This page was saved using WebZIP 7.0.3.1030 offline browser on 12/21/13 11:32:29 ص.
Address: http://www.burhanukum.com/article1296.html
Title: القادم بـ اســــــم الله - الدليل والبرهان  •  Size: 138603
قل هاتوا برهانكم عقائد وأديان مسيحيات برهانكم للرد علي شبهات النصارى

آباء الكنيسة
 
الباترولوجي
[ الباترولوجي ]

·التثليث عند آباء الرسوليين
·العلامة ترتليانوس والزواج الثاني
·بابياس أسقف هيرابوليس
·بوليكاربس في الميزان
·القديس اغناطيوس الأنطاكي
·القديس أغسطينوس والإرهاب الديني
·الحرب العادلة في فكر أوغسطينوس
·جون كالفن
·الباترولوجي - آباء الكنيسة
·الكذب .. السر الثامن من اسرار الكنيسة
  .  

خربشات صوماليانو
 
خربشاتـــصوماليانو
[ خربشاتـــصوماليانو ]

·هل يلد الله ويولد
·سويعات في برية التيه
·الإختلافات العددية في الكتاب المقدس
·البابا شتودة: المسيح لم يقل أنا الله أعبدوني
·بولس الرسول كبير الغنوصيين
·الغنوصية والرهبنة في الأناجيل
·تيري جون وثقافة الحرق
·ديونيسيوس يعقوب السرياني وضياع الأسفار
·سيدعى ناصريا
·التسامح سلاحنا في وجه شنودة
·القمص يوحنا سلامة : البروتستانت حرفوا الكتاب المقدس
·الدوناتستيون
  .  

الرد علي زكريا بطرس
 
شطحاتــزكريابطرس
[ شطحاتــزكريابطرس ]

·المسيح الجبار
·مسرحية نشيد الإنشاد
·النكاح في الجنة وشطحات زكريا بطرس
·انتهى زكريا بطرس كغيره والإسلام باق
·أحلام زكريا بطرس
·تأملات في نشيد الأناشيد
·نشيد الإنشاد كأشعار رابعة العدوية
·هلوسات زكريا بطرس
·الرد السماوي على زكريا بطرس
·بيان الشيخ الزغبي
·الرب مخلص مسيحه
·زكريا بطرس يبكي علي أطلال قناة الحياة
  .  

صوماليانو
 
تعدد الزوحات لماذا ترعب الكنيسة
البابا غريغوريوس الثاني وتعدد الزوجات
ضيوف الأنبا بيشوي أم أتباع الغزاة
ضمان الخلاص والجنة
العتل الزنيم مرقس عزيز
لا محلل ولا طلاق لأن العصمة في يد الأنبا بولا
  .  

القادم بـ اســــــم الله

 - الدليل والبرهان

وهذه البشارة مأخوذة من أقوال المسيح عيسى عليه السلام والواردة فى كل من إنجيلى متى ( 23 : 39  ) ولوقا ( 13 : 35 ) من النسخ العربية الحالية والموجودة بين أيدى الناس كما هو مُبيَّن فى الجدول التالى



 
 
 
 
إنجيل متى ( 23 : 39 )
إنجيل لوقا ( 13 : 35 )
 
النسخة الوطنية ( فانديك )
أقول لكم إنكم لا تروننى من الآن حتى تقولوا مبارك الآتى باسم الرب .
 
 
النسخة الوطنية ( فانديك )
الحق أقول لكم إنكم لا تروننى حتى يأتى وقت تقولون فيه مبارك الآتى باسم الرب .
 
 
نسخة كتاب الحياة ( المصرية )
أقول لكم إنكم لن ترونى من الآن حتى تقولوا مبارك الآتى باسم الرب .
 
 
نسخة كتاب الحياة ( المصرية )
أقول لكم : إنكم لن ترونى أبدا حتى يأتى وقت تقولون فيه مبارك الآتى باسم الرب .
 
