhanukum.com/article1294.html
Title: النبى شبيه موسى - الدليل والبرهان  •  Size: 65633
قل هاتوا برهانكم عقائد وأديان مسيحيات برهانكم للرد علي شبهات النصارى

آباء الكنيسة
 
الباترولوجي
[ الباترولوجي ]

·التثليث عند آباء الرسوليين
·العلامة ترتليانوس والزواج الثاني
·بابياس أسقف هيرابوليس
·بوليكاربس في الميزان
·القديس اغناطيوس الأنطاكي
·القديس أغسطينوس والإرهاب الديني
·الحرب العادلة في فكر أوغسطينوس
·جون كالفن
·الباترولوجي - آباء الكنيسة
·الكذب .. السر الثامن من اسرار الكنيسة
  .  

خربشات صوماليانو
 
خربشاتـــصوماليانو
[ خربشاتـــصوماليانو ]

·هل يلد الله ويولد
·سويعات في برية التيه
·الإختلافات العددية في الكتاب المقدس
·البابا شتودة: المسيح لم يقل أنا الله أعبدوني
·بولس الرسول كبير الغنوصيين
·الغنوصية والرهبنة في الأناجيل
·تيري جون وثقافة الحرق
·ديونيسيوس يعقوب السرياني وضياع الأسفار
·سيدعى ناصريا
·التسامح سلاحنا في وجه شنودة
·القمص يوحنا سلامة : البروتستانت حرفوا الكتاب المقدس
·الدوناتستيون
  .  

الرد علي زكريا بطرس
 
شطحاتــزكريابطرس
[ شطحاتــزكريابطرس ]

·المسيح الجبار
·مسرحية نشيد الإنشاد
·النكاح في الجنة وشطحات زكريا بطرس
·انتهى زكريا بطرس كغيره والإسلام باق
·أحلام زكريا بطرس
·تأملات في نشيد الأناشيد
·نشيد الإنشاد كأشعار رابعة العدوية
·هلوسات زكريا بطرس
·الرد السماوي على زكريا بطرس
·بيان الشيخ الزغبي
·الرب مخلص مسيحه
·زكريا بطرس يبكي علي أطلال قناة الحياة
  .  

صوماليانو
 
تعدد الزوحات لماذا ترعب الكنيسة
البابا غريغوريوس الثاني وتعدد الزوجات
ضيوف الأنبا بيشوي أم أتباع الغزاة
ضمان الخلاص والجنة
العتل الزنيم مرقس عزيز
لا محلل ولا طلاق لأن العصمة في يد الأنبا بولا
  .  

النبى شبيه موسى

 - الدليل والبرهان
هناك نصّ صريح فى إتيان نبىّ عظيم مثل موسى عليه السلام ورد فى سفر التثنية ( 18 : 18 ـ 19 ) ، تكلم عنه الكثير من علماء المسلمين والمسيحيين على السواء . ويُحاول المسيحيون جاهدين بشتى الطرق أن يجعلوه نبوءة خاصة بالمسيح ابن مريم عليه السلام . ووقف المسلمون فى وجههم يفندون الأقوال المسيحية وبيدهم نصوص الكتاب المقدس ووقائع التاريخ ومجريات الأمور ، ولكن المسيحيون تشبثوا برأيهم دون طائل . وكنت أوَدُّ ألاَّ أكتب عن هذه النبوءة فقد كفانى العلماء الكتابة عنها ولكن قلبى وقلمى لم يطاوعانى على ذلك الأمر . فأنا لا أحِبُّ الكتابة إلاّ فى الجديد البكر الذى لم تفُضُّهُ أقلام الناس فليَعْذرَنِى القرَّاء هنا ..!!
ولنقرأ الآن نصّ النبوءة فى الجدول التالى :


 
 
 
نسخة فانديك المعتمدة ط 1977
نسخة كتاب الحياة ط 1988
 
أقيمُ لهُمْ نَبِيَّا مِن وَسَطِ إخْوَتِهِمْ مِثلَكَ . وأجعلُ كلامى فى فمه فيُكلِّمِهُم بكل ما أوصيه . ويكون أن الإنسان الذى لا يسمعُ لكلامى الذى يتكلَّمُ به باسمى أنا أطالبهُ .
 
