This page was saved using WebZIP 7.0.3.1030 offline browser on 12/21/13 11:32:32 ص.
Address: http://www.burhanukum.com/article1613.html
Title: الإنجيل - المسيحية  •  Size: 48329
قل هاتوا برهانكم عقائد وأديان مسيحيات برهانكم للرد علي شبهات النصارى

آباء الكنيسة
 
الباترولوجي
[ الباترولوجي ]

·التثليث عند آباء الرسوليين
·العلامة ترتليانوس والزواج الثاني
·بابياس أسقف هيرابوليس
·بوليكاربس في الميزان
·القديس اغناطيوس الأنطاكي
·القديس أغسطينوس والإرهاب الديني
·الحرب العادلة في فكر أوغسطينوس
·جون كالفن
·الباترولوجي - آباء الكنيسة
·الكذب .. السر الثامن من اسرار الكنيسة
  .  

خربشات صوماليانو
 
خربشاتـــصوماليانو
[ خربشاتـــصوماليانو ]

·هل يلد الله ويولد
·سويعات في برية التيه
·الإختلافات العددية في الكتاب المقدس
·البابا شتودة: المسيح لم يقل أنا الله أعبدوني
·بولس الرسول كبير الغنوصيين
·الغنوصية والرهبنة في الأناجيل
·تيري جون وثقافة الحرق
·ديونيسيوس يعقوب السرياني وضياع الأسفار
·سيدعى ناصريا
·التسامح سلاحنا في وجه شنودة
·القمص يوحنا سلامة : البروتستانت حرفوا الكتاب المقدس
·الدوناتستيون
  .  

الرد علي زكريا بطرس
 
شطحاتــزكريابطرس
[ شطحاتــزكريابطرس ]

·المسيح الجبار
·مسرحية نشيد الإنشاد
·النكاح في الجنة وشطحات زكريا بطرس
·انتهى زكريا بطرس كغيره والإسلام باق
·أحلام زكريا بطرس
·تأملات في نشيد الأناشيد
·نشيد الإنشاد كأشعار رابعة العدوية
·هلوسات زكريا بطرس
·الرد السماوي على زكريا بطرس
·بيان الشيخ الزغبي
·الرب مخلص مسيحه
·زكريا بطرس يبكي علي أطلال قناة الحياة
  .  

صوماليانو
 
تعدد الزوحات لماذا ترعب الكنيسة
البابا غريغوريوس الثاني وتعدد الزوجات
ضيوف الأنبا بيشوي أم أتباع الغزاة
ضمان الخلاص والجنة
العتل الزنيم مرقس عزيز
لا محلل ولا طلاق لأن العصمة في يد الأنبا بولا
  .  

الإنجيل

 - المسيحية


 
الحمد لله الذى خلق فسوَّى ، ووهب فأعطى . مُنَوِّر البصائر ، ومصوِّر الخواطر . والحمد لله الذى جعلنا موحدين ، ووفقنا للاعتصام بهذا الدين . والصلاة والسلام على الصادق الأمين ، إمام المرسلين وعلى أخيه روح الله وكلمته المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام فى العالمين .
 أمَّا بعد :
هناك الكثير من الدراسات المقارنة حول المسيحية والإسلام . تكتظ بها رفوف المكتبات ولكن للأسف أنَّ معظمها تكرار لما فات . والإنسان بطبعه يحب الجديد الوليد ويستثقل التكرار البغيض . والباحث عن الحق يشكو من كثرة المعروض مما تنبو عنه الأحداق وتتجافى عن قراءته الأذواق ، ففيه يجد البرهان على تخاذل الذهن وتراجع الفكر .




