This page was saved using WebZIP 7.0.3.1030 offline browser on 12/21/13 11:32:27 ص.
Address: http://www.burhanukum.com/article1715.html
Title: القديس اغناطيوس الأنطاكي - آباء الكنيسة  •  Size: 60020
قل هاتوا برهانكم عقائد وأديان مسيحيات برهانكم للرد علي شبهات النصارى

آباء الكنيسة
 
الباترولوجي
[ الباترولوجي ]

·التثليث عند آباء الرسوليين
·العلامة ترتليانوس والزواج الثاني
·بابياس أسقف هيرابوليس
·بوليكاربس في الميزان
·القديس اغناطيوس الأنطاكي
·القديس أغسطينوس والإرهاب الديني
·الحرب العادلة في فكر أوغسطينوس
·جون كالفن
·الباترولوجي - آباء الكنيسة
·الكذب .. السر الثامن من اسرار الكنيسة
  .  

خربشات صوماليانو
 
خربشاتـــصوماليانو
[ خربشاتـــصوماليانو ]

·هل يلد الله ويولد
·سويعات في برية التيه
·الإختلافات العددية في الكتاب المقدس
·البابا شتودة: المسيح لم يقل أنا الله أعبدوني
·بولس الرسول كبير الغنوصيين
·الغنوصية والرهبنة في الأناجيل
·تيري جون وثقافة الحرق
·ديونيسيوس يعقوب السرياني وضياع الأسفار
·سيدعى ناصريا
·التسامح سلاحنا في وجه شنودة
·القمص يوحنا سلامة : البروتستانت حرفوا الكتاب المقدس
·الدوناتستيون
  .  

الرد علي زكريا بطرس
 
شطحاتــزكريابطرس
[ شطحاتــزكريابطرس ]

·المسيح الجبار
·مسرحية نشيد الإنشاد
·النكاح في الجنة وشطحات زكريا بطرس
·انتهى زكريا بطرس كغيره والإسلام باق
·أحلام زكريا بطرس
·تأملات في نشيد الأناشيد
·نشيد الإنشاد كأشعار رابعة العدوية
·هلوسات زكريا بطرس
·الرد السماوي على زكريا بطرس
·بيان الشيخ الزغبي
·الرب مخلص مسيحه
·زكريا بطرس يبكي علي أطلال قناة الحياة
  .  

صوماليانو
 
تعدد الزوحات لماذا ترعب الكنيسة
البابا غريغوريوس الثاني وتعدد الزوجات
ضيوف الأنبا بيشوي أم أتباع الغزاة
ضمان الخلاص والجنة
العتل الزنيم مرقس عزيز
لا محلل ولا طلاق لأن العصمة في يد الأنبا بولا
  .  

القديس اغناطيوس الأنطاكي

 - آباء الكنيسة

بقلم محمود أباشيخ

القديس أغناطيوس الأنطاكي Ignatius أو حامل الإله كما يلقب نفسه، ( أغناطيوس الثيؤفورس ) هو من أكثر الآباء الذين اختلف الدارسون حول شخصيته وكتاباته، وقد أثارت الكتابات المنسوبة إليه جدلا بين العلماء، وذلك بسبب التحريف الذي طال هذه الكتابات بالإضافة إلي العدد الكبير من الرسائل المنحولة والمنسوبة إليه، ولهذه الرسائل أهمية كبرى في دراسة العقائد المسيحية وتطور المؤسسة الكنسية، فمن الناحية اللاهوتية أغناطيوس هو أول من وصف يسوع بالألوهوية، ومن الناحية التنظيمية فقد ذكر أغناطيوس رتب كنسية لم تكن معروفة، وهو أول من قال بان الأسقف ممثل الله على الأرض، إضافة إلي ذلك أغناطيوس هو أول من استخدم تعبير الكنيسة الكاثوليكية، ولكن هل حقا أغناطيوس  كتب جميع الرسائل المنسوبة إليه أم كتب بعضها؟ إن كان قد كتب بعضها، هل نجت الرسائل التي كتبها من أيد المحرفين؟




الرسائل المنسوبة إلى أغناطيوس 15 وهي

رسالة أغناطيوس إلى مريم العذراء
رسالتان إلى يوحنا الإنجيلي
رسالة أغناطيوس إلى مريم التي من كوسابيلا
رسالة أغناطيوس إلى أهل ترشيان
رسالة أغناطيوس إلى كنيسة أنطاكية
رسالة أغناطيوس إلى هيروس الشماس
رسالة أغناطيوس إلى كنيسة فيليبي
رسالة أغناطيوس إلي كنيسة أفسس
رسالة أغناطيوس إلي كنيسة مغنيسية
رسالة أغناطيوس إلى تراليان (ترالس)
رسالة أغناطيوس إلي كنيسة روما
رسالة أغناطيوس إلى فيلادلفيا
رسالة أغناطيوس إلى كنيسة أزمير
رسالة أغناطيوس إلي القديس بوليكاربوس

 

لقد كانت رسائل أغناطيوس محل جدل علمي واسع مستمر إلي هذا اليوم بين العلماء، المشكلة العويصة في رسائل أغناطيوس هي وجودها في ثلاثة صيغ – الصيغة الموسعة، الصيغة القصيرة والأقصر. الصيغة الموسعة تضم جميع الرسائل المذكورة أعلى، غير ان محتوي الرسائل السبعة الأخيرة تزيد عن محتوي الصيغة القصيرة، ويوجد اتفاق على ان الصيغة الطويلة مزورة، تذكر دائرة المعارف البريطانية ان الدلائل قاطعة على تزوير الصيغة الموسعة، لأن يوسابيوس المؤرخ لم يعرفها، ولأن أول أثر لاستخدامه نجده عند أناستاسيوس الأنطاكي، كما ان التنظيم الكنسي الذي تشير إليه الرسائل لم تعرفه الكنيسة قبل القرن الرابع، وتضيف دائرة المعارف: أنه ثبت أن الكاتب اعتمد على كتاب دساتير الرسل، وهو كتاب منحول، بالإضافة إلي ذلك، يظهر من الصيغة الموسعة لمحات أريوسية، ولم تظهر الآريوسية حتى القرن الرابع، بينما النصوص الزائدة عن الصيغة القصيرة في الرسائل السبعة تختلف في الأسلوب [1]

