This page was saved using WebZIP 7.0.3.1030 offline browser on 12/21/13 11:32:29 ص.
Address: http://www.burhanukum.com/article1411.html
Title: آرامية البارقليط - الدليل والبرهان  •  Size: 93985
قل هاتوا برهانكم عقائد وأديان مسيحيات برهانكم للرد علي شبهات النصارى

آباء الكنيسة
 
الباترولوجي
[ الباترولوجي ]

·التثليث عند آباء الرسوليين
·العلامة ترتليانوس والزواج الثاني
·بابياس أسقف هيرابوليس
·بوليكاربس في الميزان
·القديس اغناطيوس الأنطاكي
·القديس أغسطينوس والإرهاب الديني
·الحرب العادلة في فكر أوغسطينوس
·جون كالفن
·الباترولوجي - آباء الكنيسة
·الكذب .. السر الثامن من اسرار الكنيسة
  .  

خربشات صوماليانو
 
خربشاتـــصوماليانو
[ خربشاتـــصوماليانو ]

·هل يلد الله ويولد
·سويعات في برية التيه
·الإختلافات العددية في الكتاب المقدس
·البابا شتودة: المسيح لم يقل أنا الله أعبدوني
·بولس الرسول كبير الغنوصيين
·الغنوصية والرهبنة في الأناجيل
·تيري جون وثقافة الحرق
·ديونيسيوس يعقوب السرياني وضياع الأسفار
·سيدعى ناصريا
·التسامح سلاحنا في وجه شنودة
·القمص يوحنا سلامة : البروتستانت حرفوا الكتاب المقدس
·الدوناتستيون
  .  

الرد علي زكريا بطرس
 
شطحاتــزكريابطرس
[ شطحاتــزكريابطرس ]

·المسيح الجبار
·مسرحية نشيد الإنشاد
·النكاح في الجنة وشطحات زكريا بطرس
·انتهى زكريا بطرس كغيره والإسلام باق
·أحلام زكريا بطرس
·تأملات في نشيد الأناشيد
·نشيد الإنشاد كأشعار رابعة العدوية
·هلوسات زكريا بطرس
·الرد السماوي على زكريا بطرس
·بيان الشيخ الزغبي
·الرب مخلص مسيحه
·زكريا بطرس يبكي علي أطلال قناة الحياة
  .  

صوماليانو
 
تعدد الزوحات لماذا ترعب الكنيسة
البابا غريغوريوس الثاني وتعدد الزوجات
ضيوف الأنبا بيشوي أم أتباع الغزاة
ضمان الخلاص والجنة
العتل الزنيم مرقس عزيز
لا محلل ولا طلاق لأن العصمة في يد الأنبا بولا
  .  

آرامية البارقليط

 - الدليل والبرهان

دراسة جديدة من نوعها حول مصطلح البارقليط للأستاذ / جمال الدين شرقاوى، ويرى الأستاذ جمال ان اللفظ البارقليط - الباراكليتوس آرامية وليس يونانيا كما كان شائعا بين الدارسين

 
مِن أصعب الأمور التى تحيِّرُ الباحث عن الحق المجرد ، هو الوقوف أمام مُصطلح لغوى لا أصل له فى اللغة المنسوب إليها . فالمصطلح بارقليط المشهور والذى يُنطق فى اليونانية باركليت ( παρακλητ ) . لا وجود له فى الحقيقة بين مفردات اللغة اليونانية . وإن حاول الكثيرون أن يوجدوا له نسبا شرعيا منسوبا إلى اليونانية . فأوجدوا له عدة كلمات يونانية قريبة فى الشكل والمنطوق منه وقالوا بأنه منها ولكن الحق غير ذلك كما سنرى  .
ربما يتعارض رأيى هذا مع آراء العلماء الذين كتبوا عن هذا المصطلح فى الشرق والغرب ، سواء كانوا مسلمين أومسيحيين . كما يتصادم قولى هذا مع الموروث الدينى اليونانى المسيحى . ولكن العبرة بالبرهان وإقامة الدليل لا بكثرة القيل والقال بغير دليل أو برهان . ألم أقل فى إفتتاحية كتابى أنَّ منهجى هو العودة إلى الأصل بفكر العصر ..!؟
فإن كان هناك كلاما منسوبا إلى المسيح عليه السلام  فلا بد مِن إرجاع ذلك الكلام إلى اللغة التى تكلم بها المسيح . وتلك بديهية لا يختلف فى قبولها اثنان . ولغة المسيح عليه السلام  ثرية فى ألفاظها وكلماتها ومعانيها لا تحتاج إلى استعارة كلمات من لغة أجنبية وخاصة إن كانت هذه الكلمات فى مجال الدين والتدين أى من صُلب وترائب لسانها وعقلها ..!!




ولِمَ لمْ يذكره أصحاب الأناجيل الثلاثة وباقى كتبة رسائل العهد الجديد وهم جميعا أسبق فى التدوين من يوحنا ..!!؟
لأنهم جميعا لم يأخذوا علمهم عن الذين شاهدوا المسيح عليه السلام  وتكلموا لغته الآرامية الفلسطينية .
ولا معنى حينئذ لمن يقول بأنَّ هذا المصطلح من كلمات اللغة اليونانية القديمة التى اندثرت ..!!؟
هذا وقد ورد ذلك المصطلح اليوحنَّاوى خمس مرات فقط فى كل كتب العهد الجديد . وها هى أماكنها : إنجيل يوحنا ( 14 : 16 ، 26 ؛ 15 :  26 ؛ 16 : 7 ) ورسالة يوحنا الأولى ( 2 : 1 ) .
يقول الراهب الصيدلى متى المسكين عن ذلك المصطلح " أمَّا لفظ الباراكليت فيأتى كـ إسم عَلَم شخص مُذكَّر . لذلك يعتبر إنجيل يوحنا هو الإنجيل الوحيد الذى أعطى للروح القدس ـ لغويا من جهة النحو ـ صفته الشخصية إذ نقله من دائرة المُجرَّدات كقوة إلى ذات مُشخَّصَة . وبهذا يكون إنجيل يوحنا قد مهَّد بهذا اللقب لمفهوم الثالوث المقدس " (1) .
قلت : ورغم عدم صِحَّة كل ما قاله المسكين مِن قراءة وكتابة المصطلح بطريقة خاطئة ، إلا أنَّ جميع المسيحيين لا يوافقونه على قوله بأنَّ يوحنا هو الذى قد مهَّد بهذا اللقب لمفهوم الثالوث المقدس . فهذا الكلام معناه أنهم قد فهموا الآن كنه الثالوث وهذا لم يحدث ، وأنَّ تلاميذ المسيح وكتبة باقى الأناجيل مُضافا إليهم بولس لم يفهموا ذلك الثالوث ولم يعرفوا عنه شيئا ولذا لم يكتبوا كلمة البارقليط ولم يشيروا إليها فى كتاباتهم ..!!؟
وقال المسكين أيضا " ولكن بحسب الأبحاث اللغوية فإنَّ العلماء لم يستقروا على ترجمة لهذا الاسم الباراكليت ، وقد اتفقوا جميعا على ترك الاسم كما هو بألفاظه المنقولة عن اللفظ اليونانى الباراكليت " (1) .
 قلت جمال : وهذا كلام فيه حق وباطل ، فالحق فيه أنَّ العلماء لم يستقروا على ترجمة لهذا الإسم الباراكليت لأنَّ الأسماء لا تترجم كما هو معروف مشهور . والباطل قوله : وقد اتفقوا جميعا على ترك الاسم كما هو بألفاظه المنقولة عن اللفظ اليونانى الباراكليت . فهذا إدعاء وزعم يكذبه الواقع  فجميع ترجمات إنجيل يوحنا فى سائر اللغات قد تم حذف ذلك الاسم منها وكتبت بدلا منه كلمات أخرى . ففى النسخ العربية حديثة الطبع نجد فيها بدلا من الاسم بارقليط الكلمات ( المعزى والمعين والمؤيد والشفيع و ... إلى غير ذلك من 
كلمات تدل على جهلهم بأصل ذلك الاسم ومعناه ) . ومثله نجده فى الترجمات الإنجليزية فقالوا : ( ...   Counsellor , Advocate , Intercessor , Helper , Comforter , ) . وكل تلك المحاولات نشأت عن عدم فهم المعنى السامى الأصلى للمصطلح وجنوح عن لغة المسيح عليه السلام  . ألم يقولوا ويعترفوا بأنه اسم عَلم مُذكر ، فلماذا يريدون أن يترجموه رغم أنَّ أسماء الأعلام لا تترجم بين اللغات وإنما تنقل كما هى تصويتا وتكتب بأى شكل من أشكال حروف اللغات المختلفة .
 وقد قام الكثير من الباحثين اللغويين المسيحيين بالبحث عن أصل لغوى يونانى لذلك المصطلح اليوحناوى بين مفردات اللغة اليونانية القديمة والحديثة . أصل يونانى يؤدى لهم المعنى العَقدِى الذى يريدونه ..!!
وسوف نطوف تطوافة سريعة حول النصوص التى ورد فيها ذلك المصطلح ونشاهد ترجمات القوم العربية والإنجليزية له مع بيان الأصل اليونانى المزعوم للمصطلح اليوحناوى . وهذا الأمر هام لكل من يريد المعرفة وتوثيق الأمور ، وأنا شخصيا أعتبره مقدمة ضرورية قبل التأصيل اللغوى لهذا المصطلح إلى لغته الأم .