 ولقد حاولت أن أفتح بابا جديدا فى دراسة الوثائق الدينية سواء كانت إسلامية أم مسيحية تحت شعار " العودة إلى الأصل بفكر العصر " مستخدما المعلومات الجمَّة عن تراثنا وحضاراتنا القديمة التى لم يكن يعلمها علماؤنا فى القرون الماضية ، حيث تم اكتشافها وفك شفرة لغاتها ، فنطقت الأحجار والألواح فأنبأتنا بخبر من راح . وعَلِمْنا أنَّ لساننا العربى ـ ولا أقول لغتنا العربية ـ قديم قدم آدم ونوح ، وأنَّ لغـة الكتابة تطورت وتغيرت مع تقدم الإنسان فى مسيرته الحضارية . وموضوع بحثى هنا هو كلمة إنجيل التى ورثناها عن الأجداد من قبل ظهور الإسلام . أبحث عنها وفيها بغية الوصول إلى إجابات مقنعة للأسئلة التالية :
هل الإنجيل كتاب كما يقول المسلمون ويعتقدون ..!؟
أم بشارة وأخبار سعيدة وليس بكتاب أصلا كما يقول المسيحيون ..!؟
وبأى لسان ولغة كان إنجيل المسيح عليه السلام ..؟
ومن أى لسـان جاءت كلمة إنجيل ..؟
وفى أى لغة كثر استخدامها ..؟
وفى أى المناطق الجغرافية ظهرت ابتداءً ..؟
وما معنى كلمة إنجيل فى لسان المسيح عليه السلام ..؟
إنها محاولة تحتاج إلى بذل المزيد والله من وراء القصد يعين ويزيد .
 لقد نشأنا نحن المسلمين منذ الصغر ، نؤمن بأنَّ هناك إنجيلا مع النصارى يؤمنون بما فيه ، ولكن اعتقادنا بصحة جميع كلمات ذلك الإنجيل تشوبه شائبة التحريف والتبديل ، على أساس أنَّ الإنجيل كتاب إلهى منزل كان مع المسيح عليه السلام  إبَّان فترة بعثته . ونشأ أيضاً إخواننا فى المواطنة منذ صغرهم على الإيمان بالإنجيل الذى بيد آبائهم ، على أساس أنَّ المسيح عليه السلام  لم يترك لهم إنجيلا مكتوبا ، ولم يكن معه كتاب منزل من السماء يُعلمَهُ لقومه يُسمى إنجيل . ومع مرور الزمن وتدرج إخوان المواطنة فى التعلُّم واتساع دائرة الثقافة بينهم تَطَوَّرَ مفهومهم الدينى لكلمة الإنجيل .
فعند عامتهم : الإنجيل هو مجموع كتب ورسائل العهد الجديد بما فيها الأناجيل الأربعة . وعند أنصاف المثقفين منهم : الإنجيل هو الأناجيل الأربعة مجتمعة معاً .
وعند المثقفين والمتخصصين من علمائهم وقساوستهم فالإنجيل له مفهومان : مفهوم مجازى بمعنى أنَّ الإنجيل هو مجموع الأناجيل الأربعة . ومفهوم حقيقى بمعنى أنَّ الإنجيل ليس بكتاب أصلاً . وإنما هو عبارة عن الأخبار السعيدة التى جاء بها المسيح . وهذه الأخبار السعيدة أو البشارة الطيبة عبارة عن مجئ المسيح إلى عالم البشرية وتحمله للعذاب المهين من أحقر خلق الله ، ثم موته على الصليب ثم دفنه وقيامته من الموت حاملاً معه أوزار الناس جميعا (1) . تلك الأوزار التى لم يغفرها الإله الآب عن طريق توبة عباده وعودتهم إلى صراطه المستقيم منذ عهد آدم وإلى زمن بعثة المسيح ..!!
 