وبناء علي ذلك، فإن الرسائل الثمانية الأولي في القائمة الأعلى جميعها مزورة، إذ لا يوجد صيغة قصيرة لها،  يقول محرري كتابات آباء ما قبل نيقية إنه يوجد إجماع عالمي ان هذه الرسائل الثمانية مزيفة وبداخلها براهين لا يرقي ‘ليها الشك بأنها إنتاج متأخر عن الفترة التي عاشها القديس اعناطبوس الأنطاكي [2] 
وقبل الحديث عن الصيغة المتوسطة أو القصيرة كما يسميها البعض، نقدم نبذة عن الصيغة الأقصر، لقلة أهميتها، وقد اكتشفها ونشرها العالم كوروتون عام 1845 (Cureton) ، وهي ثلاثة رسائل فقط، وهي الرسالة إلي كنيسة روما وأخري إلي كنيسة أقسس والثالثة إلي القديس بوليكاربوس وجميعها مكتوبة بالسريانية [3]
كوروتون الذي اكتشف الرسائل السريانية عام 1843  في دير القديسة مريم في صحراء نطرون هو المؤيد الرئيسي لصحة الصيغة الأقصر ويرى ان جميع  الصيغ الأخرى مزورة، بينما يقرر آخرون ان الصيغة الأقصر ما هي إلا اختصار للصيغة المتوسطة [4]


الصيغة القصيرة أو المتوسطة كما يسميها البعض فتحتوي هذه المجموعة علي سبع رسائل وهي السبع الأخيرة في القائمة الأعلى وقد ذكرها المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري في تاريخه [5] كما ذكرها القديس جيروم في مشاهير الرجال،[6]  وابرز المدافعين عن صحة الرسائل السبع العالم لايت فوت، بينا ترفض الكنائس المشيخية جميع رسائل أغناطيوس بكل صيغها [7]

تعاليم أغناطيوس

إذا ألقينا نظرة علي رسائل أغناطيوس الثلاثة السريانية وهي الأقل تحريفا نجد أنه صرح بألوهية المسيح مرة واحدة ، وأشار إلي التجسد مرة أيضا دون ان يسمي المتجسد غير أنه أضاف إليه صفات الله، والغريب أن العبارتين وردتا في نهاية حديثه، مرة في نهاية الفصل الثالث ومرة في نهاية الكتاب
يقول أغناطيوس في نهاية رسالته إلى كنيسة روما
كونوا أقوياء بكمال في صبر يسوع المسيح إلهنا ( الفصل 9 ) ولكن هذه العبارة لم ترد في الصيغة المتوسطة
ويقول  في نهاية الفصل الثالث من رسالته إلي القديس بوليكاربوس
ابحث عنه ذاك الذي هو فوق الزمن، ذاك الذي هو بدون زمن، الذي لا يرى، ومن أجلنا صار مرئيا، ذاك الذي لا يشعر به وممتنع على الألم، تألم من أجلنا، ذاك الذي عانى كل شيء في كل حالاته من أجلنا
ويجب هنا أن نشير إلي ان مفهوم أغناطيوس لإلوهية يسوع يختلف عن المفهوم النيقاوي، الذي يساوي الآب بالإبن في الجوهر، هذا المفهوم لم يكن قد تبلور بعد، وهناك عدد من النصوص في الرسائل المنسوبة إليه تشير إلى اعتقاد أغناطيوس بالتبعية، أي إله من درجة ثانية، تابع للأله الآب، وهذا المفهوم لألوهية المسيح كان منتشرا جدا ليس فقط في عصر أغناطيوس بل نجده عند آباء القرن الثالث أمثال العلامة ترتليانوس والعلامة أوريجانوس ( أنظر رسالة إلي افسس3، 18 رسالة إلي مجنزيا 8 ،13 ) ،
حتى يسوع المسيح هو بإرادة الآب ( أفسس 3 )
حتى يسوع يعمل كل شيء بمشيئة الأب ( أفسس 3 )
والرب يسوع كان مقدرا من الله ( أفسس 18 )
والذي أطاع مرسله في كل شيء ( مغ8 )
كونوا خاضعين للأسقف كخضوع يسوع المسيح للأب ( مج13 )
أتبعوا يسوع كما تبع هو الآب ( فلادلفيا 7، أزمير8)