البارقليط فى اليونانية


هناك موضعان متباينان جدا ورد فيهما المصطلح اليوحناوى بارقليط . أبدأ هنا بالموضع الأول كما ورد فى رسالة يوحنا الأولى ( 2 : 1 ) والذى يكاد أن تكون الترجمات شبه متفقة عليه ، ثم أثنى بعد ذلك بالموضع الثانى فى إنجيل يوحنا ( 14 : 16 ، 26 ؛ 15 : 26 ؛ 16 : 7 ) والذى اختلفوا فيه كثيرا عند ترجماتهم لذلك المصطلح .

أولا : البارقليط فى رسالة يوحنا الأولى ( 2 : 1 ) ..
اتفقت الترجمات العربية المعاصرة على ترجمة المصطلح بارقليط فى ذلك الموضع إلى كلمة شفيع كما هو واضح من الجدول الآتى :

 

نسخة فانديك المعتمدة ط 1977

نسخة كتاب الحياة ط 1988

 

يا أولادى أكتب إليكم هذا لكى لا تخطئوا . وإن أخطأ أحَدٌ فلنا شفيع ( παρακλητον ) عند الآب يسوع المسيح البار .

 

 

يا أولادى الصغار أكتب إليكم هذه الأمور لكى لا تخطئوا . ولكن إن أخطأ أحدكم فلنا عند الآب شفيع ( παρακλητον ) هو يسوع المسيح البار .

 

نسخة الكاثوليك ط 1993

نسخة الآباء اليسوعين ط 1991

 

يا أبنائى أكتب إليكم بهذه الأمور لئلا تخطأوا . وإن خَطِىء أحد منا فلنا يسوع المسيح البار شفيع ( παρακλητον ) عند الآب .

 

 

يا بنىّ أكتب إليكم بهذا لئلا تخطأوا . وإن خَطِىء أحد فهناك شفيع ( παρακλητον ) لنا عند الآب وهو يسوع المسيح البار .