 
أمَّا عن المعاصرين من علمائهم فلا يعنى الإنجيل كتاباً أصلاً . وإنما هو شخص يسوع ذاته ..!!
والقارئ الدارس لتاريخ المسيحية فى قرونها الأولى يعلم جيداً مقدار وحجم الهرطقات والانشقاقات الدينية التى نشأت وترعرعت فى السر تحت سيطرة الحكم الرومانى . والحق لا يعيش طويلا فى السر والظلام ، والحق لا يتعايش أبدا مع الباطل الذى أطل برأسه ونشر جذوره وسيقانه فى أرجاء الإمبراطورية الرومانية . والحق واحد لا يتعدد . فإذا كان المسيح عليه السلام قد قال لقومه أبَّان فترة بعثته " توبوا وآمنوا بالإنجيل " ( إنجيل مرقس 1 : 15 ) . فهناك إذا إنجيل كان مع المسيح مطلوب الإيمان به .    
 إنجيل كان مع المسيح عليه السلام يدعو قومه إلى الإيمان به . إنجيل معلن معروف بين القوم حتى يؤمنوا به . وبغض النظر عن معنى كلمة إنجيل فإنَّ الكلمة تشير إلى شئ ما كان مع المسيح عليه السلام يدعو قومه إلى الإيمان به .
 وتوقيت هذه الدعوة كان بعد حادثة القبض على المعمدان ( يحيى بن زكريا ) عليه السلام .  بمعنى أنَّ هذا الشئ المسمى إنجيلا كان موجودا مع المسيح عليه السلام أبَّان فترة بعثته وقبل حادثة الصلب الشهيرة . وأنَّ تلاميذ المسيح عليه السلام فى تلك الفترة كانوا قد آمنوا بذلك الإنجيل .
 ومن المتفق عليه عند جميع علماء المسيحية قديما وحديثا أنَّ تلاميذ المسيح فى أثناء فترة بعثته عليه السلام لم يتعرفوا عليه على أنه إله أو ابن إله ، فآمنوا بدعوته وبالإنجيل الذى معه ولم يكونوا يعرفون شيئا بعد عن الصلب وما صاحبه من أحداث بعد ذلك مثل غفران أوزار الناس جميعا بدم المسيح المسفوك على الصليب ..!!
 فآمَنُوا بالإنجيل وعملوا بأحكام التوراة كما أمرهم المسيح عليه السلام . فى تلك الفترة تدور دراستنا أو أهم فصولها . فترة بعثة المسيح عليه السلام التى انتهت بحادثة الصلب الشهيرة . هذه الفترة هى التى كان أول مطلب فيها هو الإيمان بدعوة المسيح عليه السلام وبالإنجيل الذى معه .
والكلمة المعبرة عن الإنجيل التى استخدمها المسيح عليه السلام كانت باللسان الآرامى فما هى تلك الكلمة التى خرجت من فم المسيح عليه السلام باللسان الآرامى الفلسطينى والتى دعا إليها قومه ليؤمنوا بها ..!؟
إنها قطعا لم تكن كلمة يونانية . فأتباعه كانوا من عامة الناس وأقلهم علما . صيادين سمك وعَشَّارين . فأنَّى لهم بلغة المثقفين والنبلاء الأجانب ..!؟  وهل من المعقول أن يطالبهم المسيح بالإيمان بشئ يونانى لا يفهمون معناه ومحتواه ..!؟
وحيث أنَّ الكلمة العربية إنجيل هى الكلمة التى حفظتها ذاكرة الشعوب العربية القديمة ، وتوارثها الأحفاد عن الأجداد من يهود ونصارى ومسلمين . وَسُجِّلَت فى الأسفار المسيحية العربية وشهد بصحتها القرآن الكريم . فليس لنا بديل غيرها نتكلم عنه . ولم يُطْلَب من العرب المسيحيين منذ ألفى عام إلا أن يؤمنوا بهذا الإنجيل . ذلك الإنجيل الذى فُقِدَ وسط زحام الأناجيل التى ظهرت من بعد عهد المسيحعليه السلام  .
ومع فقدان لغة اللسان الآرامى الفلسطينى العربى ضاعت معالم دعوة المسيح تماما ، فلم يعد هناك تمييز وفهم سليم لمعانى الكلمات السامية ذات اللسان الآرامى كما سبق بيان ذلك فى الأبحاث السابقة فى هذا الكتاب .
فضاع اسم الله من فوق صفحات الأناجيل الأربعة . وضاع معنى كلمة مسيح من أذهان المسيحيين . وتحولت كلمة عيسى إلى كلمة يسوع . وضاع معنى كلمة مريم وأصلها . حتى المعنى البسيط السهل لكلمة ابن ضاع فى زحام الترجمات المتعددة . وضاعت كلمة إنجيل أيضا من النصوص وتحولت إلى بشارة كما سنرى ..!! وضاعت كلمات ومفاهيم كثيرة مما جاء على لسان المسيح عليه السلام كما سنرى .
وهكذا فقدنا كلمات آرامية كثيرة كانت من صلب معالم دعوة المسيح عليه السلام حيث تحولت إلى كلمات يونانية لا علاقة لها بلغة المسيح عليه السلام وقومه .