 
نسخة الكاثوليك
أقول لكم لن ترونى إلا يوم تهتفون تبارك الآتى باسم الرب .
 
 
نسخة الكاثوليك
أقول لكم : لا ترونى حتى يجىء يوم تهتفون فيه تبارك الآتى باسم الرب .
 
 
نسخة الآباء اليسوعيين
أقول لكم لا تروننى بعد اليوم حتى تقولوا تبارك الآتى باسم الرب .
 
 
نسخة الآباء اليسوعيين
أقول لكم : لا تروننى حتى يأتى يوم تقولون فيه تبارك الآتى باسم الرب .
 
 
قال المسيح عليه السلام هذا النصّ لقومه أمام تلاميذه عقب مغادرته للعاصمة الدينية أورشليم فى آخر زيارة له فيها . وللعلم فلم يقل أحد من اليهود والنصارى منذ تلك اللحظة وإلى الآن " مبارك الآتى باسم الرب " أو حتى " تبارك الآتى باسم الرب " ..!!
وفى ذلك النصّ عدة مسائل هامة منها :
1 ـ أنهم لن يروا المسيح عليه السلام منذ تلك اللحظة حتى يأتى وقت يقولون فيه       " مبارك الآتى باسم الرب" أو " تبارك الآتى باسم الرب " .
2 ـ وهل قال اليهود والنصارى هذه العبارة " مبارك الآتى باسم الرب " عقب قول المسيح عليه السلام لذلك النصّ فى ذلك اليوم ..!؟ أم لم يقولوها حتى الآن ..!؟
3 ـ وهل اسم الرب لا يعلمونه حتى يأتيهم ذلك الآتى به ..!؟
4 ـ وهل جاءهم المسيح عليه السلام باسم الرب ..!؟ وما هو ذلك الاسم ..!؟
5 ـ وهل للرب اسم واحد أم عدة أسماء ..!؟
6 ـ من هو ذلك الآتى باسم الرب ..!؟ هل هو المسيح نفسه أم أحد غيره ..!؟
7 ـ وما معنى كلمة مُبَارَك فى الأصول اليونانية ومقابلها العربىّ ..!؟
إنها سبعة مسائل أجد فى الاجابة عنها رفع الغشاوة عن العيون التى لا ترى المكتوب فى الأناجيل ، وتوَصِّلُ السَّمْعَ إلى أذان الذين لا يسمعون أقوال المسيح عليه السلام . وتزيد إيمان المؤمنين إيمانا وتسليما .
بالنسبة للمسألة الأولى والثانية فإنَّ فى قول المسيح عليه السلام لقومه وتلامذته : " إنكم لن ترونى أبدا حتى يأتى وقت تقولون فيه مبارك الآتى باسم الرب " . فيه أنهم لم يروه منذ تلك اللحظة ، لا فى مساء ذلك اليوم ولا فى اليوم التالى ولا بعده ولا بعد بعده . حيث أنَّ جميع علماء المسيحيه شرقيها وغربيها مجمعون على أنَّ قومه لم يقولوا حتى الآن " مبارك الآتى باسم الرب " وإنما سيقولونها فى آخر الزمان عند عودة المسيح عليه السلام . ومن ثمَّ فإنَّ ذلك الوقت سيأتى من بعد إنتهاء بعثة المسيح عليه السلام وبالتالى فإنَّ أحداث القبض عليه وصلبه ودفنه وقيامته لا يصِحُّ منها شىء . وتلك مسألة عويصة لن أتكلم عنها هنا لعدم الحاجة إليها .
بالنسبة للمسألة الثالثة والرابعة فإنَّ بنى إسرائيل فى زمن بعثة المسيح عليه السلامكانوا قد فقدوا اسم الرب على التحقيق كما بيَّنت ذلك فى كتابى معالم أساسية فى الديانة المسيحية . وسينحصر هنا البحث على أتباع الديانة المسيحية وإن تكلمت باختصار عن الأصول اليهودية وإليك البيان :