نلاحظ من الجدول السابق أنَّ الترجمات العربية اتفقت على ترجمة كلمة بارقليط إلى شفيع ( وموقعها فى الجملة اليونانية هنا فى وضع المفعول به وتنطق بارقليطون مع ملاحظة أنَّ الحرفين الآخرين ( ον ) هما علامة الإعراب اليونانية هنا وليسا من أصل الكلمة وأنَّ حرفى القاف والطاء قد تحولا إلى الكاف والتاء  ) .
والشفاعة والشفيع فى اللغة اليونانية تكون غالبا داخل قاعات المحاكم وصالات الحكم ، فالشفيع هنا هو الذى يتوسط لشخص عند آخر ، مثل عمل المحامى القانونى الذى يدافع عن موكله فى ساحة القضاء . ومن هنا ذهب علماء المسيحية إلى القول بأنَّ أصل المصطلح بارقليط هو الكلمة اليونانية التى تنطق باراكاليو ( παρακαλεω ) . وهذه الكلمة باراكاليو معناها يستغيث بـ أو يستنجد بـ . وأنَّ الاسم المشتق منها هو براكليسس ( πρακλησις ) .
والشفاعة المقصودة هنا فى رسالة يوحنا معناها الوساطة التى يقوم بها المسيح عليه السلام  بين أتباعه وبين الآب الأقنوم الأول عندهم .
والكلمة اليونانية المُعَبِّرة عن تلك الوساطة هى ( εντνγχανω ) وكما يلاحظ القارىء أنها كلمة أخرى تختلف عن الكلمة التى استخدمها يوحنا وهى بارقليط ( παρακλητον ) .
وهناك كلمات أخرى تؤدى معنى كل من الشفاعة والوساطة والمُحَاماه أعرضت عن ذكرها خشية الاطالة وتصعيب الأمر على القارىء . المهم أنَّ كل تلك الكلمات اليونانية تختلف فى رسم حروفها وطريقة نطقها عن الكلمة التى استخدمها يوحنا . مما يدل على أنَّ المصطلح اليوحناوى ليس يونانيا فى أصل لغته .
 كما أنَّ هذه الشفاعة والوساطة التى يقوم بها المسيح عليه السلام   ليست شفاعة  قضائية تتم فى قاعات المحاكم ، وإنما هى شفاعة ووساطة مكانها ليس على ظاهر الكرة الأرضية ، وإنما هى فى السماء بين الملأ الأعلى .
 وإذا ذهبنا إلى التراجم الإنجليزية ، الأقرب إلى اليونانية من العربية نجد أنَّ المصطلح اليوحناوى قد تمت ترجمته فى ذلك الموضع إلى عدة كلمات إنجليزية ولم يتفقوا على كلمة واحدة أو كلمتين كما اتفقت الترجمات العربية . وأنهم لم يحاولوا أن يكتبوه كما هو فى أصله رغم أنهم يعلمون أنه اسم عَلم مُذكر ..!!
فقالوا ( Advocate ) وذلك فى النسخ ( KJV , PME , RSV , JB , NASB ) بمعنى محام يدافع عنهم أمام الآب .
وقالوا ( Someone  to plead for you ) أى أنَّ هناك من يدافع أو يترافع عنهم أمام الآب ، وقد وردت هذه الترجمة فى نسخة ( LB ) وقريبا منها فى نسخة ( NEB ) . وقالوا ( One who speaks to the Father ) أى الذى يكلم الآب وذلك فى نسخة ( NIV ) .
 وجميع الكلمات الإنجليزية التى أتوا بها هنا أوجدوا لها أصولا لغوية يونانية عدة . وأقرب جذر لغوى اعتمدوه هو كلمة باراكاليو ( παρακαλεω ) فمن ذهب يبحث عن معنى كلمة بارقليط فى القواميس اليونانية فقد أضاع وقته وحاد عن الحق ولم يظفر بشىء . فلا وجود لها فى القواميس اليونانية . كما أنَّه لم يثبت بطريق صحيح أو ضعيف أنَّ المسيح عليه السلام  قد تكلم اليونانية .
 وخلاصة القول أنه لا مانع لغويا ودينيا يحول بين انطباق معنى كلمة الشفيع على المسيح عليه السلام ، فكل الأنبياء والرسل شفعاء لأممهم أمام الله تعالى . بل تمتد الشفاعة لتشمل صالح المؤمنين بالله إبَّان فترة حياتهم الأرضية . ولكن كلمة بارقليط لا يوجد دليل له برهان لغوى يثبت أنَّ معناها  الشفيع .
ولننظر الآن مرة ثانية إلى نصّ يوحنا السابق : " يا أولادى أكتب إليكم هذا لكى لا تخطئوا . وإن أخطأ أحَدٌ فلنا بارقليط عند الآب يسوع المسيح البار " فإن حذفنا كلمة بارقليط وأتينا بكلمات بديلة تفيد معنى الوساطة بين الناس والآب فلن يتغير معنى العبارة كثيرا . فالشفيع والمحامى والمعزى والمعين والمؤيد وما إلى ذلك من كلمات قالوا بها ، كلها تؤدى المعنى المراد ولكن بعيدا عن مجال الدين والتدين . فإن وضعنا كلمة نَبِىّ أو رسول فالمعنى العام لن يتغير أيضا إلا أنه سيأخذ عمقا دينيا رأسيا . فكل الأنبياء والرسل شفعاء لأممهم . والأنبياء والرسل جميعا ما هم إلا واسطة بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه من الناس ، فمعنى الوساطة موجود فى أصل هاتين الكلمتين . فلنحفظ ذلك المعنى جيدا لحين التعرض لتأصيل المصطلح اليوحناوى بارقليط إلى لغته الأم .

 كما يلاحظ أيضا أنَّ الكلمات اليونانية التى تفيد معنى الوساطة والدفاع والمحاماة كلها ألفاظ قضائية يأخذ عليها أصحابها أجرا مقابل قيامهم بأعمال الوساطة والدفاع عن موكليهم أمام القضاء . فى حين أنَّ عمل الشفيع بالمفهوم العربى الدينى لا يتقاضى عليه صاحبه أجرا ممن يشفع فيهم ، وعلى قمة الشفعاء عند الله عن الناس هم الأنبياء والمرسلون وهم لا يتقاضون أجرا على شفاعتهم من أممهم بل أجرهم على الله تعالى . وهذا المعنى غير وارد فى القواميس اليونانية ولا يخطر لهم على البال ..!!
 هذا وقد أثبت القرآن الكريم الشفاعة والوساطة للمسيح عليه السلام  حين قال لربه عزّ وجلّ بشأن أمَّته وما أحدثوه من بعده عليه السلام  إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم عليه السلام  ( 118 / المائدة ) .


ثانيا : البارقليط فى إنجيل يوحنا .


رغم أنَّ علماء المسيحية قد اتفقوا على أنَّ الكلمة بارقليط ( παρακλητ ) مُشتقة مِن الفعل اليونانى باراكاليو ( παρακαλεω ) الذى يفيد معنى الوساطة بين طرفين فى ساحة القضاء وأنَّ اسم الفاعل المشتق منه هو براكليسس ( παρακλησις ) أى الوسيط أو الشفيع أو المحامى أو المدافع عن موكله أو المعزى أو الواعظ ... إلى آخر المعانى والكلمات التى تم اشتقاقها من تلك الكلمة اليونانية . رغم كل ذلك فإنه من العجيب حقا ألاَّ يستخدم يوحنا هذه الكلمة اليونانية باراكاليو أو مشتقاتها المختلفة فى إنجيله ورسائله ..!!
وهذا إن دلَّ على شىء فإنما يدل على عدم صحة الاشتقاق اللغوى المزعوم عن الأصل اليونانى ، فالاسم براكليس ( παρακλησις ) يختلف تماما عن الاسم بارقليط ( παρακλητ ) بعد حذف لاحقة النحو اليونانية . وأنَّ يوحنا عندما ذكر الاسم بارقليط لم يدر فى ذهنه أنه كلمة يونانية ، وإنما نقل الاسم إلى اليونانية كما سمعه فى الآرامية . أى أنه كتب الاسم فى اليونانية كما سمعه فى الآرامية ولكن بحروف يونانية ، وتلك العملية يُطلق عليها اللغويون مُسمَّى ( Transliteration ) وهى تختلف عن الترجمة ( Translation ) . 
وقد استخدم كل من لوقا ( فى إنجيله وفى الأعمال ) وبولس فى رسائله الاسم اليونانى براكليس ( παρακλησις ) تعبيرا عن معنى الوساطة والوعظ والتعزية (2) . ولم يستخدما قط الاسم بارقليط ( παρακλητ ) . بل لم يتعرفا عليه رغم تضلعهما فى اليونانية ، وسبقهما تاريخيا لأعمال يوحنا وكتاباته .
وقد ورد هذا الاسم براكليس ( παρακλησις ) بمعنى الواعظ أو المعزى فى صفة الحوارى برنابا حيث جاء فى سفر الأعمال ( 4 : 36 ) أنه كان يُدعَى ابن براكليسس أى ابن الواعظ أو ابن المعزى ، وقد ترجموه فى العربية إلى ابن الوعظ حتى لا تختلط الأمور بينه وبين المعزى ..!!
وهناك نصّ آخر ورد فى سفر الأعمال أستخدم فيه الاسم براكليس ( παρακλησις ) بمعنى التعزية منسوبة إلى الروح القدس ( 9 : 31 ) حيث جاء فى الترجمة العربية المعتمدة فانديك ( ط 1977 ) " أمَّا الكنائس فى جميع اليهودية والجليل والسامرة فكان لها سلام ، وكانت تُبْنىَ وتسير فى خوف الرب وبتعزية ( براكليسى παρακλησει ) الروح القدس كانت تتكاثر " .
وقد تم تعديل هذه الفقرة فى النسخة المعتمدة الجديدة ( ط 1996 ) لتكون هكذا " وفى أثناء ذلك كانت الكنيسة فى مناطق اليهودية والجليل والسامرة تتمتع بالسلام ، وكانت تنمو وتسير فى تقوى الرب بمساندة            ( براكليسى παρακλησει ) الروح القدس " . فلم يستخدم كاتب سفر الأعمال هنا المصطلح بارقليط ( παρακλητ ) تعبيرا عن معنى التعزية أو المساندة وهذا يدل دلالة صريحة على أنَّ استبدال المترجمين الاسم بارقليط بالاسم المعزى فى نصوص إنجيل يوحنا غير صحيح  .
 