وبدون الاسترسال فى موضوعات كثيرة اختلفوا فيها وحولها . وتفرقوا حولها شيعا وأحزابا ، أتكلم هنا بالتحديد حول كلمة إنجيل .
 ما هو أصل هذه الكلمة ..؟؟
وكيف وصلت إلى اللسان العربى المبين ـ القرآن الكريم ـ منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من  الزمان ..؟؟
وما هو معناها فى اللسان العربى المبين ..؟؟
وهل تكلم بها المسيح عليه السلام بلسانه الآرامى..؟؟
وإن كانت كلمة إنجيل العربية اسما لشئ دعا المسيح عليه السلام قومه إلى الإيمان به  فما هو ذلك الشئ ..؟؟
إنه بدون شك لن يتغير اسمه بين لغات العالم حيث أنَّ مناط الإيمان والتكليف منعقد به " توبوا وآمنوا بالإنجيل " . فالتوراة توراة فى جميع لغات العالم . والقرآن قرآن فى جميع لغات العالم . خلاف الإنجيل فهو ليس باسم كتاب أصلا عندهم حتى يثبت اسمه بين لغات العالم ، بل ليس باسم شئ مطلوب الإيمان به عندهم خلافا لقول المسيح عليه السلام فالإيمان المسيحى إيمان تقاليد وإيمان كنيسة كما يقولون .
فهل نستطيع بعون الله تعالى أن نستخرج من عند القوم نصوصا تثبت أنَّ الإنجيل كان كتابا سماويا فى أصل معناه سواء كان مكتوبا أو مسموعا من فم المسيح عليه السلام دعى قومه إلى الإيمان به ..؟؟
إنَّ المسألة صعبة جداً لأنَّ النصوص التى نبحث فيها منها كتب أربعة يسمى كل منها إنجيل . كما أنَّ هناك ذكرا لأكثر من إنجيل فى هذه الأناجيل . أسأل الله سبحانه وتعالى تيسير الأمر وتذليل الصعب .

 
الإنجيل فى الأصول اليونانية


إنَّ الباحث فى الأصول اليونانية لكتابات العهد الجديد سوف يجد ثلاث كلمات يونانية لها ارتباط لغوى وثيق الصلة بكلمة الإنجيل :
 1.. الصيغة الفعلية : أى صيغ الأفعال المنتمية إلى كلمة إنجيل اليونانية من حيث كونها أفعالا مبنية للمجهول ( Passive ( أو أفعالا مبنية للمعلوم       ( Active ) أو حتى مجهولة الصيغة معلومة المعنى ) Deponent ) التى تتناول الفترات الزمنية الثلاث الماضى والحاضر والمستقبل . علاوة على صيغ المذكر والمؤنث للمفرد والمثنى والجمع . وكل تلك المعانى والاشتقاقات تشملها الكلمة اليونانية ( υ ) وتنطق ( يو ـ أنج ـ جهيل ـ يد ـ زو ) أو     ( yoo - ang - ghel - id - zo ) بالإنجليزية .
ومِن أمثلة صيغ الأفعال هذه الموجودة فى النسخ العربية الكلمات : بَشَّر وبُشِّر ويُبَشِّر ويُبَشِّرون ..... إلى آخر صيغ الفعل بَشَّرَ ، حيث تَبَنَّى القوم معنى كلمة الإنجيل بمعنى البشارة . ولا يهمنا هنا دراسة هذه الصيغ الفعلية لعدم الحاجة إليها .
 2.. الصيغة الاسمية : أى صيغ الأسماء المنتمية إلى كلمة إنجيل اليونانية . وقد عثرت على ثلاث صيغ للكلمة :
كلمة (  ) اليونانية وتنطق يوانجهيليون . وهى التى تكتب فى النسخ العربية إنجيل وفى النسخ الإنجليزية ( Gospel ) .
وكلمة (  ) وتنطق ( بروـ يوانجهيليزوماى ) وهى بمعنى الإنجيل السابق أو الأول .
ثم كلمة (  ) وتنطق ( يوـ انج ـ جهيل ـ بس ) وهى ترد بمعنى إنجيل فى النسخ العربية ، وفىالنسخ الإنجليزية ( Gospel ) مع وجود فرق فى المعنى  المراد .