إنه شىء يدعو إلى الدهشة والتعجب أن ترى مئات الملايين من أتباع الكنائس المسيحية المنتشرة فى العالم لا يعرفون اسم الإله الذى يعبدونه ..!! وعلماءهم يجدون صعوبة بالغة فى إيجاد إجابة مقبولة ومعقولة عن خلو الأناجيل المتداولة من اسم الإله المعبود . أقصد الإله المشار إليه بعبارة " أبانا " لقد اختفى الاسم تماما عن قرَّاء الأناجيل ..!! كيف هذا واعتقاد المسيحيُّون عميق حول صحة نصوص كتابهم المقدس ، وأنه هو الحق وحده . أليس هو كلمة الله ..!؟
كيف يفتتح المسيحى صلاته الربَّانية بقوله : " أبانا الذى فى السموات . ليتقدس اسمك .. " وهو لا يعرف شيئا عن ذلك الاسم المقدس ..!؟
وكيف يبتهل إلى مولاه قائلا " يتكل عليك الذين يعرفون اسمك . لأنك يا رب لم تخذل طالبيك " ( مزمور 9 : 10 من نسخة كتاب الحياة ) . وهو من الذين لا يعرفون اسمه ..!؟
وكيف يكرر القول لإلهه ( مزمور 22 : 22 ) " أعْلِنُ اسمك لإخوتى واسبحك فى وسط الجماعة " . وهو لا يدرى أنه لا يعلمُ الاسم المقدس ..!!؟
إنها حقاً كارثة إيمانية أصولية حلَّت بالمسيحيين ..!! 
ولكن ربكم رحيم بعباده ، أقصد العامة من العرب المسيحيين . حيث أدرج مترجمو الكتاب ـ المقدس ـ اسم الجلالة الله فى النسخ العربية مجاراة لبنى قومهم المسلمين ، مع الوضع فى الاعتبار أنَّ لفظ الجلالة الله ليس هو على التأكيد عندهم اسم الآب المذكور فى الأناجيل حسب اعتقادهم . فحَلَّ الضباب على مفهوم اسم الجلالة . ولذلك نجد رؤسائهم يقولون فى مناسباتهم العامة أمام المسلمين : " بسم الرب الواحد الذى نعبده جميعا " أو " بسم الإله الواحد الذى نعبده جميعا " . ولا يقولون " بسم الله الإله الواحد الذى نعبده جميعا " .
فيستبدلون لفظ الجلالة الله بكلمتى ( الرب والإله ) . ولئن سألتهم عن اسم الله أو اسم الآب فى الكتاب المقدس لقالوا لك على الفور : يهوة ، جيهوفا . ايلوهيم ، إيل شداى ، ثيوس ، كيريوس ، ... الخ . وتهَرَّبُوا سريعا من اسم الجلالة الله ..!!
لقد سبق بيان ضياع اسم الله تعالى من على أفواه اليهود ومن فوق صفحات أسفارهم المقدسة بالأدلة القوية ، وذلك فى كتابى " معالم أساسية فى الديانة المسيحية " فراجعه هناك فإنه هام جدا ومفيد للغاية . فعندما جاء المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام كان من أول مهام بعثته أن يُبيِّن لقومه اسم الله تعالى حتى يتمكنوا من عبادة الله حق العبادة .
ربما يعتقد الكثيرون أنَّ الاسم هو يهوه . فأقول لهم مهلا مهلا .. اسألوا أهل الذكر من علماء العبرية وعلماء أسفار العهد القديم . إنَّ هذه الكلمة تكتب فى العبرية بأربعة حروف صوامت هى ( ى هـ و هـ ) ولا يعرف أحَدٌ من العلماء كيفية نطقها إلى يومنا هذا سواء كان يهوديا أو مسيحياً المهم أنها أربعة حروف مقطعة تشير إلى اسم الإله وليست بكلمة واحدة يمكن قراءتها . وعندما تقع أعْيُن اليهودى عليها لا يقرأها وإنما يقول على الفور أدوناى أى سيدى . فإن كانت هذه الأحرف الأربعة هى الاسم المقدس لظلت ألسن العُبَّاد تذكره إلى الأبد ولما ضاع منهم نطقه والتلفظ به ..!!