 قارئى العزيز : لقد ذكرت لك كل ذلك تمهيدا للكلام عن معنى المصطلح اليوحناوى بارقليط ، حتى لا تختلط عليك الأمور ويضيع الحق بين المزايدات الكلامية . فهناك مشكلة كبيرة فى صحة ايقاع الاسم بارقليط على الروح القدس الأقنوم الثالث .
 فإن كان الاسم بارقليط ينطبق على المسيح عليه السلام  وبه يوصف كما جاء فى رسالة يوحنا الأولى ، فإنه لا يمكن أن ينطبق على الروح القدس ( الأقنوم الثالث ) حيث أنَّ أعمال الروح القدس كما وردت فى نصوص إنجيل يوحنا ليست بأعمال قضائية ، وقد شهد بتلك الحقيقة جهابذة علماء المسيحية كما سيأتى بيانه بعد قليل .
 ونطوف الآن تطوافة قصيرة حول ترجمات المصطلح اليوحناوى فى نصوص إنجيل يوحنا وذلك فى النسخ العربية والإنجليزية لعلها تساعدنا فى كشف الغموض عن ذلك المصطلح السامى فى معناه ، الآرامى فى أساسه ومبناه .

النصّ الأول : يوحنا ( 14 : 15 ـ 16 )

 

نسخة فانديك المعتمدة ط 1977

نسخة كتاب الحياة ط 1988

 

إن كنتم تحبوننى فاحفظوا وصاياى . وأنا أطلب من الآب فيعطيكم مُعَزِّيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد .

 

 

إن كنتم تحبوننى فاعملوا بوصاياى . وسوف أطلب من الآب أن يُعطيكم مُعِيناً آخر يبقى معكم إلى الأبد .

نسخة الكاثوليك ط 1993

نسخة الآباء اليسوعين ط 1991

 

إذا كنتم تحبونى عملتم بوصاياى. وسأطلب من الآب أن يعطيكم مُعَزيا (1) آخر يبقى معكم إلى الأبد .

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) .. جاء فى الهامش الملاحظة التالية : مُعزيا أو البارقليط :

        هو من يقف قرب المتهم ليدافع عنه .

 

 

إذا كنتم تحبونى حفظتم وصاياى . وأنا سأسأل الآب فيهب لكم مُؤيدا (2) آخر يكـون معكم للأبد .

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(2) .. جاء فى الهامش الملاحظة التالية : فى الأصل اليونانى

        الباراقليط ، وهو لفظ مُقتبس من لغة القانون ، ويدل

        على من يُستدعى لدى المتهم للدفاع عنه : فالمعنى

        الأول هو المحامى والمساعد والمدافع . وبناء على هذا

        المعنى ظهرت معان أخرى كالمعزى والشفيع والعبارة 

         لا ترد فى العهد الجديد إلا فى مؤلفات يوحنا وهى تدل

         على الروح القدس ( 14 : 16 ، 26 ؛ 15 : 26 ؛ 16

         : 7 ) وتارة على المسيح ( 1 يوحنا 2 : 1 ) .

 

 

 

لقد سبقت الاشارة إلى أنَّ المصطلح بارقليط عبارة عن اسم علم مُذكر كما أفادنا الأب متىَّ المسكين . وعلمنا أيضا أنَّ أسماء الأعلام لا تترجم بين اللغات حتى لا تفقد . وهنا نجد النسخ العربية الأربع قد مَحَت تماما الاسم العَلم وجاءت بدلا منه بكلمات اختلفوا حولها فقال بعضهم مُعزى وقال آخرون مُعين وقال آخرون مؤيد ... الخ . وقبل أن أنتقل إلى النصّ اليوحناوى الثانى أشير هنا إلى القارىء أن ينظر إلى العبارة مُعزيا آخر أو مُعينا آخر أو مُؤيدا آخر ، أى بارقليطا آخر . وكلمة آخر هنا فى أصلها  اليونانى ( αλλον ) بمعنى آخر من نفس الجنس والنوع أى يشابه المسيح تماما .

النصّ الثانى : يوحنا ( 14 : 26 )

 

نسخة فانديك المعتمدة ط 1977

نسخة كتاب الحياة ط 1988

 

وأمَّا المعزى الروح القدس الذى سيرسله الآب باسمى فهو يعلمكم كل شىء ويذكركم بكل ما قلته لكم .

 

 

وأمَّا الروح القدس ، المعين الذى سيرسله الآب باسمى ، فإنه يعلمكم كل شىء ويذكركم بكل ما قلته لكم .

نسخة الكاثوليك ط 1993

نسخة الآباء اليسوعين ط 1991

 

ولكن المعزى ، وهو الروح القدس الذى يرسله الآب باسمى ، سيعلمكم كل شىء ويجعلكم تذكرون كل ما قلته لكم .

 

 

ولكن المؤيد ، الروح القدس الذى يرسله الآب باسمى هو يعلمكم جميع الأشياء ويُذكركم جميع ما قلته لكم .

 

النصّ الثالث : يوحنا ( 15 : 26 )

 

نسخة فانديك المعتمدة ط 1977

نسخة كتاب الحياة ط 1988

 

ومتى جاء المعزى الذى سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذى مِن عند الآب ينبثق فهو يشهد لى .

 

 

وعندما يأتى المُعين ، الذى سأرسله لكم من عند الآب ، روح الحق الذى ينبثق من الآب . فهو يؤدى لى الشهادة .

نسخة الكاثوليك ط 1993

نسخة الآباء اليسوعين ط 1991

 

ومتى جاء المعزى الذى أرسله إليكم من الآب روح الحق المنبثق من الآب ، فهو يشهد لى .

 

 

ومتى جاء المؤيد الذى أرسله إليكم من لدن الآب ، روح الحق المنبثق من الآب فهو يشهد لى .

 

 

 النصّ الرابع : يوحنا ( 16 : 7 ـ 8 )

 

نسخة فانديك المعتمدة ط 1977

نسخة كتاب الحياة ط 1988

 

إنه خير لكم أن أنطلق . لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى ولكن إن ذهبت أرسله إليكم . ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة .

 

 

من الأفضل لكم أن أذهب ، لأنى إن كنت لا أذهب لا يأتيكم المُعين . ولكنى إذا ذهبت أرسله ‘ليكم . وعندما يجىء يُبكت العالم على الخطيئة وعلى البر وعلى الدينونة .

