د. حنين عبد المسيح بين سعة صدر المسلمين وعنجهية الأرثوذكس
بين أخلاق المسلمين وأخلاق الأرثوذكس
بقلم الدكتور حنين عبد المسيح
اتصل بي منذ حوالي شهرين الشيخ المسلم الفاضل/ وسام عبد الله المتخصص في مقارنة الأديان وطلب مناظرتي علي البال توك في الغرفة الكبيرة والشهيرة ؛ غرفة “الحوار الإسلامي المسيحي” التي يمتلكها ويديرها, فقلت له انني لم ادخل إلي البال توك من قبل ولا أعرف كيف استخدمه فوعدني بأن يرسل من طرفه من يساعدني في انزال برنامج البال توك علي الكمبيوتر الخاص بي ويعرِّفني كيف استخدمه , وبعد ان اتفقنا علي التفاصيل نشر الشيخ وسام اعلانا عن المناظرة وبعدها اتصل بي شخص آخر عرَّفني بنفسه أنه شماس أرثوذكسي يخدم علي البال توك باسم مستعار (نيك نيم) هو “اخرستوس انستي”, وسألني عن صحة خبر مناظرتي المزمعة مع الشيخ وسام عبد الله, فلما أكدت له الخبر حذرني من الشيخ وسام واخلاقه الرديئة في التعامل مع المسيحيين, وطلب مناظرتي في سلسلة مناظرات بالغرفة التي يخدم فيها كسوبر أدمن وهي غرفة “جيسس كريست إذ ذا واي” , حول موضوعات كتبي التي انتقد فيها الكنيسة الأرثوذكسية (ستة كتب) , وحذرني من ان اترك شخص غريب من طرف الشيخ وسام عبد الله يتعامل مع الكمبيوتر الخاص بي, ووعدني بأنه سيرسل شخصاً من طرفه هو بدلا ممن سيرسله الشيخ وسام ليساعدني في استخدام البال توك, ونشر هو الآخر إعلانا عن المناظرة الأولي بيني وبينه حول “بدعة الرهبنة”, وانتظرت أن يرسل من سيساعدني في استخدام البال توك ولكنه كذب عليَّ ولم يفي بوعده, لكن الشيخ الفاضل وسام عبد الله أوفي بوعده وأرسل لي شيخاً وقوراً يدعي الشيخ سلامة الذي جاء إلي مسافراً من خاج القاهرة وقام بالمهمة التي جاء من أجلها خير قيام , وفي موعد مناظرتي مع الشيخ وسام ذهبت الي الغرفة وقوبلت من الجميع باحترام وتقدير وتعاموا معي في المناظرة بحيادية تامة وتمت المناظرة بنجاح تعاركنا فيها فكريا وعقائديا ولكن خرجنا منها متحابين ومقدرين بعضنا البعض , وبعد عدة ايام عقدت المناظرة الأخري مع الأخ اخريستوس أنستي والذي أساء إليَّ أثناء المناظرة بألفاظ قذرة قائلاً لي: ” روح العب في أعضائك “, ولم تكن هناك حيادية في إدارة المناظرة والغرفة والتي تمتلكها وتديرها شخصية أرثوذكسية أخري نكرة تختبئ خلف اسم “أنا مانجو” والتي كانت غير محايدة وكانت تقف في صف اخريستوس آنستي بكل قوتها , وكان ذلك كله في حضور أحد القسوس والعديد من الخدام الأرثوذكس ولم يعترض أحد منهم علي هذا الأسلوب الفج في التعامل معي وأنا ضيف عندهم, وفوجئت بعد المناظرة بأن الإعلان الذي نشروه عن المناظرة من خلف ظهري كانوا يشوهون فيه صورتي ويسيئون إليَّ ملقبين إياي بالمهرطق والمنشق والمدلِّس …الخ, عكس الأسلوب الذي نشر به الشيخ وسام اعلان مناظرته معي وقدمني فيه بصفتي شماس وواعظ سابق في الكنيسة الأرثوذكسية وخادم للمسيح وصاحب مؤلفات عديدة …الخ, واستمرت مناظراتي مع الشيخ وسام اسبوعياً بغرفته, ووصلت حتي الآن إلي ثمانية مناظرات, وعقد الأخ اخرستوس هو الآخر معي مناظرة أخري , ولما وجد أن المناظرات ليست في صالحه ولا في صالح الأرثوذكسية نقد اتفاقه معي علي إكمال سلسلة المناظرات حول باقي كتبي الستة وطلب لقاء أخير في غرفتهم يوجهون لي أسئلة حول كتبي كلها مجتمعة ليكون آخر لقاء , وكما اعتدت منهم لم أجد في غرفتهم لا الاحترام ولا الأدب في التعامل معي وكانت الأدمن “انا مانجو” منحازة إلي خصمي انحيازاً فادحاً وفاضحاً مما جعلني أعترض وأترك لهم الغرفة بلا رجعة.
وإزاء ما حدث معي من الإخوة المسلمين وعلي رأسهم الشيخ الفاضل وسام عبدالله والذين لم أري منهم إلا كل احترام وتقدير وحيادية والتزام بالوعود والعهود مع الاختلاف الجذري في العقيدة ,وإزاء ما حدث معي من الإخوة الأرثوذكس والذين لم أري منهم أي احترام أو تقدير أو حيادية ولم يلتزموا معي بوعودهم واتفاقاتهم وكانوا يخدعونني وينشرون من وراء ظهري ما يهينني ويشوه صورتي علي عكس ما يبدونه من احترام مصطنع في أثناء اتصالهم بي لللإتفاق علي المناظرات.
إذاء كل ذلك لا يسعني إلا أن أعرب عن احترامي وتقديري وشكري لإخوتي المسلمين الذين أحبهم محبة القريب كما أوصاني سيدي الرب يسوع المسيح قائلاً : ” تحب قريبك كنفسك” , وأوضح أن القريب هو كل من يصنع معي الرحمة بغض النظر عن جنسه أو عقيدته , وأحيِّ فيهم الوجه المشرق للإسلام الذي رأيته في أخلاقهم الحميدة وفي تعاملهم الراقي مع ضيفهم الذي جاء ليواجههم عقائدياً, وفي نفس الوقت أعرب عن أسفي للأخلاق المتدنية التي رأيتها في الإخوة الأرثوذكس الذين تعاملوا معي بكل سفالة وأخلاق دنيئة عكست صورة عقيدتهم الأرثوذكسية المنحرفة والمنحطة, وأدعو الله للجميع بالهداية وللارثوذكس خاصة بالخروج من ظلام الأرثوذكسية إلي نور المسيح ذو الأخلاق الرفيعة والسامية , الذي له وحده كل المجد مع أبيه الصالح بالروح القدس إلي الأبد أمين.
د. حنين عبد المسيح