وهناك محاولات كثيرة يبذلها العلماء فى كيفية نطق الاسم المشار إليه بهذه الأحرف الأربعة ، من أشهر تلك المحاولات هو أن تخْرِجَ من فمك صوتا يشابه صوت خوار العِجْل بأن تقول جيهوووووفا كأنك تحاكى خوار العجل الذهبى الذى عبدوه أثناء ذهاب موسى عليه السلام لميقات ربه ..!!
ومن تلك المحاولات الشهيرة أيضا محاولة آباء كنيسة الاسكندرية القدماء حين نطقوها باللاتينية قائلين أيُّوووووه . إنها الكلمة التى لا يزال أهل الاسكندرية يُرَدِّدُونَها وهم لا يعلمون معناها ..!!
قلت جمال : ولى محاولة ربما أصَّح من محاولاتهم لأن دليلها أقوى وبرهانها لايزال قائما منذ القدم وإلى الآن .. انظروا إلى أى مِصْرىّ تعتراه الدهشة الشديدة أو النسيان المفاجىء ماذا يفعل ..؟؟ سوف يضع يده على جبهته ويقول بأعلى صوته : يـ هوووووه ..!!
إنها نفس الكلمة . صدرت ولا تزال تصدر من أحفاد الذين آووا بنى إسرائيل . وبلسانهم كان يتكلم موسى عليه السلام منذ صغره وإلى أن أوحى إليه الله بالتوراه وإلى حين وفاته بأرض سيناء المصرية على مشارف الأرض المقدسة .
فالكلمة مصرية متوارثة عن الأجداد منذ آلاف السنين من قبل عهد الأسرات الفرعونية المعروفة فى التاريخ المصرى القديم . تكلمت عن أصلها ومعناها وكيفية إدراجها فى نصوص العهد القديم اليهودى وذلك فى كتابَاى       " تابوت يهوة " و " التوراة مصرية " . ومن زعم بغير ذلك ـ وكثير ما هم ـ فعليه بالدليل والبرهان .
المهم أنَّ تلك الأحرف الأربعة تشير إلى إله الكون رب العالمين . ولكنها ليست باسم علم له على التأكيد . وفِعْل اليهود أكبر دليل على ذلك ، فهم لا ينطقون الحروف الأربعة على هيئة كلمة واحدة وإنما ينطقون بكلمة أخرى هى أدوناى أى سيدى . فتلك الأحرف وضعها علماء اليهود أخذا من التراث المصرى اشارة إلى الإله الذى كان يعبده المصريون القدماء حينذاك . وطمسا للإسم المقدس حتى لا يشاركهم فى معرفته مشارك . ومع تقادم الزمن ومِحَنِهِ عليهم نسوا ما ذكِّرُوا به . فحين حَرَّمُوا التلفظ به على أنفسهم وتناسوه أنساهم الله ذكر اسمه المقدس .
ثم بعث الله إليهم الأنبياء تترا ، كُلٌ يُذَكِّر باسم إله العالمين . خذ مثلا سفر أشعيا ( 12 : 4 , 5 ) حيث قال لهم نبيهم " احمدوا الرب , نادوا باسمه . عَرِّفوا بأفعاله بين الشعوب ، وأذيعوا أنَّ اسمه قد تعالى " . فهذا نصّ صريح يدعوا إلى إظهار الاسم وإعلانه بين العالمين ، ولكن القوم لم يمتثلوا للأمر فحذفوا هنا أيضا الاسم وجاؤا بدلا منه بالأحرف الأربعة ( ى هـ و هـ ) حسب ما هو مُدَوَّن فى النسخ العبرية ، ثم جاء من بعدهم المترجمون المسيحيُّون فحذفوا الأحرف الأربعة وجاؤا بدلا منها بكلمة الرب الماثلة فى النصّ السابق وهى ليست باسم للإله ..!!
ومثل آخر نجده فى سفر أشعياء ( 42 : 8 ) فى قول إله العالمين " أنا الرب هذا اسمى " . فالموجود فى الترجمة العبرية بدلا من كلمة الرب هى الحروف الأربعة ( ى هـ و هـ ) فحذف اليهود هنا اسم الله وأشاروا إليه بتلك الحروف . ثم جاء المسيحيون من بعدهم فحذفوا الأحرف الأربعة وكتبوا بدلا منها كلمة الرب ..!!