ليس الغرض من رسائل أغناطيوس الحديث عن يسوع فالحديث عنه عابر، وركز أغناطيوس على وحدة الكنيسة والخضوع للأسقف خضوعا تاما، فنظرة الرعية للأسقف يجب أن تكون نظرتهم للرب ذاته ( أفسس 6) والخضوع للأسقف هو خضوع لله (مغ3) والذي يخدع الأسقف الذي تدركه الأبصار فأنه يخدع الله الذي لا تدركه الأبصار ( مغ3) والأسقف يترأس مكان الله ( مغ6) ما يرضي الأسقف يرضي الله ( أزمير 8 ) الذي يبجل الأسقف يبجل الله ( أزمير9 ) وقد لعب التقديس الفائق للأسقف دورا كبيرا في تشكيك العلماء لرسائل أغناطيوس خاصة الإنجيليين
سلطان الأسقف مرتبط ارتباط وثيق بوحدة الكنيسة، التي اهتم بها أيضا أغناطيوس
ويأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية، محاربة كنيسة الأم من المسيحيين اليهود ( مع 10 )  وبدعة الدوسيتية التي ترفض ان للمسيح جسد حقيقي، وتقول انه المصلوب جسد وهمي خيالي اتخذه المسيح، وفي سياق محاربة هذه البدعة يتكلم أغناطيوس عن التجسد والصلب،" الذين يرون انه أنه خيل إلينا انه عاني فان وجودهم أيضا خيالي (ترالس 10 ) أنا هو فحبه قد صلب ( روما12 ) ولكن ان كان المسيح قد صلب في الخيال فان مسيحيتهم أيضا خيالية ( أزمير 2 )  إضافة إلي ذلك ذكر أغناطيوس الإفخارستيا : انتبهوا هناك إفخارستيا واحد وجسد واحد ليسوع المسيح" ( فيلادلفيا 9 )  وبتولية العذراء ( أفسس 19 ) والمعمودية ( إلى بوليكاربوس 6 )
 

أول من ذكر القديس أغناطيوس هو بوليكاربوس ولكن رسالة بوليكاربوس مشكوك في صحتها، وفي أحسن الحال فقد أطالها يد المحرفين، فالنصوص التي ذكرت أغناطيوس دخيلة حسب بعض العلماء، وان كان البعض يري ان الرافضين لرسالة بوليكاربوس يرفضونها بدافع رفضهم لرسائل أغناطيوس [8] 
ويستند الرافضين لرسالة بوليكاربوس أو الأجزاء الخاصة باغناطيوس، إلي تعارض ظاهر، بالإضافة إلي مشكلات لغوية، أما التعارض فيخص ذكر بوليكاربوس لخبر استشهاد أغناطيوس في الفصل التاسع حيث يقول
استعينوا بالصبر في كمال كما رئيتم بأعينكم ليس فقط في المغبوطين أغناطيوس وروفوس وزوسيموس، ولكن في غيرهم أيضا ممن كانوا بينكم كما في بولس أيضا وسائر الرسل إذ اقتنعتم ان جميع هؤلاء لم يركضوا باطلا بل ذهبوا إلي مكانهم اللائق بحوار الرب
ونفهم من هذه العبارة في رسالة بوليكاربوس، ان أغناطيوس مات وأخذ مكانه في الملكوت بجوار الرب
ولكن في الفصل الثالث عشر يقول بوليكاربوس
إذا كان لديكم من ناحيتكم أخبار جديدة عن أغناطيوس ورفاقه أرجوا إفادتنا  ومن هذه العبارة نفهم ان أغناطيوس ما زال علي قيد الحياة

نأت بعد بوليكاربوس إلي تلميذه القديس إيريناوس ( Irenaeus )  ان كان حقا تلميذه، وقد عاش القديس إيريناؤس أسقف ليون في القرن الثاني وهو ممن حاولوا إثبات اتصال السند بين الرسل والآباء الرسوليين، وذكر تسلسل الأساقفة علي المراكز المسيحية بدأ من الحوارين، [9]  لكنه لم يذكر أغناطيوس أسقف أنطاكيا رغم ما لأسقفية أنطاكيا من شهرة، ولكن ايريناوس ذكر بوليكاربوس صديق أغناطيوس إن صح خبر صداقتهما، فإذا كان ايريناوس يعرف بوليكاربوس ولا يعرف أغناطيوس فذلك لا يعني سوى ان بوليكاربوس لا يعرف أغناطيوس والرسائل بينهما مزورة
البعض يشير إلي عبارة ذكرها ايريناوس علي انها مأخوذة من رسالة أغناطيوس، وهذا صحيح، ولكن هذا في حد ذاته مشكلة أخرى إذ أن ايريناوس لا يذكر اسم الكاتب، وإنما يوصف الكاتب بأنه واحد منا،
"وكما قال رجل معين من أتباعنا، لما حكم عليه بالموت على يد الوحوش البرية من أجل شهادته للمسيح، قال: أنا حنطة المسيح تطرحني أسنان الوحوش أرضا كي أكون خبز الإله الطاهر" [10]

هذه العبارة لا شك أنها تشير إلى شخصية أغناطيوس والعبارة الواردة في رسالته إلى روما، الفصل الرابع، لكن لماذا لم يذكر إيريناوس هذه الشخصية التي أصبحت فيما بعد أشهر الشهداء المسيحيين والذي كان أسقفا على أنطاكيا
فهل يعقل ان يتكلم أغناطيوس عن أشهر شهيد في المسيحية بهذا الأسلوب


 نرى ان هذه الرسائل كانت معروفة في بعض المناطق دون اسم الكاتب، ونسبت فيما بعد إلى شخصية وهمية، إذ اننا لا نسمع عن أغناطيوس حتى القرن الثالث حيث ذكره العلامة أوريجانوس  - أوريجينوس - واقتبس ثلاثة جمل من رسائل المنسوبة إليه [11] إضافة إلى ذلك أوريجانوس يذكر أن أغناطيوس كان ترتبيه الثاني على أسقفية أنطاكية، وهذا ما قرره يوسابيوس القيصري حيث قال" وفي ذلك الوقت كان أغناطيوس هو ثاني أسقف على أنطاكيا إذ كان إيفوديوس هو الأول" [12] ويعلق مرقص داود في ترجمته لتاريخ يوسابيوس قائلا " يظن البعض ان أغناطيوس هو أول أسقف ولكن الأكثرين يرجحون أنه كان الثاني" ( ص 120 ) ولكن محرري الترجمة الإنجليزية لتاريخ يوسابيوس يؤكدون ان إيفوديوس سبق أغناطيوس، وأن سبب جعله الأول فيما بعد أريد به تأكيد لقائه بالتلاميذ [13] )