 3 .. الصيغة اليونانية : ( (  والتى تنطق هكذا يوانجيليستنس وهى بمعنى القائم على تعليم الإنجيل ، أى مُعَلِمَ الإنجيل .
وسوف تنحصر دراستنا هنا على الصيغة الاسمية للكلمات الدالة على مُسَمَّى إنجيل وخاصة الكلمة يوانجيليون أو يوانجهيليون حسب دقة التصويت والتى تكتب فى اليونانية (  ) .
تذكر معظم المراجع المسيحية الإنجليزية الكتابية المتخصصة أنَّ معنى الكلمة (  ) فى اليونانية القديمة هو الهدية أو المكافأة التى تقدم لحامل الخبر السار (present given to one who brought good tidings   )  (2)  ثم تحول معناها فى اللغة اليونانية المتأخرة ( Later Gr ) إلى الخبر أو النبأ السار ذاته good tiding themselves ) ) . فالبشرى بمولد إمبراطور المستقبل تعد يوانجيليون ، وكذلك خبر إعتلائه العرش يسمى يوانجيليون . وخبر انتصاره فى الحروب يعد يوانجيليون (3) .
جاء فى معجم اللاهوت الكتابى ( الترجمة العربية ) " وفى اللغة اليونانية العامة تعنى كلمة إنجيل ( الخبر السار ) وبخاصة بشرى انتصار . وكان عهد السلام الرومانى وكذلك الأحداث البارزة فى حياة الإمبراطور ( الإله والمخلّص ) تعتبر إنجيلا . أى بشرى سارة " (4) .
وقد تَبَنَّى مسيحيو العالم هذا المعنى وطَبَّقُوه على المسيح عليه السلام الإله والمخلّص بدلا من الإمبراطور الرومانى ..!!
فنجد على سبيل المثال فى الترجمة العربية لـ ( معجم اللاهوت الكاثوليكى ) ص 38 : " فى كتابات العهد الجديد المتأخرة ، إنَّ مفهوم الإنجيل يمتد إلى البشارة وتعريف ما حصل فى حياة المسيح وسُمع ورُئِىَ من التلاميذ :
 
 
وجود المسيح و خطاباته ، حياته . تصبح هى نفسها محتوى الإنجيل . بهذا المعنى إنَّ الإنجيل هو بصورة مباشرة الخبر الحسن يوجِّهه الله للإنسان " انتهى النقل .
ثم تطور المعنى بعد ذلك لتصبح حادثة بعثة المسيح عليه السلام هى الإنجيل :
( the christ - event is the gospel ) (5) . ثم ازداد تطور المعنى ليصبح الإنجيل هو شخص المسيح ..!!
جاء فى معجم اللاهوت الكتابى فى شرح نصّ مرقس (1: 15) " حان الوقت واقترب ملكوت الله ، هذا هو جوهر الرسالة ولكن هذه المرة تصبح شخصية الرسول ذاتها مركز الخبر السار . فالخبر السار هو يسوع بنفسه (6) .
قلت جمال : وكل هذه المعانى تبعدنا كثيرا عن أصل وفصل كلمة إنجيل الآرامية الفلسطينية . فالإنجيل كان شيئا موجودا فى عصر المسيح عليه السلام قبل حادثة الصلب الشهيرة ، وكان عليه السلام يدعو قومه إلى الإيمان به فيقول لهم " توبوا وآمنوا بالإنجيل " . أى آمنوا بما فيه . بنفس المعنى حين يقول اليهودى لبنى قومه توبوا وآمنوا بالتوراة أو كما يقول المسلم توبوا وآمنوا بالقرآن . ولن نستعجل الأمور فى فرض هذا المعنى البديهى . المهم أنَّ الإنجيل كان شيئا ما مع المسيح عليه السلام يدعو قومه للإيمان به .
وتارة نجد المسيح  يشير إلى الإنجيل بواسطة اسم الإشارة هذا وفى اليونانية (  ) كما جاء فى إنجيلى ( متى 26 : 13 ؛ مرقس 14 : 9 )  " الحق أقول لكم : إنه حيث ينادى بهذا الإنجيل ... " (7) . نفهم أنَّ الإنجيل كان موجودا مع المسيح  ويشير إليه باسم الإشارة المذكر هذا . فهو ليس بقصة عن حياة المسيح  وكلماته وموته وقيامته كما يقولون فكل ذلك لم يكن قد وُجِدَ بعد ..!!
 
