من كتاب عقائد المسيحية المبكرة
تلخيص ابن أويس القرني
أقدم الكتاب المسيحيين الذين ينبغى أن نوليهم اهتمامنا هم الآباء الرسوليون , و الذين يظهرون كشهود للإيمان التقليدى أكثر منهم كمفسرين يجاهدون ليفهموه . على الرغم من أن أحكامهم عادة ما تكون جزئيه و ساذجه , إلا أنهم يؤسسون لبصيرة نافعه عن الخطوط التى من خلالها نمى العقل الباطن للكنيسه , و هذه البصيره مهمة جدا لأن الآباء الرسوليين لم يكونوا يشكلون مجموعة متجانسه , بل كانت لهم اتجاهات مختلفه .
نحصل على القليل من الأول منهم , أى إكليمندس الرومانى , إنه يربط بين الثلاثه فى قسم " طالما عاش الله و عاش الرب يسوع , و الروح القدس " , و مرة أخرى فى السؤال " أليس لنا إله واحد , و مسيح واحد , و روح نعمة واحدة تنسكب علينا ؟ " . بالنسبة للمسيح , يعتبر وجوده السابق قبل التجسد أمرا مسلما به , بما أنه هو من تحدث من خلال الروح فى المزامير , و الذى هو " صولجان الفخامه " , أى الأداه التى من خلالها مارس الله سيادته على الدوام , و هو أيضا " الطريق الذى من خلاله وجدنا الخلاص , و الكاهن الأكبر لتقدماتنا " , و الذى من خلاله " ننظر الى شواهق السماء " . و يعتبر إكليمندس أن الروح القدس قد أوحت لأنبياء الله فى كل العصور , بنفس الدرجه لكتبة العهد القديم كما له .و لكنه يبدو غافلا عن مشكلة علاقة الثلاثه ببعضهم البعض .