اشتهر أغناطيوس في القرن الرابع بعد أن خصص له يوسابيوس القيصري فصلا في كتابه، وأشار إليه القديس أثناسيوس حوالي عام 365 بينما كتب يوحنا ذهبي الفم وعظة وأضفى عليه هالة من القداسة داعيا المسيحيين للحج إلى قبره من أجل التبرك ونوال القوة [14]

يقول يوسابيوس القيصري   في تاريخه (ك 3 ف 22 )
في ذلك الوقت كان أغناطيوس هو ثاني أسقف أنطاكيا، إذ كان إيفيديوس  -Evodius - هو الأول،[15] ولكن في الفصل 36 من نفس الباب يذكر أغناطيوس ولا يذكر إيفيدوس غير أنه يذكر بطرس، ويقول" اشتهر أيضا أغناطيوس الذي أختير أسقفا لأنطاكيا، الثاني خلفا لبطرس والذي لا تزال شهرته ذائعة بين الكثيرين، وأرسل من سوريا إلي روما وأصبح طعاما للوحوش البرية بسبب شهادته للمسيح،
القمص مرقص داود في ترجمته العربية  حذف الترتيب وترجمها " كما اشتهر أيضا أغناطيوس الذي اختير أسقفا لأنطاكيا خلفا لبطرس [16]"
النصوص مبهمة نوعا ما ولكن من الواضح أن أغناطيوس لم يكن خلفا مباشرا لبطرس حيث أننا لا نستطيع تجاهل قول يوسابيوس في الفصل 22 بان إيفيدوس كان أسقفا على أنطاكيا قبل أغناطيوس، وقد أكد هذا جيروم (Jerome )   في كتابه مشاهير الرجال، حيث قال
أغناطيوس، ثالث أسقف على كنيسة أنطاكيا، بعد بطرس الرسول [17]
ويقصد جيروم ان أغناطيوس ترتيبه الثالث بدءا من بطرس وان خانه التعبير، وقد كرر جيروم أقوال يوسابيوس، ويظهر أيضا أنه ينقل منه حرفيا نوعا ما ويذكر انه كتب سبعة رسائل في طريقه للموت، ويقتبس من رسائله نفس السطور التي اقتبسها يوسابيوس، جيروم يضيف أن أغناطيوس بشهد لإنجيل العبرانيين، وأنه مات عام 11 من حكم تروجان، ومن الواضح ان جيروم كان ينقل من يوسابيوس الذي لم يمدنا بمعلومة جديدة خارج الرسائل سوى تأكيد موته،
 
 
في كتابه ضد الباليجية[18] القديس جيروم ينسب قولا لأغناطيوس لكن لم ترد تلك العبارة في أي من الكتابات المنسوبة إليه وإنما وردت في رسالة برنابا    
ويقول العالم لايت فوت ان جيروم لم ير رسائل أغناطيوس [19]
أنظر أيضا تعليق محرر كتاب مشاهير الرجال فصل 16 )[20]
بينما سقراطوس المؤرخ (Socrates Scholasticus )  يقول [21]ص 144 ان أغناطيوس الثالث بعد بدءا من بطرس والذي  التقي بالتلاميذ هو أول من بدأ بعادة الترانيم في الكنيسة ) الكتاب 5 فصل 8

ويوجد تقليد آخر يجعل أغناطيوس الأسقف الأول على أنطاكيا، وممن قالوا بذلك القديس أثناسيوس [22]   الذي جعل أسقفية أغناطيوس بعد الرسل مباشرة ولا يذكر ايفيديوس
ويوحنا فم الذهب،   الذي يؤكد ان أغناطيوس صاحب التلاميذ ورسم أسقفا على أياديهم [23]
 

ويسعى التقليد الذي يقدم أسقفية أغناطيوس إلى تأكيد معاصرة أغناطيوس للتلاميذ، إذ انه لو كان أغناطيوس ثالثا على أسقفية أنطاكيا لكان من الصعب إثبات اللقاء، أو إثبات ان أغناطيوس رسم على يد الرسل، وهذا ما يؤكده العلامة فيلب تشاف محرر تاريخ يوسابيوس إن يقول في هامش ك2 ف 22

لا يمكننا أن نشك في أن أقدم التقاليد تجعل إيفيديوس أول أسقف على أنطاكية، وإلا فإننا لا يمكن أن يفسر إدراج اسمه قبل صاحب الاسم الكبير أغناطيوس. وهذا، بطبيعة الحال،بسبب الميل إلى وصل أغناطيوس بالرسل مباشرة، بجعله الأسقف.الأول  ونرى هذه الميول في أثناسيوس ويوحنا الذهبي الفم، الاثنين لا يذكران إيفيديوس على الإطلاق [24]
وفي نفس الوقت كان من الصعب تجاهل التقليد الأقدم الذي يذكر أن أسقفية إيفيديوس جاءت قبل أسقفية أغناطيوس، ولهذا زورت الكنيسة تقليدا آخر، مفاده ان الاثنين جلسا على كرسي أنطاكيا في نفس الوقت

جاء في دساتير الرسل (Constitutions of the Holy Apostles 7:46 

أما بشأن الأساقفة الذين تم تعيينهم في حياتنا، نحيطكم علما عنهم وهم يعقوب أخ ربنا أسقفا على أورشليم، ولما مات جاء بعده سمعان ابن كلوباس، والثالث هو يهوذا بن يعقوب، وأسقفية قيصرية فلسطين الأول كان زكايوس الذي كان يوما من الأيام عشارا، والثاني كان كورنيليوس ، وثيوفيلوس الثالث، أما أنطاكيا فأنا بطرس رسمت إيفيديوس، وبولس رسم أغناطيوس[25]


