This page was saved using WebZIP 7.0.3.1030 offline browser on 12/21/13 11:32:29 .
Address: http://www.burhanukum.com/w/?p=7
Title: بين النبوة والفلسفة | برهانكم لدعوة النصارى  •  Size: 37053

بين النبوة والفلسفة

الشيخ محمد الغزالي

محمد الغزاليبقلم الشيخ العلامة محمد الغزالي

بين النبوة والفلسفة
للمعارف المحترمة مصادر معينة لا يعول على ما وراءها. فإذا كان مصدرها إنسان يا فيجب أن تنبع من ثنايا المنطق التجريبي أو الرياضي ? كما هو حاصل الآن في علوم الكون والحياة ? وفيما يتصل بأحوال المادة وشؤون الناس. أما إذا كانت هذه المعارف متصلة بما وراء المادة ? أي بما يقصر المنطق التجريبي والرياضي عن مناله فإن الوحي الصادق هو سبيلها الفذة ? ولا يقبل غيره فيها. ومن ثم فالكلام عن الله وعن صفاته وعن حقوقه ? لا يعتمد فيه إلا ما جاء على ألسنة الأنبياء وحدهم. وإذا تظاهرت الدلائل على صدق نبي ما ? فإن ما جاء به من عند الله يأخذ وصف اليقين ? وينقطع دونه الجدل.

إن عشرات الفلاسفة والعلماء تكلموا في المادة وما وراء المادة منذ آماد طويلة. والتراث الذي خلفوه لنا خليط من الصواب والخطأ ? عكف عليه الباحثون فمازوا صحيحه من سقيمه. ويمكن القول بأن كلام القدامى والمحدثين فيما وراء المادة ينقصه التوفيق لابتعاده عن مناهج الوحي ? ولذا حفل بالنقائض والخرافات. قال صاحب إخوان الصفا: ` إن الأنبياء كلهم مع تباعد أزمانهم ? واختلاف لغاتهم ? وموضوعات شرائعهم ? وافتراق سننهم تجدهم متفقين على رأى واحد ومقصد واحد فيما يشيرون إليه في دعوتهم الأم. أما الفلاسفة فليست شريعته مواحدة ? ولا دينهم واح دا ? بل آراؤهم مختلفة وأقوالهم متناقضة ? تورث لأتباعهم حيرة قلما .تنجلي غمرتها فكيف يرضى العاقل عن مذهب الفلاسفة مع اختلافهم كأنما يكذب بعضهم بع ضا ويعرض عن البحث والنظر في كتب الأنبياء مع اتفاقها. إنما ذهل أكثر المتفلسفين عن حقائق الأشياء لعدم معرفتهم كتب الأنبياء وإعراضهم عن النظر فيها ? وقصور أفهامهم عن تصورها ` هذا فيما يتصل بالمعارف الروحية. أما الفلسفة المادية فإن اتجاه العلم في العصور الحديثةإلى البحث المباشر والاستقراء الدقيق أفقد هذه الفلسفات القديمة منزلتها ? وجعل أكثرنتاجها لغ وا. والحق أن كثي را من مذاهب المفكرين ? وآراء الفلاسفة ? ومقالات الأدباء لا تعتمدعلى ركيزة محترمة من اليقين الراسخ؛ بل جلها يشبه قصائد الشعراء الهائمين في أودية الخيال ? أو هي تصوير لمشاعر نفسية خاصة ? ووجهات نظر في فهم الحياة قد تسلم أصحابها على أنها نزعات شخصية ? ولكنها لا تقبل مطل قا في ميدان العقائد العامة .والتضارب الهائل بين ثمرات هذا اللون من المعرفة الإنسانية يجعلنا لا نخرج به عن هذا النطاق. ولو قرأت فلسفة الهنود والرومان والإغريق ? وتطورات الفلسفة الإنسانية عامة في القديم والحديث؛ لما تجاوزت بها أب دا حدود البحث الحائر وراء الحقيقة الغامضة ? وشتى الفروض التي يجافيها الصواب ? ومزي جا من التحويم الغامض يعلو ويهبط ثم لا يستقر على شيء. شتان بين هذا القلق وبين المبادئ المحدودة ? والتعاليم الواضحة ? والأفكار المشركة التي عرضها الأديان في بساطة تامة ? كأنما تعرض المبادئ الأولى في علم الحساب. إننا لا نفعل من المعارف المادية إلا ما يخضع للمنطق التجريبي والرياضي كما قلنا ولا نقبل من المعارف الروحية إلا ما جاء على لسان نبي عرفنا بمنطقنا المادي صدقه ? فأمناه على ما يغرس في عقولنا وقلوبنا ? وما يرسم لآحادنا وجماعاتنا؛ لأنا آمنا بأنه مبلغ عن الله ? وما جاء .من عند الله فهو الحق المطلق أما ماعدا ذلك فهو وهم مريب ? والتعلق به اتباع للظن ? وقد نهانا الإسلام أن نركن إلا إلى اليقين: “ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا” .“وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى

الشيخ محمد الغزالي

مقالات الشيخ محمد الغزالي

Posted by on يوليو 2 2011. Filed under العلامة محمد الغزالي. You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0. You can leave a response or trackback to this entry

Leave a Reply

300x250 ad code [Inner pages]

Featured Links

  • أشرف الخلق
  • الرد على إبراهيم لوقا
  • الرد على شبهات النصارى حول الإسلام
  • الرد علي شبهات النصارى حول القرآن
  • ردود الشيخ يوسف القرضاوي
  • ردود محمود أباشيخ على الشبهات
  • شبهات النصارى حول السنة
  • مقالات الشيخ محمد الغزالي

Search Archive

Search by Date
Search by Category
Search with Google

Photo Gallery

120x600 ad code [Inner pages]
تسجيل الدخول | Designed by Gabfire themes