ليس دفاعا عن مروان!! … بل دفاعا عن القرآن
((ليس دفاعا عن مروان!! … بل دفاعا عن القرآن))
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين, سيدنا محمد الأمين, وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
عَنْ هَارُونَ، قَالَ: فِي قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ }وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ عُبَّادَ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا{ لَيْسَ فِيهِ {الَّذِينَ هُمْ).
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام ((فضائل القرآن – 1/311)) قال: حدثنا حجاج عن هارون به.
قلت: إسناده ضعيف لانقطاعه, فهارون – وهو ابن موسى الأعور – لم يدرك أبي بن كعب, فقد ذكره الحافظ ابن حجر في الطبقة السابعة من ((التقريب – 569)) , وهي طبقة كبار أتباع التابعين, وهم الذين يلقوا أحدا من الصحابة.
والحديث أورده السيوطي في ((الدر المنثور – 13/196 – هجر)) وزاد نسبته لابن المنذر.
وقد وقع في طبعة الدر المنثور ((7/371 – دار الفكر)) ما يلي:
- تصحف اسم ((هارون)) لـــ((مروان)).
- سقط عبارة ((قال: في قراءة أبي بن كعب)) من متن الأثر, لتصبح: ((عَن مَرْوَان وَجعلُوا الْمَلَائِكَة عِنْد الرَّحْمَن إِنَاثًا لَيْسَ فِيهِ {الَّذين هم})).!! [1]وقد استغل هذا الأمر صاحب كتاب ((إعلام الخلف بمن قال بتحريف القرآن من السلف)), المسمى أبا عمر صادق العلائي, حيث عقد فصلا لهذا الأثر, ثم قال معلقا:
((وهذا إنكار صريح لمقطع من الآية الكريمة {وَجَعَلُوا الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَانِ إِنَاثًا}(الزخرف/19) ، فهل يكفرون مروان بن الحكم أم لا ؟!))!!
قلت: وفيما مر من الحق ((الواضح)), ردع لهذا الحهل ((الفاضح))!!.
وصلي اللهم على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه/
أبو وليد
خالد الخالدي
غفر الله له وعفا عنه
قلت: يحتمل أن يكون هذا الخطأ من النساخ, ويحتمل أن يكون من السيوطي نفسه, فقد اشتهر بذلك.
قال السخاوي رحمه الله عن السيوطي ((الضوء اللامع – 4/68)): ((إن له مؤلفات كثيرة مع كثر ما يقع له من التحريف والتصحيف فيها ….. )).
ثم ذكروا أن عبارة: (قال: في قراءة أبي بن كعب), سقطت النسخ من ((ص, وف1,وم)).