نسخة الكاثوليك ط 1993

نسخة الآباء اليسوعين ط 1991

 

من الخير لكم أن أذهب ، فإن كنت لا أذهب لا يجيئكم المعزى . أما إذا ذهبت فأرسله إليكم . ومتى جاء وبَّخ العالم على الخطيئة والبر والدينونة .

 

 

إنه  خير لكم أن أذهب ، فإن لم أذهب لا يأتيكم المؤيد . أما إذا ذهبت فأرسله إليكم . وهو متى جاء أخزى العالم على الخطيئة والدينونة .

 والآن وبعد الاطلاع على ترجمة المصطلح اليوحناوى بارقليط فى النسخ العربية المعاصرة إلى  شفيع و مُعَزِّى و مُعِين و مُؤيد . لا بد وأن يتوقف القارىء هنا قليلا ويتساءل لماذا غيَّروا الاسم بارقليط إلى هذه المسميات ..!؟
 وما هو الهدف من ذلك التغيير ..!؟ أليست الكلمة بارقليط تشير إلى اسم علم مذكر كما قال متىَّ المسكين ..!؟ 
مع أنَّ معانى هذه الكلمات تختلف عن بعضها البعض . فهل معنى الشفيع يعادل معنى المُعَزِّى ..!؟ وكيف يُعَزِّى هذا المُعَزِّى ..!؟ وما هو المعنى المشترك الذى يجمع بين الشفاعة والتعزية ..!؟ وأين مكان التعزية ..!؟ أفى فى سرادق أمام الكنيسة أم فى داخل الكنيسة ..!؟
وفى أى كنيسة من كنائس العالم ..!؟ وما هو شكل ذلك المُعَزِّى . أهو فى هيئة آدمى أم فى هيئة شبح ( Ghost ) ..!؟ أم فى شكل حمامة ..!؟
وهل نستطيع أن نراه ونسمع صوته كما رأى وسمع الناس المسيح عليه السلام  ..!؟ ومَن هو المُعَزِّى الأول حتى نستطيع أن نتعرَّف على المُعَزِّى الآخر ..!؟
 وإلى غير ذلك مِن عشرات الأسئلة والاستفسارات عن ذلك المُعَزِّى الآخر الذى سيأتى من بعد المسيح عليه السلام  . لا أجد لها إجابات فى المراجع المسيحية سوى قولهم إنه الروح القدس أو الـ (  Holy Ghost  ) أى الشبح المقدس ..!!
 ورغم تباين المفاهيم واختلاف الترجمات وتعدد الأصول اللغوية اليونانية للمصطلح اليوحناوى الغريب على اللسان اليونانى إلاَّ أن القوم يُصِرُّون على يونانية ذلك المصطلح . وقد كانوا قديما يكتبونه بارقليط وتارة فارقليط (2) من بعد أن كانوا يكتبونه المُنحَمَنَّا .
تلك هى نماذج من الترجمات العربية المأخوذة عن الأصول اليونانية . مع ملاحظة البون الشاسع بين اللسانين العربى واليونانى .
 فإذا ذهبنا نبحث فى الترجمات الإنجليزية للمصطلح سوف نجد أنَّ الخرق أوسع مما نتصور رغم تقارب الانتماء اللغوى بين الإنجليزية واليونانية عبر اللاتينية . فنجد أنَّ النسخ الإنجليزية ( KJV , LB ) قد استخدمت كلمة    ( Comforter ) التى تعنى المُعَزِّى ، كما استخدمها أيضا لوثر رائد حركة الإصلاح المسيحى . بينما احتفظت نسخة ( ASV ) بكلمة ( Comforter ) فى النصّ ثم ذكرت الكلمتان ( Advocate ) و ( Helper ) فى الهامش وهما بمعنى الناصح أو الواعظ ، والمساعد على التوالى . واستخدمت النسختان       ( RSV , NIV ) كلمة ( Counselor ) التى تعنى المحامى أو المستشار . و استخدمت النسختان ( NEB , JB ) كلمة ( Advocate ) التى تعنى المؤيد أو (1) .. راجع على سبيل المثال طبعة روما 1591م ؛ طبعة البروباغندا 1671م ؛ طبعة دير يوحنا الصايغ
          1776م وغيرهم .
المحامى المدافع أمام القضاء . والنسخ ( NASB , TEV ) استخدمت كلمة    ( Helper ) التى تعنى المساعد مع استخدامها للعبارة ( with the margin Intercessor ) الدالة على الوساطة . ونسخة ( PME ) استخدمت عبارة      ( Someone else to stand by you  ) بمعنى شخص آخر يقف معكم .
 قلت جمال : وكل هذه الترجمات للمصطلح بارقليط اليوحناوى التى أتوا بها من كلمات يونانية متعددة مثل : ( παρακλησις ) أو ( βονλεντης ) أو ( εντνγχανω ) أو ( αντιλπτωρ ) أو ( παρακλητος ) أو ..... الخ .
وكلها كلمات يونانية تؤدى معنى الوساطة والشفاعة والمدافعة والتأييد والنصح والإرشاد . وكل ذلك ناشىء عن استحالة ترجمة المصطلح بارقليط إلى اللغة اليونانية فيا ليتهم تركوه كما هو كما فعل يوحنا إلى أن يأذن الله بفك شفرته وعجمته لهم .
ولقد اعترف مؤلفو دائرة معارف زندرفان الكتابية الأمريكية باستحالة ايجاد كلمة إنجليزية تؤدى المعنى المراد من المصطلح السامى بارقليط ، وقالوا عن ذلك المصطلح : ( strange sounding word ) (3) أى كلمة ذات صوت غريب .
ومن يقرأ فى كتب القوم المتخصصة سيجد أقوالا جَمَّة لا داعى لذكرها خشية الملل والإطالة . وحسب معلوماتى المتواضعة جدا فى ذلك المجال فإنى لم أعثر خلال تنقيبى فى الكتب المتخصصة على بحث نزيه يحاول تأصيل المصطلح بارقليط إلى لغة الوَحْى المسيحى ، أقصد لغة المسيح عليه السلام الآرامية وبالتالى إلى العربية حيث أنهما فرعى شجرة واحدة هى شجرة اللسان العربى .
فهناك كلمات آرامية كثيرة نفذت إلى التراث اليونانى بذات منطوقها العربى

الآرامى ولكنها كتبت بحروف يونانية واكتشافها صعب جدا على غير العرب . وقد سبقت الاشارة إلى أنَّ تلك الظاهرة تسمى ( Transliteration ) ولا تُسمَّى ( Translation ) . والغريب فى الأمر أنَّ رجال الكنائس العربية لم يتعرفوا على تلك الكلمات وهم ينطقونها صباح مساء فى حياتهم المعيشية ..!!