إن هذه الشهادة الأخيرة لتوضح هشاشة التقليد الكنسي الذي قامت عليه العقيدة المسيحية، وهذه الشهادة شبيهة بشهادة موسي على موته ودفنه ونياحة بني إسرائيل عليه كما وردت في سفر التثنية، ان مزور هذه الشهادة يريد أن يوهمنا ان التلاميذ الإثنى عشر ومعهم بولس الرسول اجتمعوا وكتبوا معا هذه الشهادة، وكأنهم كتبوها لتقرأ فقط بعد موتهم، إذ يقولون " في حياتنا"  وفي حياتهم تعاقب ثلاثة أساقفة على أورشليم وثلاثة على قيصرية، وإذا كان ثيوفيلوس هذا هو ثيوفيلوس الأنطاكي، فان هذا لم يولد إلا بعد رحيل جميع التلاميذ، والظاهر من تاريخ يوسابيوس أنه هو، حيث ان اسمه مقرون بالأسقف كورنليوس أيضا كما هو في شهادة الرسل المزورة، وهذا ما قاله يوسابيوس عنه ثيوفيلس
وفي ذلك الوقت أيضا اشتهر ثيوفيلس سادس أسقف علي كنيسة أنطاكية من عهد الرسل لأن كرنيليوس الذي خلف هيروس كان الرابع ( ك 4 ف 20 ) وبحسب محرر كتابات ثيوفيلس الأنطاكي  (Theophilus of Antioch)  ، فان أسقفيته بدأت عام 168 [26]
 
وهذا كافي لإثبات عدم معاصرة أغناطيوس للتلاميذ، اذ لو كان أغناطيوس معاصرا للتلاميذ لما كان هناك داعيا لهذا ا لتزوير الفاضح
يقول هنرى ويس   Henry Wace
بمرور الوقت اقتضت الحاجة إلى عدم فصل أسقفية أغناطيوس عن الرسل، لذا أثناسيوس جعله يأتي مباشرة بعد الرسل دون ذكر إيفيديوس، ويوحنا ذهبي الفم جعله معاصرا للرسل، ودساتير الرسل تبنت رسامة أسقفين على أنطاكية [27]
 
وهناك هفوة أخرى لم ينتبه إليها مزور دساتير الرسل، وهي ان عدد الأساقفة ليسا اثنين فقط بل ثلاثة، إذ ان جميع المصادر تذكر بطرس كالأسقف الأول على أنطاكيا، فهل يعقل ان يكون  هناك ثلاثة أساقفة على أسقفية واحدة؟ الحقيقة هي ان القوانين الكنيسة تمنع ذلك منعا باتا، ولا تقبل تواجد أكثر من أسقف في أسقفية واحدة، كما الفبركة توحي بوجود خلاف شديد بين بطرس وبولس
إضافة إلي ذلك، الأسقفية يجب أن يشغلها الأسقف مدى الحياة، وكلمة أسقف هنا لا تعني أسقف بمعناه المعاصر، وإنما تعني البابا، فلماذا لم يلتزم بطرس بهذا الشرع؟ لماذا عين بابا آخر في حياته، ثم جاء بولس ليرسم بابا آخر في حياة كلا من بطرس وأغناطيوس، وصدق جون كالفن  حين قال  : لا يوجد أكثر حماقة من الأخذ بالأساطير المنسوبة إلى أغناطيوس[28]


متى ولد القديس أغناطيوس

 

كل ما نعرفه تقريبا مأخوذ من الرسائل المنسوبة إلى أغناطيوس، ويستثني من هذا عام مقتله التي أخبرنا بها يوسابيوس وأخطأ في تحديدها، بالإضافة إلي أسقفيته، كل ما عدا ذلك نستسقيه من الرسائل المنسوبة إليه، وحيث أنه لم يذكر ما يشير إلى تاريخ ميلاده في هذه الرسائل، فلا يعرف أحد متى ولد أغناطيوس، غير ان العلماء يقيسون أنه ولد بين 34 إلي 50 ميلادية
وهناك تقليد، يذكر ان أغناطيوس هو الطفل الذي حمله يسوع والمذكور في إنجيل يوحنا، ولكن يتفق العلماء ان هذا التقليد أسطوري [29] وقيل أن مصدر هذه الأسطورة هو لقب أغناطيوس ( حامل الإله ) [30]
 
 
بحسب التقليد المسيحي، يوحنا التلميذ آخر تلميذ يرحل عن هذه الدنيا، وثمة تقليد متأخر يجعل أغناطيوس وبوليكاربوس تلميذين ليوحنا، فهل هذا أمر محتمل؟
الموسوعة الكاثوليكية تقول أنه وارد جدا،[31] ولكن الأدلة الداخلية تجعل تلمذة أغناطيوس علي يد يوحنا مستحيلة
أولا هو شخصيا لم يذكر ذلك، ولم يشر إلى يوحنا من بعيد أو من قريب، ويرى وليام شودل (Schoedel ) أن أغناطيوس قد واجه معارضة شديدة على أسقفيته في كنيسته  ،ويتوقع ان يشير إلى تلمذته [32]
 
ويقول كرلس سليم بسترس: أما التقليد البيزنطي فإئه يرى في القديس أغناطيوس الشهير ذاك الطفل الذي أخذه يسوع بين يديه (متى 2 18 ) فيما يجعله إيرونيمس ( جيروم )  في عداد تلامذة الرسول يوحنا الإنجيلي لا شك أن في هذين الأمرين أسطورة إئما الأكيد أن الحقبة التي عاش فيها أغناطيوس قريبان من الرسل[33]

 