 
فالإنجيل ليس هو ذات شخص المسيح وإلا كان كلامه عليه السلام هكذا توبوا وآمنوا بى حسب مرقس . أو حسب متى : إنه حيث ينادى بى .
جاء فى قاموس الكتاب المقدس طبع دار الثقافة المصرية ص120 :
" إنجيل : من اللفظ اليونانى أونجليون ومعناه خبر طيب ... " . وقد استعمل جستن مارتن الشهيد كلمة إنجيل عن الكتابات التى تتضمن الشهادة الرسولية ليسوع فى عصر مبكر أو فى سنة 150 م تقريبا . والكلمة العربية للإنجيل وهى بشارة . وتشمل هذا المعنى أيضا أى أنها كتاب رسولى يختص بحياة المسيح على الأرض " .
قلت جمال : وهذا المعنى المُغرض ينطبق على الكتابات التى ظهرت من بعد بعثة المسيح عليه السلام . ونحن نبحث عن معنى وماهية الإنجيل الذى كان موجودا أبَّان بعثة المسيح وقبل حادثة الصلب . إنَّ الإنجيل الذى كان المسيح يدعو قومه للإيمان به ليس هو بالكتابات الرسولية التى وُجِدَت فيما بعد بعدة عقود من الزمان .
فما هو ذلك الإنجيل وما هى ماهيته ..!؟ وما هى الكلمة الآرامية التى قالها المسيح عليه السلام وترجمتها اليونانية هى كلمة يوانجيليون (  ) ..!؟
 الجميع يعلم أنَّ الكلمات تاب وتوبوا ويتوبون لسان آرامى عربى . وكذلك كلمة الإيمان آمنوا . من كلمات اللسان الآرامى العربى . ولكنا نتوقف قليلا أمام كلمة إنجيل ونقول : من أى لسان هذه الكلمة ..؟ وما هـو أصلها وفصلها ..؟ هل هى من كلمات اللسان الأنجلوساكسونى كما يزعم المتكلمون باللغة الإنجليزية حين قالوا بأنَّ كلمة ( Gospel ) من العبارة الأنجلوساكسونية ( good spell ) التى تفيد معنى قصة جيدة (good story  ) أو حتى أخبار سارة ( good news )..!!؟
 وما هو الدليل على ذلك من أقوال المسيح التى قالها بلسانه الآرامى الوطنى ..!!؟ وكيف كانت الكلمة فى اللسان العربى من قبل ظهور الإسلام ..!؟