تأصيل المصطلح بارقليـــــط فى اللسان الآرامى

الموضوع هنا ببساطة شديدة هو البحث والتعرُّف على الكلمة التى نطق بها المسيح عليه السلام بلسانه الآرامى ونقلها يوحنا إلى اليونانية باللفظة بارقليط . ولمعرفة ذلك فإنَّ هناك احتمالان لذلك البحث الأصولى :
الاحتمال الأول : أن يكون يوحنا قد أخطأ فى التعبير وفى تهجئته للكلمة الآرامية فنقلها إلى اليونانية بطريقة خاطئة . وحيث أنَّ تلك الكلمة لم يتم التعرُّف عليها بين مفردات اللغة اليونانية فقد قام العلماء باقتراح وتقديم عدة كلمات يونانية بديلة تؤدى المعنى العقدى الذى يعتقدونه ، ومن تلك الكلمات جاءت ترجماتهم للكلمة بارقليط . وعلى ذلك الرأى والاحتمال قال معظم علماء المسيحية وإن لم يصرحوا بخطأ يوحنا .
الاحتمال الثانى : أن يكون يوحنا قد كتب تلك الكلمة بالحرف اليونانى كما سمعها من أفواه الناس باللغة الآرامية ( Transliterate ) . وهذا الأمر هو الذى سبَّبَّ ذلك الاشكال اللغوى . وأنا شخصيا أميل إليه وأقول به لأنِّى وجدت كلمات آرامية كثيرة كتبت بالحرف اليونانى ومنطوقها آرامى مثل ( قومِى ، مِسِّيـَّا ، قربان ، سيطان ، افتيح ... وغير ذلك كثير ذكرته فى كتابى " اللغة التى تكلم بها المسيح عليه السلام " .

وسوف أحاول بعون من الله تعالى أن أبرهن على تواجد الكلمة بارقليط فى التراث الآرامى وأن أكشف عن معناها فى الآرامية بدون اقتراحات دخيلة يونانية فأقول ومن الله التوفيق والسداد فى الأمر :
من المعلوم أنَّ فى لهجتنا المصرية العامية الصعيدية الكثير من الكلمات الآرامية ، وقد قمت بتتبع عشرات الكلمات بل المئات بدون مبالغة من مفردات لساننا العامى وخاصة فى صعيد مصر وعلى الأخص فى بلدتى محافظة منية بن خصيب ( المنيا ) ، فوجدتها كلها آرامية وموجودة فى الكتابات والوثائق التى تم اكتشافها فى أوغاريت وأبيلا فى سوريا وأيضا فى لفائف قمران المعروفة بمخطوطات البحر الميت وأيضا فى وثائق تل العمارنة بالمنيا فى صعيد مصر . والأهم من ذلك أنِّى قد وجدت كثير منها فى نصوص أسفار الكتاب المقدس العبرية واليونانية ..!!
 المهم وبدون الخوض فى التفاصيل ، أقول بأننا نحن المصريين نستطيع أن نفهم مفردات اللغة الآرامية إذا سمعناها تتلى علينا بطريقة صحيحة بنسبة عالية حوالى 75 ٪ ولكننا نجهل قراءة حروفها . وتلك بديهية لأنَّ اللغة الآرامية تعتبر لهجة من لهجات اللسان العربى العام بغض النظر عن طريقة تدوينها فى الكتابة والخط .
فنحن نقول فى أسماء القرابة : آبا وبابا وماما وعمّ و ... إلى آخر ما جاء فى أسماء القرابة وهى هى فى العربية والآرامية . ونقول فى الأعداد واحد وتنين وتلاتة ـ بالتاء ـ وهى أيضا آرامية بدلا من اثنين وثلاثة بالثاء فى العربية ونقول فى الكلمات الدينية : الله ونبىّ وصلاة وزكاة وركع وسجد وإلى غير ذلك من كلمات وهى أيضا آرامية .
 ونقول فى عاميتنا : بَطَحَه أى ضربه حتى أسال دمه ، ونقول فى شأن الطفل الذى يصدر أصواتا تثير الغضب ده بينق أو بيزن ، ونقول عن جثة الميت جيفة . ونقول لمن تعدى الحد فى البيع والشراء جَزَرَهُ من فعل جزر المأخوذ منه كلمة جزَّار . ونقول دبحه بالدال بدلا من ذبحه ، ونقول للمعدن الثمين المعروف دهب بدلا من ذهب ونقول سوَّف فى الأمر ، ونقول حنش للثعبان ، ونقول للماء مَيَّـا ، ولا تزال كلمة ألفا تتردد بين جنبات الفصول الدراسية فى مدارسنا وهى بمعنى الرئيس فى الآرامية . وهناك الكثير والكثير جدا من كلماتنا العامية وهى آرامية بالمفهوم العلمى الحديث .
 وهناك بعض الحروف ننطقها فى عاميتنا بصورة آرامية ، فحرف الظاء ننطقه ضاد مثل نَضَرَ و نَضَرتَهُ بدلا من نظر ونظرت إليه . وحرف الدال ننطقه بدلا من الذال مثل دَكَرَ بدلا عن ذكر العربية ، و دهب بدلا من ذهب . وننطق أيضا فى عاميتنا حرف السين بدلا من الشين أحيانا مثل قولنا سجر وسمس بدلا من شجر وشمس .
 ومعظم الحروف التى يقع فيها التغيير هى الحروف الستة الغير موجودة فى اللغة الآرامية وهى حروف الجملة " ثخذ ضظغ " . وننطق فى صعيد مصر حرف القاف بصوت يقع بين حرفى الجيم والكاف مثل قولنا قوم وقومى باللهجة الصعيدية ( وفى اللهجة القاهرية يتحول الحرف إلى ألف : أوم وأومى ..!! ) وقد وردت هذه الكلمة تحديدا فى إنجيل مرقس اليونانى ( 5 : 41 ) على لسان المسيح عليه السلام فقال للفتاة " طاليتا قومى " فكتبت الكلمة كما هى فى اليونانية والإنجليزية كأنها طلسما نطق به المسيح ( kumi , kum , koum , kum ) . ومنها جاءت الترجمة العربية المُعْوَجَّة للإنجيل " طليثا قوم " ( ط الكاثوليك 1993 ) مع أنَّ طاليتا فتاة ..!!
وحتى فى الصلاة الربانية نجد فيها أنَّ صحيح قولهم  " أعطنا خبزنا " هو " أعطنا لقمة " بالآرامية ، فحَوَّلَ المترجمون كلمة لقمة إلى كلمة خبز . وقطعا نحن نفهم معنى اللقمة حيث نستخدمها فى عاميتنا إلى الآن ..!!
ولن أطيل فى ذلك حيث أسهبت كثيرا فى كتابى عن اللغة التى تكلم بها المسيح عليه السلام وما بقى منها فى الأناجيل اليونانية . والخلاصة أنَّ اللغة الآرامية ما هى إلا لغة من لغات اللسان العربى العامى ولك أن تقول أيضا هى لهجة من لهجات اللسان العربى ولكن شكل كتابتها يختلف عن شكل كتابة اللغة العربية وذلك أمر طبيعى ، فخط الكتابة خاضع للتطور وللشكل الجمالى المراعى فيه السهولة واليسر . ومن خلال ذلك المنظور العملى المشاهد فى لغتنا العامية نستطيع أن ننظر إلى الكلمة بارقليط لنفهم معناها ومغزاها وأنها عربية وليست يونانية .
إنَّ ذلك المصطلح اليوحناوى ليس كلمة واحدة كما يظن العلماء ، ولكنه مكون من كلمتين كلاهما معروفة مشهورة فى الآرامية والعبرية القديمة والعربية . ونستطيع أن نقرأه هكذا ( بار ـ قليط ) ( באך קליט )  وبذلك ينفك الاشتباك ويبدأ الفهم .
والكلام عن معنى كلمة بار واستخدامها فى الآرامية والعبرانية القديمة يحتاج إلى إيضاح حان وقته :
فاللغة العبرانية القديمة ( الآرامية ) نجد أنَّ استخدامات الصفة فيها ليست قوية فى تكوين الجمل ، فنجد مثلا كلمة ابن تأتى متبوعة باسم للدلالة على الصفة . فعلى سبيل المثال الشخص الذى يُحِبُ السلام على سجيته وبه يُوصَف ويُسَمَّى يقال له ابن السلام ( إنجيل لوقا 10 : 6 ) ، وهو يعادل فى العربية الاسم سالم وسلاَّم وهى سلمى أى بنت السلام وهم أبناء السلام (  متى 5 : 9 ) أى المسالمين أو المسلمين .
ونلاحظ هنا أنَّ استخدام كلمة ابن بمعنى ( son of ) فى الإنجليزية . وهى تستخدم فى صفة المبالغة فى وصف الشىء ، فالرجل المسالم يطلق عليه ابن السلام .
وهناك كلمة بار التى من معانيها المجازية كلمة ابن وهى تأتى غالبا فى وصف المبالغة فى الشىء المراد وصفه به ، فهى أبلغ من كلمة ابن عند الوصف . ولك أن تقول أنها تشابه صيغة أفعل التفضيل فى العربية . فمثلا الرجل المهذب الذى يتصرف بطريقة حسنة بين الناس يوصف بأنه ابن الناس .
وإن بالغت فى وصف إنسانيته فتقول عنه بارناس . وقد وصف المسيح عليه السلام نفسه فى مواضع كثيرة بأنه بارناس . وتلك الأمثلة أضربها للقارىء من داخل نصوص الأناجيل . فالمتصفح لأسفار العهد الجديد يجد فيها أسماء لشخصيات يبدأ اسم كل منهم بكلمة بار .
فهناك بارأباس ( متى 27 : 16 ـ 26 ) .
وهناك بارتيماس ( مرقس 10 : 46 ) .
وهناك بارسابا ( أع 15 : 22 ) .
وهناك باريشوع ( أع 13 : 6 ، 8 ) و ..., ...  الخ .
وهذه الأسماء ليس معناها ابن أبا أو ابن بارتيما أو ابن سابا إلى غير ذلك . فمثلا الاسم الأول بعد حذف لاحقة الإعراب اليونانية ( أى السين هنا ) نجده بارأبا أو بارآبا وهذا ليس معناه ابن الله لأنَّ آبا هنا هو الله فى الآرامية ..!!
وإنما المعنى مُختار الله أو صفى الله .
وبالمثل فإنَّ بارقليط ليس معناه ابن قليط ..!! وهكذا يكون الأمر وبداية الفهم .
من الأمثلة السابقة نجد أنَّ كلمة بار عندما تأتى مسبوقة باسم فهى صفة مبالغة على شاكلة صيغة أفعل التفضيل فى العربية . فلنحفظ ذلك جيدا إلى أن نتعرف على معنى كلمة قليط .
 كلمة قليط ( קליט ) مشتقة من الجذر قلط ( קלט ) ، وهذا الجذر اللغوى نجده فى القواميس العربية والآرامية والعبرية بنفس المعنى إلا أنَّ استخدامه فى العبرية نادر جدا وهو يحمل الرقم ( 7038 ) فى القواميس الكلدانية والعبرية . ومن خصائص هذا الجذر قلط أنَّ له معنيين متضادين ، فهو يفيد الزيادة فى بعض استخداماته ويفيد أيضا معنى النقصان فى استخدامات له أخرى .
وفى الزيادة والنقصان نجد له أيضا معنيان متضادان :
فهناك زيادة مستحسنة وهناك زيادة مستبشعة . أى زيادة فى الكمال مرغوب فيها وزيادة فى النقائص مكروهة . وهناك نقصان حسن مرغوب فيه ، ونقصان مكروه يُبتعد عنه . وكل من الزيادة والنقصان تقع على الناحتين المادية أو الشكلية وعلى الناحية النفسية والسلوكية .
ولقد اقتصر مؤلفو المعاجم العربية على المعنى الحسِّى المادى فقط وحصروه فى معنى الزيادة فى الشىء المكروه أوالنقصان المَعِيب فقالوا فى منتفخ الخصيتين قليط ـ زيادة ـ ووصفوا الخصيتين المنتفختين بالـ قلطة بفتح كل من القاف واللام والطاء . وقالوا عن القصير جدا أى القزم قلطى بفتح القاف وتسكين اللام وكسر الطاء . وقالوا القلط بفتح القاف وسكون اللام هو الدمامة فى الشكل . وكل تلك المعانى تدور فى دائرة الزيادة المكروهة .
واقتصر مؤلفو المعاجم العبرية على المعنى الحِسِّى المعيب ، فقالوا عن الثور أو الكبش الذى به زيادة عضو معيبة أو نقصان عضو معيبة بأنه قليط ولا يجوز تقديمه كقربان لله كفارة عن نذر رجع صاحبه عنه ( لاويين 22 : 23 ) . 
ولكن لغتنا العامية احتفظت لنا بالكثير من المعانى المستنبطة من ذلك الجذر اللغوى الآرامى قلط . سواء كان المعنى الشكلى فى الهيئة الخارجية أو فى الهيئة التكوينية أى فى الخَلق أو فى الخُلُق بضم الخاء واللام . فالانسان المهندم الجميل المنظر يقال له قليط ( وفى اللسان القاهرى أليط ) ، ونقول على من يحاول التجمل الزائد على الحد تقالط أى افتعل القلاطة ..!!