من المعلوم أن إنجيل يوحنا يرد على بدعة الدوسيتية، وهي طائفة كانت تقول ان جسد المسيح كان جسدا خياليا وهميا وظهر لنا أنه صلب ولكنه لم يصلب لأنه لم يكن لديه جسدا حقيقيا كي يصلب
أغناطيوس في رسالته إلى أزمير الفصل 2 يرد أيضا على الدوسيتية،أيضا (ترالس 10 ) و ( فلاديلفيا 9 ) ولو كان أغناطيوس يعرف يوحنا أو حتى قرأ إنجيله للزم أن يستدل به في هذا الموقف
 

أغناطيوس في رسائله كريم في مدح أهالي الكنائس التي يرسل إليها، وخاصة أساقفة تلك الكنائس، وحيث ان كنيسة أفسس ترأسها يوحنا الإنجيلي وبحسب التقليد لم يمر على رحيله سوى بضع سنين، نتوقع ان أغناطيوس يذكر يوحنا التلميذ الذي كان يحبه يسوع ، لكنه، لم يفعل
في الفصل الثاني من رسالته إلي أفسس، يثني علي أسقفها وشماسها ثناء جميلا، ويحث الشعب على طاعة الأسقف والشماس طاعة كلية، وهنا نتوقع أن يذكر أغناطيوس ان الأسقف حالي خلف يوحنا، لكنه لم يفعل
،ويقول شودل (Schoedel ) إنه لا توجد أية اشارة إلى معرفته بانجيل يوحنا [34] 

إيريناوس  Irenaeus  ذكر ان بوليكاربوس كان تلميذا ليوحنا، ولم يذكر أغناطيوس، (ص 416) وحيث أنه معلوم أنه ايريناوس كان يسعى إلى إثبات رسولية العقيدة الأرثوذكسية، نتوقع انه لا يتجاهل لقاء أغناطيوس بيوحنا، يوسابيوس أيضا لم يذكر تلمذة أغناطيوس،  أضف إلى ذلك إلي أسلوب خطاب أغناطيوس لا يشير أنهما كانا تلميذين معا بل أن خطابه اقرب إلى خطاب راعي إلى رعيته
جيروم في القرن الخامس ذكر ان أغناطيوس وبوليكاربوس كانا تلميذين معا عند يوحنا، وقوله يتناقض مع أقوال أغناطيوس نفسه، ففي رسالته إلى بوليكاربوس نعلم أنه لم يتعرف إليه الا حين كان في طريقه إلى الموت ( فيلب شاف  ) LIFE OF IGNATIUS تلمذة أغناطيوس على يد يوحنا يرفضه ثيودورت زاهن  Theodor Zahn  وهو مع لايت فوت Joseph Barber Lightfoot أكبر مرجعين فيما يخص رسائل أغناطيوس
إضافة إلى ذلك أغناطيوس انضم إلي الإيمان المسيحي في فترة متأخرة من حياته وقد أشار إلي ذلك مرات عديدة
يقول في ختام رسالته إلى أفسس
لقد رضي الله أن يختارني لأمجده بالرغم من أني أنا أخر المؤمنين في أنطاكيا ( أفسس 21 )
 ويقول في تراليانس 13
تذكروا في صلواتكم كنيسة سوريا التي ليست أهلا أن تسميني ( ترشحني للشهادة ) وأنا الأخير بين أعضائها
ويقول في رسالته إلى أزمير 11
لست بأهل لأن أكون عضوا من هذه الكنيسة (أنطاكيا) أنا أخر أعضائها . فإن لي هذا الشرف بإرادة الله ونعمته ولبس باستحقاق منى ( أنظر أيضا Vol 14 P293b دائرة المعارف البريطانية )

التقليد الخاطئ الذي يجمع أغناطيوس بيوحنا مبني على صداقة أغناطيوس ببوليكاربوس حيث أن إيريناوس قال بتلمذة بوليكاربوس ومعه بابياس أسقف هيرابوليس على يد يوحنا، والمقدمتين باطلتين، حيث لم يكن أغناطيوس صديقا لبوليكاربوس ولا التقي بابياس بيوحنا، وتدليس إيريناوس كشفه يوسابيوس القيصري في القرن الرابع وبين ان إيريناوس خلط بين يوحنا الإنجيلي ويوحنا الشيخ ( الكتاب 3 ف 39 )

الموسوعة الكاثوليكية تذكر أنه ولد في سورية عام 50 بينما الدكتور القس حنا جرجس الخضرى لا يستبعد عام 35 ( تاريخ الفكر المسيحي ج3 ص 415 )
ولد القديس أغناطيوس في سنة 35 ب م ويحتمل أنه من أصل سورى يونانى وقد قبل الإيمان علي يد الرسل ويقول الدكتور أسد رستم بأنه قد اتخذ لنفسه لقب " ثيوفورس" أي حامل الإله تيمنا وتبركا ويعتبر أغناطيوس
ثاني أساقفة كنيسة إنطاكية  التى نصب فيما سنة 69 أو  في سنة 70 ( تاريخ الفكر المسيحي ج3 ص 415 )
إن ما قاله الخضري هو ملخص ما يردده المتمسكون بالتقليد الكنسي، ولكن العبارة تثير أسئلة أكثر مما تجيب، فإذا اعتبرنا ان عام خمسين هو عام ولادة أغناطيوس فذلك يعني أنه صار أسقفا قبل أن يبلغ العشرين !!! وهذا غير مسموح في الكنيسة، أما كون سيامته عام سبعين فذلك يعني انه بطرس كان قد تحلل وصار ترابا في قبره، ولا يمكن ان يكون بطرس قد عينه أسقفا