فإن أتينا إلى سفر ميخا ( 4 : 5 ) نجد نصّا يقول " فإنَّ جميع الأمم تسْلُكُ باسم إلَهِهَا . أما نحن فنسلك باسم الرب إلهنا إلى أبد الآبدين " . وفى هذا النصّ نجد أنَّ اليهود قد حذفوا أيضا الاسم وكتبوا مكانه هنا الأحرف الأربعة    ( ى هـ و هـ ) التى تشير إليه . ثم جاء المترجمون المسيحيُّون فحذفوا هذه الأحرف الأربعة من النصّ وأتوا بدلا منها بكلمة الرب ..!!
فاجتمع اليهود والمسيحيُّون على طمس معالم الاسم من النصّ . بل من الكتاب كله . ربما هناك داع أو سِرٍ كان وراء السبب فى إخفاء اليهود للاسم حتى لا يعرفه غيرهم . أمَّا فى حالة المسيحيّون أتباع الكنائس اليونانية وأصحاب الدعوة العالمية فأمرهم مختلف تماما ، فهم لا يعرفون الاسم أصلا حتى يحذفونه وإنما ساروا على نهج اليهود بحسن ظن منهم فيهم فضلوا عن الاسم ومعرفته .
واستمر الحال هكذا مع اليهود ، عِصْيَان ظاهر لأوامر ربهم رب العالمين وإخفاء بيِّنٌ لاسمه المقدس . فاتبعوا ما تتلوه الشياطين على لسان أدعياء النبوة الكاذبة منهم ، الذين يُنسون قومهم اسم الله . جاء فى سفر أرميا ( 23 : 27 ) من نسخة كتاب الحياة قول إله إسرائيل عن الأنبياء الكذبة " فينسون شعبى اسمى بما يقصه كل واحد منهم على صاحبه من أحلامه ، كما نسى آباؤهم اسمى لأجل وثن البعل " .
إلى أن جاء النور ببعثة المسيح عليه السلام . فقام فيهم ناصِحاً أمينا على وصايا ربه بقوله عليه السلام كما جاء فى إنجيل متى ( 15 : 6 ) " أنتم بهذا تُلغُونَ ما أوصى به الله محافظة على تقاليدكم " و" اتباعا للأنبياء الكذبة " . وإخفاء اسم الله وعدم النطق به من أشهر تقاليدهم ومن أهم أعمال الأنبياء الكذبة ..!! ونطق عليه السلام بالإسم المقدس بلسان آرامى وبَيَّنَه لهم .
          فعندما بُعِث المسيح عليه السلام إلى قومه من بنى إسرائيل ، كانوا قد تمادوا فى غَيِّهِمْ وتفشت فيهم تقاليد الأحْبَار حتى عَلـَتْ على وصايا التوراة . وتخبرنا نصوص الأناجيل الحالية بأنَّ المسيح عليه السلام قد تصَدَّى لهم مُبَيِّنا لهم أهمية نصوص التوراة وزيف تقاليد الأحْبَار إلى أن واجههم بقولته الشهيرة ( متى 23 : 24 ) " أيها القادة العميان . إنكم تُصَفـُّونَ الماء من البعوضة ، ولكنكم تبلعون الجمل " ..!! حيث اهتموا بصغائر الأمور وتركوا وصايا رب العالمين وأولها معرفة اسمه المقدس والثناء عليه ، والعمل بموجبات العدل والرحمة والأمانة وسائر متطلبات الشريعة .
ومعلوم أنَّ مَحَبـَّة الله هى المحافظة على وصاياه كما جاء فى ( 1 يوحنا 5 : 3 ) . وإعلان الاسم ونشره بين العالمين من أهم الوصايا . ألم يقل الله لموسى عليه السلام أنَّ بعثته إلى فرعـون وخروج بنى إسرائيل من مصر كانت من أجل رؤية المعجزات الإلهية " ولكى يذاع اسم الله فى جميع الأرض " ( خروج 9 : 16 ) .