فالوجيه والنبيل من الناس يُدْعَى قليط والجمع قلطاء . فالقلاطة هنا شىء مرغوب فيه وهى تشمل كل ما هو حسن من منظر وهيئة ومعاملة الناس بحسن الخلق وفى طلبها والتحلى بها يتنافس المتنافسون ..!! ومن هذا المعنى الجميل جاءت الكلمة وصفا للمسيح عليه السلام فى أقوال يوحنا فى رسالته الأولى .
هذا ولم ترد كلمة قليط فى القرآن الكريم مع أنها عربية اللسان ، لأنها ليست من كلمات اللسان العربى المبين ، ولكن جاء مرادفها العربى المبين وهو كلمة وَجيه حيث وُصِف بها أنبياء الله موسى وعيسى عليهما السلام . قال تعالى فى حق المسيح عليه السلام عليه السلام  إذ قالت الملائكة يا مريمُ إنَّ الله يُبشُّرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها فى الدنيا والآخرة ومِن المقرَّبين عليه السلام ( 45 / آل عمران ) . وقال تعالى فى حق موسى  عليه السلام  وكان عند الله وجيها عليه السلام  ( 69 / الأحزاب ) . والوجيه هنا هو من كانت له منزلة عالية عند الله وشرف وكرامة ( مِن الوَجَاهة ) . والوجيه أيضا هو المُوَجِّه لقومه عموما ، فياله مِن توجيه إن كان عن طريق الوحى الإلهى والرسالة ..!! 
 وكما احتفظت عاميتنا بالمعنى الحِسِّى والأخلاقى الجميل من الجذر اللغوى قلط احتفظت لنا أيضا بما هو عكسه تماما كما فى المعاجم العربية وزيادة عليها . فمنتفخ الخصيتين نطلق عليه قليط أو الذى جاءته قلطة ، والقلطة هنا بفتح القاف واللام والطاء داء مكروه يصيب الانسان ، من مظاهره انتفاخ الخصيتين وتدليهما بشكل مُعيب كريه المنظر . ونقول على ما يخرج من الانسان قلُّوط ..!! ونقول على الانسان المتكبر على خلق الله " ده بـ يتقالط على الناس " ..!! فاحتفظت لنا عاميتنا بالصفات الحسنة والذميمة معا ، سواء كانت صفات خِلقية بكسر الخاء وتسكين اللام أم خُلُقية بضم الخاء واللام .
 ونرجع الآن إلى كلمتنا قليط فى القواميس الكتابية المتخصصة جدا : جاء فى ( Gesenius Hebrew-Chaldee lexicon to the O.T  ) القاموس الكلدانى العبرى عن الكلمة قليط ( קליט ) تحت الرقم (7038  ) أنَّ حرف الطاء هنا ( ט ) يتبادل موقعه مع حرف العين ( ע ) بدون تغيير فى معنى الكلمة . بمعنى أنَّ كلمة قلط تتبادل فى معناها مع كلمة قلع العربية .
وهذا الأمر يعطينا إضافة جديدة لمعانى الكلمة . فقد جاء فى صِفَةِ نبىّ الإسلام صلى الله عليه وسلم أنه " إذا مشى تَقَلَّعَ " أراد قوة مشيه كأنه يرفع رجليه من الأرض رفعا  قويا ، لا كمن يمشى اختيالا ويقارب خطاه . وقد أثبت ذلك ابن أبى هالة فى وصفه للنبىّ صلى الله عليه وسلم " إذا زال زال قَلْعاً " . يروى بالفتح والضم ، فبالفتح : هو مصدر بمعنى الفاعل أى يزول قالعا لرجله من الأرض ، وهو بالضم إمَّا مصدر أو اسم وهو بمعنى الفتح .
قلت جمال : وتلك مشية القليط على سجيته كما نعرفها فى عاميتنا .
قُرَّائى الأعزَّاء : أعتقد الآن أنه من العيب علينا أن نقول بأنَّ كلمة بارقليط يونانية وننطقها كالأجانب بلكنة مُعْوَجَّة باركليت ..!!
فهذا لساننا العربى ولغاته المتعددة من آرامية وعبرية قديمة وحتى عاميتنا المعاصرة نجد فيهم الكلمة قليط وعائلاتها اللغوية من قلط والقلاط والقلطى والقلوط وقلطة وتقالط وقلاطة و قليط والجمع منها قلطاء و  .. و ... الخ .
 وكلمة قليط الآرامية تحتوى على حرفين لا يستطيع اليونان أن ينطقوهما نطقا صحيحا : هما القاف والطاء ، حيث يتحولان عندهم إلى الكاف والتاء فيقولون كليت بدلا من قليط ..!! وهذا الأمر هو الذى سبب مشكلة المصطلح اليوحناوى بارقليط عندما كتب بالحرف اليونانى ( باركليت παρακλητ ) وتعذر على جهابذة علماء المسيحية أن يوجدوا له معنى يتفقون عليه . فلا هو المعزِّى ولا هو المساند ولا هو المؤيد ولا هو الشفيع ولا هو المحامى ولا هو المستشار .