 
لهذا أقيم لهُمْ نَبِيَّا مِن بين إخوَتِهِم مِثلَكَ وأضع كلامِى فى فمه ، فيخاطبهم بكل ما آمُرُهُ به . فيكونُ أنَّ كل من يعْصِى كلامِى الذى يَتَكلَّمُ به باسمى ، فأنا أحَاسِبَهُ . 
نسخة الكاثوليك ط 1993
نسخة الآباء اليسوعين ط 1991
 
سأقيمُ لهُمْ نبِيَّا مِن بين إخوَتِهِم مِثلَكَ وألقِى كلامى فى فمه . وكل مَن لا يسمعُ كلامى الذى يَتَكلَّمُ به باسمى أحاسِبُهُ عليهِ .
 
سأقيم لهم نبِيَّا مِن وَسْطِ إخوَتِهِم مِثلكَ ، وأجعلُ كلامى فى فمه ، فيخاطبهم بكل ما آمُرُه به . وأى رَجُلٍ لم يَسْمَعْ كلامى الذى يَتَكلَّمُ به باسمى ، فإنِّى أحاسِبُه عَليه .
 
 
ذلك هو النصّ التوراتى المتنازع عليه بين المسلمين والمسيحيين . وقد رفض اليهود أصحاب النصّ تفسير المسلمين والمسيحيين معاً . لأنهم لا يؤمنون بمُحَمَّدٍ ولا بالمسيح ابن مريم صلوات الله وسلامه عليهم . فهل لنا بعض الحق فى أن نتناقش قليلا حول ذلك النصّ ، ولنجعل نصوص الكتاب المقدس بعهديه تتكلم وتشير إلى الحق ..!؟
أولا : توقيت ظهور ذلك النبىَ .
اتفق اليهود والمسيحيون والمسلمون على أنَّ هذا النبىّ لم يَبْعثَهُ الله من بعد موسى عليه السلام وإلى زمن بعثة المسيح ابن مريم عليه السلام . فهناك نصوص كثيرة تُبَيِّنُ ذلك الأمر وتبَرْهِنُ عليه ، فى العهدين القديم والجديد . فعلى سبيل المثال نجد فى سفر التثنية ( 34 : 10 ) من النسخة العبرية للتوراة " ولم يقم بعد نَبِىّ فى إسرائيل كموسى الذى عرفه الرب وجها لوجه " . ونجد فى النسخة السامرية للتوراة : " ولا يقوم أيضا نَبِىّ فى إسرائيل مثل موسى الذى عرفه الرب وجها لوجه " . فلم ولن يقم نَبِىٍّ مثل موسى عليه السلام فى بنى إسرائيل . ورغم ذلك الوضوح فإنَّ اليهود لا يزالون ينتظرون ظهور ذلك النَبِىّ تحت مُسمَّى هـ موشيخ أى المسيح بن داود .
وإن بحثنا فى العهد الجديد نجد أنَّ ذلك النَبِىّ لم يظهر فى بنى إسرائيل حتى زمن المسيح عليه السلام . جاء فى ( أعمال 3 : 22 ـ 23 ) قول سِمْعَان كبير تلاميذ المسيح عليه السلام : " فإن مُوسَى قال للآباء إنَّ نَبِيَّا مِثلى سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم . له تسمعون فى كل ما يكلمكم به ويكون أنَّ كلَّ نفس لا تسمعُ لذلك النَبِىّ تباد من الشعب " وهذا النصّ كان عقب إنتهاء بعثة المسيح عليه السلام .
فإلى ذلك التوقيت يتفق اليهود والمسيحيون والمسلمون على أنَّ ذلك النَبِىّ لم يُبْعَث بعد . ثم اختلف اليهود والمسيحيون والمسلمون فى ذلك الأمر عقب إنتهاء بعثة المسيح عليه السلام . فقال اليهود والمسلمون بأنَّ ذلك النبىّ لم يكن المسيح عليه السلام لإنعدام المثلية المشار إليها فى النصّ ، ولكن المسيحيون أصَرُّوا ولا يزالون يقولون بأنَّ ذلك النبىّ هو المسيح عليه السلام رغم أنهم لا يؤمنون بأنَّ المسيح نبِىُّ مثل موسى عليه السلام وإنما هو الرَّب الذى بَعَث موسى وجميع أنبياء إسرائيل ..!!
ثمَّ افترق اليهود والمسيحيون والمسلمون عقب بعثة نَبِىّ الإسلام صلى الله عليه وسلم . فتبرأ منه اليهود عن جُحُودٍ وقالوا بأنه ليس ذلك النَبِىّ المكتوب عندهم باسمه مُحَمَّد وأحْمَد . وضَلَّ فيه المسيحيون عن جهل وقالوا بأنه ليس البارقليط الآتى بعد المسيح كما هو منصوص عليه فى إنجيل يوحنا ( انظر مقال الكاتب آرامية البارقليط )  .
ثانيا : النَبِىّ المنتظر لن يكون من بنى إسرائيل .
هناك نصّ أشعياء ( 28 : 11 ) قد سبق ذكره وهو الذى يقول بأنَّ " الرَّبَّ سيخاطب هذا الشعب ـ أى بنى إسرائيل ـ بلسان غريب أعْجَمِىّ " ( نقلا عن نسخة كتاب الحياة ) . ويعلم الجميع أنَّ تلك المخاطبة الربَّانية لم تتم إلا فى القرآن الكريم فقال لهم الله فيه ] يابنى إسرائيل [ و ] يا أهل الكتاب [ فى مواطن كثيرة من آياته الكريمة . أمَّا عن المسيح صلى الله عليه وسلم فقد كان من بنى إسرائيل يتكلم بلسانهم ولغتهم خلاف مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم .
وهناك أيضا فى سفر صفنيا ( 3 : 9 ) يقول الرب " لأنى حينئذ أحَوِّل الشعوب إلى شفة نقية . ليدعو كلهم باسم الرب ليعبدوه بكتف واحدة " . والمسلمون فى جميع أنحاء العالم تتحول شفاههم إلى شفة نقية ( أى إلى اللسان العربى ) عندما يقرؤون القرآن العظيم . وهم الوحيدون أيضا الذين يدعون الله باسمه ويعرفونه بأسمائه الحسنى وليس بلقبه أو بعنوانه ..!! وهم الذين يقفون فى صلاتهم متراصين كأنهم حسب تعبير النصّ " ليعبدوه بكتف واحدة " .
إضافة إلى أنَّ أنبياء إسرائيل منذ موسى وإلى زمن المسيح عليهم السلام قالوا لبنى إسرائيل فى مواطن كثيرة من الكتاب بأنَّ الرسالة الإلهية سوف تنزع من بنى إسرائيل وتُعْطى لأمَّة أخرى . وقد سبق بيان ذلك الأمر . والاسقاط التاريخى لوقائع الأحداث يثبت صحة قول المسلمين . حيث ظهر فيهم من قلب شبه الجزيرة العربية النبىّ الخاتم صلوات الله عليه شبيه موسى مِن تيمان وفاران ، وأنشأ الدولة الاسلامية فى المدينة المنورة ، وجمع القبائل العربية تحت راية الاسلام . فكانوا خير أمَّة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .
ونعود الآن إلى نصّ تثنية ( 32 : 18 ـ 19 ) لندرسه سويا وننظر فى معناه المراد تاركين خلفنا اللَّتَّ والعَجْنَ .
( انظر الجدول التالى ) :
 