          وهناك نصوص كثيرة تُبـَيِّنُ مدى أهمية الاسم ونشره بين الامم . أذكر منها هنا على سبيل المثال قول الله فى آخر أسفار العهد القديم وهو سفر ملاخى والصحيح ملاكى بالكاف ( 1 : 11 , 14 ) الفقرتين الآتيتين : " من مشرق الشمس إلى مغربها اسمى عظيم بين الأمم " و " أنِّى ملك عظيم واسمى مهوب بين الأمم " .
فالاسم عظيم ومهول بين الأمم جميعا وليس بين بنى إسرائيل فقط . ولن يكون عظيما ومهيبا بين الأمم إلا من بعد نشره وإذاعته بينهم عملا بالوصية الربانية المذكورة أعلاه من سفر الخروج .
فهل أذاع بنو إسرائيل اسم إلههم ونشروه بين الأمم ..!؟ لا لم يفعلوا شيئا من ذلك ، بل حذفوه من أسفارهم ووضعوا بدلا منه أربعة أحرف تشير إليه وحرَّموا النطق به على أتباعهم . ومنعوا كتابته وحمله إلى بلاد الكفَّار . كل ذلك حتى لا يذاع الاسم بين الناس من غير اليهود . فالعالم غير مستعد كفاية لإذاعة الاسم والنطق به كاملا حسب الذى جاء فى مدراشهم
          وهناك قانون وضعه الكهنة اللاويون ينصّ على قتل كل من ينطق باسم الله .ويطلقون على تلك الحادثة مسمى التجديف ( blasphemes ) . وسوف نشاهد فى الأناجيل كيف استفاد أحبار اليهود من ذلك القانون للحكم على المسيح عليه السلام بالموت رجما بالحجارة . قال أحد أحبارهم المدعو يوشع بن قورة فى المشنا أنهم كانوا لا يقبلون شهادة الشهود إذا نطقوا بالاسم المبارك ويساق المُجَدِّفُ إلى القتل رجما . ولكنهم يقبلون شهادة الشهود إذا نطقوا بأى اسم آخر . أو كنية ، أو أى لقب يشير إلى الله بدون ذكر الاسم الجليل (1) .
          ونجد تصديق ذلك فى الأناجيل عند محاكمة المسيح عليه السلام أمام مجلس السنهدريم حيث قال الكاهن الأكبر لأعضاء المجلس : لا نحتاج الآن لشهادة الشهود . وخلع ملابسه وقال : يقتل ابن مريم . وقطعا لن يحتاجوا لشهادة الشهود لأنَّ المسيح عليه السلام نطق بالاسم المقدس أمامهم .
وبُعِث المسيح عليه السلام إلى قومه وهم تحت طائلة ذلك القانون الذى يحظر التفوه بالاسم المقدس وينصّ على عقاب المجدف بالاسم الجليل بالقتل رجما . وما أن بُعِث عليه السلام إليهم حتى قام  بإعلان الاسم وإظهاره لهم وأمر أتباعه أن يحذوا حذوه .
يخبرنا كاتب إنجيل لوقا ( 4 : 16 ـ 21 ) أنَّ المسيح عليه السلام قرأ عليهم فى المجمع النصّ التالى " روح السيد الرب علىَّ ... " ( أشعيا 61 : 1 ـ 2 ) . وفى ذلك النص كلام حول دقة الترجمة ..!!
فكلمة السيد فى الترجمة العبرية الماصورتية نجدها الكلمة أدوناى أى سيدى ، أمَّا عن الكلمة الثانية الرب التى جاء بها المترجمون المسيحيون فى النصّ من عندهم فأصلها فى العبرية ( ى هـ و هـ ) أى الأحرف إيّاها ..!!
فإن إلتزمنا بالتقليد العبرى فى قراءة النصّ فسوف نقرأ النصّ هكذا : روح أدوناى أدوناى عَلىَّ . وهذا ليس بشىء . فإنَّ كان النصّ اليهودى فيه اشارة إلى الاسم عن طريق تلك الأحرف الأربعة ، فقد تم حذف هذه الاشارة فى النصّ المسيحى ..!!
   