 إنه صِفَةٌ حسنة لإنسان كريم عند الله ، لا أكثر ولا أقل . صِفَة تدل على اسم نوع أو جنس ( Generic name ) . وأمَّا عن أعماله وأفعاله فيمكن التعرُّف عليها من خلال نصوص إنجيل يوحنا كما سأبين ذلك بعد حين .
 صِفَةٌ وصف بها المسيح عليه السلام ذلك الشخص القادم من بعده ، ولم يقل عنه قليط ولكن قال بارقليط  فهو أقلط من القليط . وحيث أنَّ كلمة قليط صيغة من صيغ المبالغة فإنَّ البارقليط أفضل من القليط . ولك أن تقول هى على شاكلة أفعل التفضيل فى العربية . وإلى هنا أكتفى بذلك التأصيل اللغوى وإرجاع ذلك المصطلح اليوحناوى إلى أحضان لغته الأم بعد غربة دامت ألفى سنة تقريبا ..!!
فـ لله الحمد على ما أنعم وأفاض . إنها محاولة ربما لم أبتعد بها كثيرا عن الهدف المنشود والقول الصحيح . ربما لا يتقبلها المتزمتون الذين لا يقبلون الجديد وإن كان هو الصحيح ، ولكن الأمر أبسط من ذلك بكثير وهو قولى لهم : هاتوا برهانكم على بطلانها من لغة المسيح عليه السلام إن كنتم صادقين . وأمامكم النسخة السريانية ( الترجمة الآرامية للنسخة اليونانية ) لإنجيل يوحنا فسوف 
تجدون فيها المصطلح مكتوبا بارقليطا أى البارقليط حيث أنَّ الألف الممدودة فى آخر الكلمة هى أداة التعريف المعادلة لـ ( ال ) فى العربية .

ع .  م / جمال الدين شرقاوى

البقية >>>>  مَن هو البارقليط فى أقوال المسيح

الهامش
(1) .. المدخل لشرح إنجيل يوحنا ص 247 .
(2) .. راجع على سبيل المثال طبعة روما 1591م ؛ طبعة البروباغندا 1671م ؛ طبعة دير يوحنا الصايغ
          1776م وغيرهم .
(3) .. Zondervan Pictorial Encyclopedia of the Bible v 4 page 598

من كتاب  نبي أرض الجنوب

  أرسلت في الأثنين 17 مايو 2010 اعتمد بواسطة abasheikh  


 

روابط ذات صلة
 · زيادة حول - الدليل والبرهان
· الأخبار بواسطة abasheikh


أكثر مقال قراءة عن - الدليل والبرهان:
محمد في الكتاب المقدس

  .  

تقييم المقال
 
المعدل: 2.33
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

  .  

خيارات
 
 صفحة للطباعة صفحة للطباعة

  .  

"آرامية البارقليط" | دخول/تسجيل عضو | 0 تعليقات
اكتب اسمك أسفل تعليقك.

التعليق غير مسموح للضيوف, الرجاء التسجيل

عبد الباسط عبد الصمد

الرد على القمص إبراهيم لوقا

تنزيه القرآن الكريم

العقيدة المسيحية

الأسفار القانونية الثانية والأبوكريفا

الله واحد أم ثلاثة


برهانكم للرد علي شبهات النصارى مكرس للرد علي ترهات النصاري وتطاولهم علي الإسلام .. حقوق النشر متاحة للجمع ونرجوا ذكر صفحة المقال واسم الكاتب ..