فالشام كلُّه كان تحت الاحتلال الرومانى ولكنه كان عربيا لسانا وسلوكا فكانت لسكانه العرب المتنصرين ترجمات عربية للإنجيل ، وكذلك نصارى العرب فى نجران واليمن بجنوب الجزيرة العربية .
فما هى الكلمة العربية التى كانت تعبر عن الإنجيـل ..!؟
ومن أين جاء بها القرآن الكريم ذو اللسان العربى المبين ..!؟
أفيدونا يا أهل الأفهام ..!؟
 إنَّ القارئ فى التراث العربى الجاهلى يعلم جيدا أنَّ هذه الكلمة الإنجيل كانت مشهورة بين العرب ، حفظتها ذاكرتهم منذ أيام بعثة المسيح عليه السلام . ومعناها واشتقاقاتها اللغوية تختلف تماما عن معنى كلمة  البشارة . ولكن القوم لا يبحثون عن أصول دينهم فى التراث العربى أبدا ولا يقبلون عن التراث اليونانى بديلا . كما أنهم يزعمون أنَّ المسيح عليه السلام لم يكن معه أبَّان بعثته كتابا يدعى إنجيلا ، ولم يترك لهم عليه السلام شيئا أصلا يسمى إنجيلا سواء كان كتابا مقروءا أو محفوظا فى الصدور وهذا أمر غريب حقا ..!!
يقول الدكتور القس فهيم عزيز : " .. فحينما يذكر اسم الإنجيل يتجه التفكير  مباشرة ، إمَّا إلى أحد الكتب الأربعة متى ومرقس ولوقا ويوحنا ، أو إلى الكتاب الذى نسميه العهد الجديد . لكن هذا المعنى ظهر فى عصر متأخر عن العصر الذى كتب فيه العهد الجديد ، أى منذ أن قال جاستن مارثر : لأنَّ الرسل فى ذكرياتهم التى كتبوها التى تسمى الأناجيل سلمونا ما تسلموه هم أنفسهم . لكن هذا المعنى لم يرد فى كتاب العهد الجديد نفسه فهناك يتضح أنَّ الإنجيل لا يعنى كتاباً بل يعنى عملاً " ( المدخل إلى العهد الجديد ص 77 ) .
 قلت جمال : وسوف أذكر بعون الله تعالى نصوصا من كتابهم المقدس تشير إلى أنه كان هناك إنجيل بمعنى كتاب من قبل بعثة المسيح عليه السلام . وأنَّ هناك إنجيل بمعنى كتاب أثناء بعثة المسيح  . وأنَّ هناك إنجيل لجميع الأمم سوف يوجد من بعد بعثة المسيح عليه السلام . إضافة إلى عدة كتابات كتبها أتباع المسيح يسوع من بعده يسمى كل منها إنجيلا .


ع .  م / جمال الدين شرقاوى

 يتبع على الصفحة التالية  أنواع الأناجيل


(1) .. المقصـود هنا هو الخطيئة الأولى لآدم . ذلك الفيروس المسيحى الذى انتشر فى جميع ذريته من بعده
           حاملا إِيَّـاهـم إلى الجحيم وبئس المصير ..!!
(2) .. راجع كل من :                The New Unger’s Bible Dictionary page 493
                                    Thayer’s  Greek - English Lexicon of the N.T page 257        
(3) .. راجع :              pictorial Encyclopaedia of the Bible  V2  page 779
(4) .. معجم اللاهوت الكتابى الترجمة العربية ص 113
(5) ..   New Bible Dictionary  page 436
(6) .. معجم اللاهوت الكتابى ص 113
(7) .. حسب النسخة العربية الوطنية (فانديك) ، الترجمة العربية الحديثة كتاب الحياة . أما سائر الترجمات العربية
        الأخرى فقد استبدلت كلمة الإنجيل المذكرة بكلمة البشارة المؤنثة ..!!

 هذا المقال جزء من  مباحثات هامة في المسيحية  للكاتب جمال الدين شرقاوى

 

  أرسلت في الأحد 01 أغسطس 2010 اعتمد بواسطة abasheikh  


 

روابط ذات صلة
 · زيادة حول - المسيحية
· الأخبار بواسطة abasheikh


أكثر مقال قراءة عن - المسيحية:
نشيد الانشاد

  .  

تقييم المقال
 
المعدل: 5
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

  .  

خيارات
 
 صفحة للطباعة صفحة للطباعة

  .  

"الإنجيل" | دخول/تسجيل عضو | 0 تعليقات
اكتب اسمك أسفل تعليقك.

التعليق غير مسموح للضيوف, الرجاء التسجيل

عبد الباسط عبد الصمد

الرد على القمص إبراهيم لوقا

تنزيه القرآن الكريم

العقيدة المسيحية

الأسفار القانونية الثانية والأبوكريفا

الله واحد أم ثلاثة


برهانكم للرد علي شبهات النصارى مكرس للرد علي ترهات النصاري وتطاولهم علي الإسلام .. حقوق النشر متاحة للجمع ونرجوا ذكر صفحة المقال واسم الكاتب ..