 
 
نسخة فانديك المعتمدة ط 1977
نسخة كتاب الحياة ط 1988
 
أقيمُ لهُمْ نَبِيَّا مِن وَسَطِ إخْوَتِهِمْ مِثلَكَ . وأجعلُ كلامى فى فمه فيُكلِّمِهُم بكل ما أوصيه . ويكون أن الإنسان الذى لا يسمعُ لكلامى الذى يتكلَّمُ به باسمى أنا أطالبهُ .
 
 
لهذا أقيم لهُمْ نَبِيَّا مِن بين إخوَتِهِم مِثلَكَ وأضع كلامِى فى فمه ، فيخاطبهم بكل ما آمُرُهُ به . فيكونُ أنَّ كل من يعْصِى كلامِى الذى يَتَكلَّمُ به باسمى ، فأنا أحَاسِبَهُ .
 
نسخة الكاثوليك ط 1993
نسخة الآباء اليسوعين ط 1991
 
سأقيمُ لهُمْ نبِيَّا مِن بين إخوَتِهِم مِثلَكَ وألقِى كلامى فى فمه . وكل مَن لا يسمعُ كلامى الذى يَتَكلَّمُ به باسمى أحاسِبُهُ عليهِ .
 
سأقيم لهم نبِيَّا مِن وَسْطِ إخوَتِهِم مِثلكَ ، وأجعلُ كلامى فى فمه ، فيخاطبهم بكل ما آمُرُه به . وأى رَجُلٍ لم يَسْمَعْ كلامى الذى يَتَكلَّمُ به باسمى ، فإنِّى أحاسِبُه عَليه .
 
