والواقع أن الإنكليز لما دخلوا مصر وجدوا الحالة نفسها التى وجدها الفرنسيون قبلا.
استقبلهم المسلمون بسخط المقهور وذلة المغلوب على أمره.
وهرع غيرهم لاستقبالهم بنوع من الإيناس والليونة.
وبش الإنكليز فى وجوه من بشوا لهم.
ولكنهم لم ينسوا أنهم يريدون استغلال خيرات مصر لحسابهم الخاص، وأنهم فى هذه الحدود يقبلون العون ويرحبون بالخيانة.
ولا عليهم أن يضعوا أيديهم فى أيدى الخونة من المسلمين أو من النصارى.
وقد كان الأقباط فى ظل الدولة الإسلامية المضطربة، والحكم الفردى العابث يحتازون الخير الكثير لأنفسهم أفرادا وطائفة.
وقد رفض "نابليون " هذا الوضع ـ كما بينا آنفا ـ ورفض الإنكليز أيضا هذا الوضع.
واعترف الكاتب الصليبى بهذه الحقيقة رغم أنفه، فقال ص 247: " ليس الاحتلال البريطانى هو الذى ألغى احتكار الأقباط للأعمال الحسابية، فإن إدخال الطرق الحديثة فى العمل هو الذى أدى إلى إلغاء هذا الاحتكار.