متى قتل أغناطيوس

يخبرنا يوسابيوس القيصري في تاريخه ان أغناطيوس استشهد في روما بأنياب الوحوش البرية في السنة العاشرة للملك ترجانوس وهذا العام يوافق سنة 107 م، الا ان يوسابيوس أخطأ في ذلك، لأن الإمبراطور لم يكن في سوريا في تلك الحقيبة، وقد حكم عليه شخصيا في سوريا، ويحدد المؤرخون عام وصول تروجان إلى سوريا ب 115 م ( فيلب شاف ج2 أغناطيوس )
يقول محرروا تاريخ الفكر المسيحي عند آباء الكنيسة " ان هذا التاريخ عند العلماء غير دقيق في ضوء الدراسات الحديثة ولا يسعنا تحديد تاريخ استشهاده الا تحديدا واسعا من سنة 105 - 135
ومن العلماء من حدد تاريخ وفاة أغناطيوس بعام 150 مثل فان منن van Manen وفولتر Volter وهناك أيضا من قال بعام 175 ( Encyclopaedia Britannica. Vol 14 P293 b
 
عام 175 يبدو لنا أنه صعب الأخذ به، وإن كان يؤيده بقاء بوليكاربوس على قيد الحياة وهو من جيل أغناطيوس، فقد ذكر إيريناوس ان بوليكاربوس زار روما في عهد أسقفية أنيكتوس، وهذا تولى الكنيسة عام 155 ( ضد الهرطقات 3:3 ص 416) وهناك من يقول بموته عام 175 ولكن لا نظن ان القديسين عاشا إلى هذه الفترة،

هل كتب أغناطيوس رسائله
لقد اشرنا باختصار إلي آراء العلماء حول رسائل أغناطيوس وقلنا أنه حتى العلماء الذين قبلوا صحة بعض رسائل أغناطيوس يقولون أن تلك الرسائل لم تسلم من التحريف، ورغم ان هذا المقال ليس عن صحة رسائل أغناطيوس إلا أننا نود أن نشير إلى أمرا يتعلق بظروف كتابتها، لذلك نعود إلى شهادة يوسابيوس القيصري الذي قال في تاريخه 3/26
اشتهر أيضا أغناطيوس الذي أختير أسقفا لأنطاكيا، الثاني خلفا لبطرس والذي لا تزال شهرته ذائعة بين الكثيرين، وأرسل من سوريا إلي روما وأصبح طعاما للوحوش البرية بسبب شهادته للمسيح،
وفي أثناء رحلته وسط أسيا وكان في حراسة حربية شديدة، كان يشدد الكنائس في المدن المختلفة حيث حط رحاله وذلك بعظات ونصائح شفوية ... وكان يرى من الضروري ان يدعم التقاليد بأدلة يكتبها، وإذ وصل أزمير حيث يقيم بوليكاربوس، كتب رسالة إلى أفسس ( انتهي )
وفي ضوء الصورة التي يقدمها يوسابيوس نتساءل
كيف يتمكن مجرما ( في رأى الدولة ) محكوم عليه بالإعدام من قبل الإمبراطور شخصيا أن يكتب كل هذه الرسائل ويستقبل الوفود، وهو الذي يحرسه حراس أشداء، وبعبارة يوسابيوس " حراسة حربية شديدة "
أما أغناطيوس فقد وصف الجيش الذي يحرسه بالفهود
من سوريا إلى روما أحارب الوحوش برا وبحرا ليلا ونهارا ويقيدني عشر فهود، وأقصد أفراد الجيش الذين كلما أحسنت إليهم يزدادون  شراسة ( أغناطيوس إلى روما فصل5 )
ولا شك ان ظروف أغناطيوس لا تسمح له بكتابة رسائل، فالفهود الشرسة لن تسمح له، ليس فقط لشراستها ولكن أيضا خوفا من العواقب، فالمجرم تجرأ علي الإمبراطور، وقد حكم عليه شخصيا، وأي تساهل من قبل الفهود العشرة الموكلة بحراسته معناه المغامرة بحياتهم، أضف إلي ذلك وسائل الكتابة القديمة، التي تحتاج إلى جهد جهيد ومبالغ طائلة، ولكن أغناطيوس يكتب وكأنه في رحلة ترفيهية، بل ويعد بكتبة رسالة أخرى إلى أهل أفسس ( أفسس 20)  

الملخص
القديس أغناطيوس الأنطاكي، ولد قبل موت بولس وبطرس بعشر سنين تقريبا ولقد عاش وثنيا معظم حياته، فإيمانه جاء متأخرا ولما آمن لم يكن أحد من التلاميذ على قيد الحياة، وهذا أخذا بالروايات التي تجعل موته عام 135 فإذا أخذنا بمن قال بموته عام 175 فان البعد الزمني شاسع جدا
القول بأنه تتلمذ على يد يوحنا تقليد متأخر بينا خطئه، ويوافقنا علماء مسيحيون كبار
اختلف العلماء في صحة نسبة الرسائل إلى أغناطيوس حيث ترفضها شريحة كبيرة من المسيحيين، ورأينا أنها لا تصح، وربما كانت الرسائل قصص شعبية تم تدوينها فيما بعد
إن قبل نسبة الرسائل إلي أغناطيوس فلا يمكن قبولها كدليل علي أمور عقائدية لما فيها من تحريف، وتحريف الرسائل من الأمور المتفق عليها بين العلماء المسيحيين

 محمود أباشيخ

 M Abasheikh

 