 
بنظرة فاحصة للنصّ نجد أنه يصف ذلك النَّبِىّ المُنْتظر بصفات أربع هى :
1 .. أن يكون من بين إخوة بنى إسرائيل ( إخوَتِهِم ) وليس من بينهم .
2 .. أن يكون مِثل موسى عليه السلام فى كل شىء .
3 .. أن يتكلم من فمه بكلام الله .
4 .. أن يتكلم باسم الله .
وسوف أتكلم عن تلك الصفات بعون من الله واحدة تِلوَ أخرى :
أولا : قول النصّ " من بين إخوتهم " . وكلمة أخ ( את ) المستخدمة هنا لها معانى كثيرة مثل العربية تماما ، فغالبا نجدها تأتى للتعبير عن الأخوة غير الأشقاء لأب واحد وأم مختلفة أو إخوة من الأم فقط أوأخوة أشقاء ، أوأخوة فى الدين . إلى آخر المعانى المجازية لكلمة أخ . المهم أنَّ الخطاب هنا موجه إلى بنى إسرائيل من خلال نبىّ الله موسى . بمعنى أنَّ الله قال لموسى أن يقول لبنى إسرائيل بأنَّ الله سوف يقيم لهم نبيا من بين إخوتهم ، ولم يقل من بينهم أو منهم . فعلمنا أنَّ إخوتهم هؤلاء ليسوا من بنى إسرائيل ومعنى الأخوة هنا هى أخوة من أب واحد وأم ثانية . وهذا الوصف ينطبق على أبناء هاجر من إبراهيم صلى الله عليه وسلم أى العرب الإسماعيليون .
ثانيا : أنَّ هذا النبِىّ شبيه موسى ( כחן ). والغريب فى الأمر أنَّ هذه الكلمة العبرية مُكونة من ثلاثة حروف ( ك مـ و ) وفى تشكيل حروفها نجد أنَّ الكاف عليها فتحة وتارة يضعون تحتها كسرة وتنطق كِمُو و كامُو بالتبادل . ومعلوم عند علماء اللغة أنَّ الواو والألف يتبادلان مواقعهما فى الكلمة بين العربية والآرامية وبين العبرية فأصل الكلمة فى الآرامية والعربية هو ( كما ) بالألف .
وهذا الأمر معروف وشائع بين العربية والآرامية والعبرية . فالفتحة غالبا تتحول إلى ضمة فى العبرية مثل إلاه العربية وإلوه العبرية . وقد جاء فى شرح هذه الكلمة رقم ( 3644 ) فى القاموس الكتابى المتخصص جدا :
(Gesenius Hebrew-Chaldee lexicon to the Old Testament  ) أنها تعادل فى العربية كلمة كمَا . وهناك فرق كبير فى المعنى يعرفه اللغويون بين كَمَا و مِثل عند ترجمة الكلمة ترجمة صحيحة . فـ كما هنا تفيد التشبيه ولا تفيد المثلية . تشبيه فى طريقة بعث ذلك النبِىّ ورد فعل قومه والأحداث التى وقعت له عقب بعثته . وليس المعنى أنَّ ذلك النبِىّ مِثل موسى فى شخصيته وهيأته وسلوكه ، فلكل نَبِىّ شخصيتة مستقلة ينفرد بها عن الآخرون .
          فموسى عليه السلام بعثه الله تعالى مؤيدا بكتاب إلهى وشريعة جديدة ومعجزات أجراها الله على يديه ، وهاجَرَ إلى مدين ، وحارب أعداءه وانتصر عليهم . وتلك المشابهة لم تحدث لأحد من أنبياء بنى إسرائيل بما فيهم المسيح ابن مريم عليه السلام . الذى جاء مؤيدا لشريعة التوراة ، ولم تحدث له هجرة بعيدا عن موطنه ، ولم يحارب أحدا من أعدائه .
          ومن الأمور العجيبة أنَّ مدة هجرة موسى عليه السلام إلى مدين كانت عشر حِجَج أى عشر سنوات قمرية ، وكانت مدة هجرة نَبِىّ الإسلام صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قد بلغت عشر سنوات قمرية أيضا .
          فهلا رجع المترجمون إلى أصول كتابهم والتزموا بما فيه من كلمات تنير لهم الطريق . وفرَّقوا بين أدوات التشبيه كما و مثل ..!؟
          وصدق الله العظيم حين قال لأهل مكة والناس أجمعين ] إنَّا أرْسَلنَا إليْكُمْ رَسُولا شاَهِدًا عَليْكُمْ كَمَا أرْسَلنَا إلى فِرْعَوْنَ رَسُولا [ ( 15 / المزمل ) .

وجزى الله خيرا العلماء الذين عقدوا المقارنات بين صفات الأنبياء الثلاثة موسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم أثناء شرحهم لنصّ التوراة ( تثنية 18 : 118 ) وهم يحسبون أنَّ المثلية فى الصفات الشخصية وانفعالاتها ونتائجها الظاهرة بين الناس .

 

ثالثا : أن ذلك النبىّ يخرج من فمه كلام الله .

وتلك صفة لم تتحقق فى أحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم . ويكفى الإنسان العادى أن ينظر إلى نصوص الأسفار الخمسة الأولى المعروفة بالتوراة بعين متبصرة لا بعين متحجرة ثم يقرأ . فسرعان ما يكتشف أنه أمام كتاب أشبه ما يكون بكتاب سيرة لا بكتاب إلهى منزل من رب العالمين . فتقع عيناه على فقرات مثل : لما كَبُرَ موسى و خاف موسى و هرب موسى و نهض موسى و أخذ موسى زوجته وبنيه و كان موسى ابن ثمانين سنة و مات موسى ولم يعرف أحد قبره إلى الآن ... الخ . وهذا كلام لا يخرج أبدا من فم موسى وينسب إلى الله تعالى . وإن أحسنا الظن بهذه الأسفار فإن بعضها كتب بيد موسى عليه السلام  والبعض الآخر بيد كتبة جاؤا من بعده . بمعنى أنَّ هذه الأسفار فيها تدخل بشرى فى اسلوب الكتابة سواء كان من موسى عليه السلام أو من الكتبة .
          كما أنَّ هذا الكلام يشابه تماما الفقرات الواردة فى الأناجيل عن يسوع مثل تهلل يسوع بالروح واكتأب يسوع وانطلق يسوع ونام يسوع وصلب يسوع ومات يسوع ... الخ . والمسيحيون جميعا عالمهم وجاهلهم يعترفون بأنَّ هذه الأناجيل لم يكتبها يسوع وإنما كتبها متَّى ومرقس ولوقا ويوحنا ، وكتبت من بعد إنتهاء بعثة المسيح عليه السلام  .
          ومثل ذلك الكلام لن نجده فى القرآن الكريم عن  محمد صلى الله عليه وسلم  فالقرآن الكريم ليس كتابا تدور نصوصه حول شخصية مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم  وإنما عن الله رب العالمين وتوجيهاته إلى عباده . وليس لمُحَمَّدٍ فى القرآن الكريم كلمة واحدة كتبها بيده الشريفة أو أملاها من عند نفسه إلى كتبة الوحى ليكتبوها فى القرآن . يقول الله عزَّ وجلَّ فى هذا الشأن ] ولو تقوَّلَ علينا بعض الأقاويل . لأخذنا مِنهُ باليمين . ثمَّ لقطعنا مِنهُ الوَتِين . فما منكم مِن أحَدٍ عَنهُ حاجزين . وإنه لتذكرةٌ للمُتقين [ ( 44 ـ 46 / سورة الحاقة ) . وقال تعالى عن مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ] ما ضلَّ صاحبكم وما غوى . وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى [ ( 2 ـ 4 / النجم ) .
          أمَّا عن كلام مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وأقواله الشريفة فقد نقلها أصحابه الأطهار فيما يُعْرف بالأحاديث . وهى تختلف عن القرآن ونصوصه . وحتى هذه الأحاديث كانت بوحى من الله إلا أنَّ الشرح والتفسير كان من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . فصدقت فيه هذه النبوءة  " وأجعلُ كلامى فى فَمِهِ ".

فيا من تؤمن برب العالمين وإله الناس أجمعين انظر إلى ما ذكرته لك من النصوص بعين النقد أولا قبل التسليم بالمحتوى ليتبين لك أنَّ أقوال القساوسة فى ذلك الشأن كلها زور وأنَّ باطلها كشمس الضحى فى الظهور .

 

          رابعا : أن يكون كلامه معنونا باسم الله .