 
[1] Encyclopaedia Britannica. 11th ed. Vol 14 Cambridge: University Press. 1910. P 293
[2] "Introductory Note to the Epistle of Ignatius to the Ephesians" The Ante-Nicene Fathers, Volume I. ed. Alexander Roberts and others. New York: Christian Literature Company. P 46.
[3] Encyclopedia Britannica. V 14 P 292
[4]O'Connor, John Bonaventure. "St. Ignatius of Antioch." The Catholic Encyclopedia. Vol. 7. New York: Robert Appleton Company, 1910. P 645
[5] يوسابيوس القيصري، تاريخ الكنيسة 3:36.  ترجمة مرقص داود .. ص 139
[6] Jerome . "Lives of Illustrious men xvi" The Nicene and Post-Nicene Fathers Second Series Vol 3. P367
[7] Encyclopedia Britannica. V 14 P 293
[8]Freedman, D. The Anchor Bible Dictionary.Vol 5, New York: Doubleday.  Page 390
[9]Irenaeus "Against Heresies 3:3" The Ante-Nicene Fathers Vol.I P 416
[10] ibid 5:28 P 557
[11]Cruttwell C. Thomas, A Literary history of early christianity V 1 P 73
[12]يوسابيوس القيصري’ تاريخ الكنيسة،3:22 ترجمة مرقص داود ص 120
[13]Philip Schaff, The Nicene and Post-Nicene Fathers Second Series Vol. I, P 149
[14]John Chrysostom, "Homolies on S. Ignatius and S. Babylas" The Nicene and Post-Nicene Fathers Vol. 9 P 140
[15]يوسابيوس القيصري’ تاريخ الكنيسة،3:22 ترجمة مرقص داود ص 120
[16]المصدر السابق  ص 138
[17] Jerome . "Lives of Illustrious men xvi" The Nicene and Post-Nicene Fathers Second Series Vol 3. P. 366
[18] Jerome،  "Against the Pelagians3:2"  The Nicene and Post-Nicene Fathers Second Series Vol. 4 PP 472-73
[19]Lightfoot,J. B, The Apostolic fathers  PART I V1 P 11
[20] Philip Schaff (ed) The Nicene and Post-Nicene Fathers, Second Series, V 3 p366 'In this last etc. Eusebius from whom he quotes says Smyrneans. Lightfoot maintains that Jerome had never seen the Epistles of Ignatius.'
[21]Socrates Scholasticus’ Ecclesiastical History P 144 in The Nicene and Post-Nicene Fathers Second Series Vol. II.
[22]Athanasius"Councils of Ariminum and Seleucia" The Nicene and Post-Nicene Fathers Second Series Vol 4 P 475
[23]John Chrysostom, "Homolies on S. Ignatius and S. Babylas" The Nicene and Post-Nicene Fathers Vol. 9 P 136
[24]Eusebius: Church "History"The Nicene and Post-Nicene Fathers , Second Series, Volume I, ed. Philip Schaff. P 149
We cannot doubt that the earliest tradition made Evodius first bishop of Antioch, for otherwise we could not explain the insertion of his name before the great name of Ignatius. The tendency would be, of course, to connect Ignatius directly with the apostles, and to make him the first bishop. This tendency is seen in Athanasius and Chrysostom, who do not mention Evodius at all; also in the Apost. Const. VII. 46, where, however, it is said that Evodius was ordained by Peter, and Ignatius by Paul (as in the parallel case of Clement of Rome). The fact that the name of Evodius appears here shows that the tradition that he was the first bishop seemed to the author too old and too strong to be set aside. Origen (in Luc. Hom. VI.) is an indirect witness to the episcopacy of Evodius, since he makes Ignatius the second, and not the first, bishop of Antioch. As to the respective dates of the early bishops of Antioch, we know nothing certain. On their chronology, see Harnack, Die Zeit des Ignatuis, and cf. Salmon’s article Evodius, in Smith and Wace’s Dict. of Christ. Biog.
[25]"Constitutions of the Holy Apostles", trans. James Donaldson, The Ante-Nicene Fathers, Volume 7, P 477
[26]"Introductory Note to Theophilus of Antioch", The Ante-Nicene Fathers, V 2, P 88.
[27]Henry Wace, A Dictionary of Christian Biography and Literature to the End of the Sixth Century A.D. .London. Hendrickson Publishers. P 360
[28] Calvin, J.  Institutes of the Christian religion. V1  Tran: John Allen .Philadelphia. Presbyterian board of publication. P 148
[29]كرلس سليم بسترس، حنا الفاخورى، جوزيف البوليسي، تاريخ الفكر المسيحي عند آباء الكنيسة. ص 142
[30]Encyclopedia Britannica V. 14, P 294
[31] The Catholic Encyclopedia. Vol. 7 P 644a
[32]The Anchor Bible Dictionary.V. 3, Page 385
[33]تاريخ الفكر المسيحي عند آباء الكنيسة ص 142
[34]The Anchor Bible Dictionary.V. 3, Page 385

حنا جرجس الخضرى ، تاريخ الفكر المسيحي
  

 مفالات مشابهة

 القديس إكليمندس الروماني

الرجوع الى  - الباترولوجي - آباء الكنيسة

  أرسلت في الجمعة 03 سبتمبر 2010 اعتمد بواسطة abasheikh  


 

روابط ذات صلة
 · زيادة حول - آباء الكنيسة
· الأخبار بواسطة abasheikh


أكثر مقال قراءة عن - آباء الكنيسة:
إعتراف أوريجانوس بتحريف الكتاب المقدس

  .  

تقييم المقال
 
المعدل: 3
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

  .  

خيارات
 
 صفحة للطباعة صفحة للطباعة

  .  

"القديس اغناطيوس الأنطاكي" | دخول/تسجيل عضو | 0 تعليقات
اكتب اسمك أسفل تعليقك.

التعليق غير مسموح للضيوف, الرجاء التسجيل

عبد الباسط عبد الصمد

الرد على القمص إبراهيم لوقا

تنزيه القرآن الكريم

العقيدة المسيحية

الأسفار القانونية الثانية والأبوكريفا

الله واحد أم ثلاثة


برهانكم للرد علي شبهات النصارى مكرس للرد علي ترهات النصاري وتطاولهم علي الإسلام .. حقوق النشر متاحة للجمع ونرجوا ذكر صفحة المقال واسم الكاتب ..