وهنا أجدُ معناً جديدا للقارىْ المتفهم الباحث عن الحق ، فقول النصّ " كلامِى الذى يَتَكلَّمُ بهِ بِاسمى " فيه شيئين :
الأول : أن يكون الكلام الذى يقوله مُعَنونا باسم الله . وهذا الأمر نجده قد تحقق فى القرآن الكريم ولم يتحقق فى الكتاب المقدس بعهديه . فالعنوان       ] بسم الله الرحمن الرحيم [ نجده فى بداية سور القرآن الكريم .
الثانى : أن يكون فى كلامه إعلان عن إسم الله تعالى . وهذا الأمر لم يتحقق أيضا إلا فى القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة . فلن تجد فى أسفار الكتاب المقدس بعهديه إسمٌ للهِ تعالى . فقد حذفه اليهود من أسفارهم واستبدلوه بأربع حروف صوامت لا تُقرأ وإنما تشير إلى أنَّ الاسم المقدس كان مكانه هنا ( هـ شِمّ ) . وهذه الحروف الأربع التى لا ينطقها اليهود أبدا هى ( ى هـ و هـ ) فإن وقعت عيناهم عليها قالوا أدوناى أى سيدى . وقال حاخاماتهم إنَّ من ينطق الاسم المقدس يُعتبر مٌُجَدِّفا ويُقتل . ويستكثرون حاليا على الله أن يشيروا إليه بالعنوان الإنجليزى ( God ) فيختصرونه إلى الرمز ( G-d ) ..!!
  وعندما جاء المسيح عليه السلام كان من أولى أعماله أن أظهر هذا الاسم المبارك وأعلنه للناس . فقال عليه السلام  كما جاء فى إنجيل يوحنا ( 17 : 6 ,26 ) على التوالى : " أظهرت اسمك للناس الذين وهبتهم لى من العالم " " وقد عَرَّفتهم اسمك وسأعرِّفهم أيضا " . وللأسف الشديد فقد خلت الأناجيل تماما من ذكر ذلك الاسم المقدَّس الشريف الذى أظهره المسيح وعرَّفهُ للناس . فمن يا ترى الذى حذف الاسم المقدَّس من الأناجيل الحالية ..!؟
وجميع المسيحيُّون فى جميع أرجاء العالم يرتلون فى صلاتهم الربانية التى علَّمَهُم إيَّاها المسيح  عليه السلام : " أبانا الذى فى السموات , ليتقدَّس اسمك .. " . فأى اسم هذا الذى يريدون تقديسه ..!؟ إنه سؤال صعب لا أحد يعرف له جواباً . فالأصول اليونانية للأناجيل الحالية لا يوجد فيها اسم إله السموات والأرض ..!! ذلك الاسم الآرامى الذى أظهره المسيح عليه السلام من بعد إخفاء اليهود له وحذفهم له من أسفارهم الدينية وإن رمزوا إليه بالأحرف الأربعة ( ى هـ و هـ ) .

لقد بيَّنتُ بالتفصيل المدعم بالنصوص الإسم الذى أظهره المسيح عليه السلام وذلك فى كتابى " معالم أساسية فى الديانة المسيحية " فراجعه هناك فهو بحث جديد ومثير . وسيأتى ذكر بعض ذلك الأمر بإذن الله تعالى فى البشارة التالية  القادم بـ اســــــم الله.

ع .  م / جمال الدين شرقاوى

  أرسلت في الجمعة 26 فبراير 2010 اعتمد بواسطة abasheikh  


 

روابط ذات صلة
 · زيادة حول - الدليل والبرهان
· الأخبار بواسطة abasheikh


أكثر مقال قراءة عن - الدليل والبرهان:
محمد في الكتاب المقدس

  .  

تقييم المقال
 
المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

  .  

خيارات
 
 صفحة للطباعة صفحة للطباعة

  .  

"النبى شبيه موسى" | دخول/تسجيل عضو | 0 تعليقات
اكتب اسمك أسفل تعليقك.

التعليق غير مسموح للضيوف, الرجاء التسجيل

عبد الباسط عبد الصمد

الرد على القمص إبراهيم لوقا

تنزيه القرآن الكريم

العقيدة المسيحية

الأسفار القانونية الثانية والأبوكريفا

الله واحد أم ثلاثة


برهانكم للرد علي شبهات النصارى مكرس للرد علي ترهات النصاري وتطاولهم علي الإسلام .. حقوق النشر متاحة للجمع ونرجوا ذكر صفحة المقال واسم الكاتب ..