فإن نظرنا إلى النصّ فى أصل إنجيل لوقا اليونانى وجدناه كالآتى روح ( كيريو κυριου ) عَلىَّ " . فهنا نجد كلمة يونانية واحدة تشير إلى الاسم المقدس وليست كلمتان كما وردت فى الترجمة العربية ..!!
فهل تكلم المسيح عليه السلام أمام اليهود فى مَجْمَعِهم باللغة اليونانية ..!؟
لا يستطيع أحد أن يقول بذلك الرأى ويبرهن عليه . فالمشهور عند الجميع أنَّ اللغة التى كانت سائدة فى فلسطين فى ذلك العصر كانت الآرامية ذات اللسان العربى والتى بها تكلم المسيح عليه السلام . فماذا قال المسيح بدلا من تلك الكلمة اليونانية ( κυριου ) التى جاء بها لوقا فى إنجيله ؟ . الله وحده يعلم .
المهم أنها كلمة تشير إلى اسم الله نطقها المسيح ولم يكتمها عن الناس ويقول أدوناى حسب التقليد . وقد تمَّ الكشف عنها فى كتابى " معالم أساسية " من داخل نصوص سفر دانيال حيث نجدها مكتوبة باللغة الآرامية فراجعها هناك ..!!
والدليل البَيِّن على أنَّ المسيح عليه السلام قد أعلن لقومه من بنى إسرائيل الاسم هو قوله عليه السلام  فى إنجيل يوحنا ( 17 : 6 ، 26 ) " أظهرت اسمك للناس الذين وهبتهم لى من العالم " و " وقد عَرَّفتهُم اسمك ، وسأعرفهم إيَّاه " .
والاظهار لا يتم إلا من بعد الاخفاء والفقدان ، واليهود قد أخفوه ثم فقدوه . والتعريف بالشىء لا يكون إلا من بعد الجهل وعدم المعرفة ، واليهود قد جهلوه ولم يعرفوه . نعم لقد أظهر وعرَّفَ المسيح عليه السلام اسم الله لقومه من بعد اخفائهم له وضياعه من على ألسنتهم .
          انظروا معى وتمعنوا جيدا فى قول المسيح عليه السلام حسب ما جاء فى إنجيل يوحنا ( 17 : 11 ، 12 ) وهو يبرىء نفسه أمام الله من تبعة اخفاء اسمه تعالى " أيها الآب القدوس احفظهم فى اسمك الذى أعطيتنى " وقوله عليه السلام      " حين كنت معهم فى العالم كنت أحفظهم فى اسمك الذى أعطيتنى " . وقال لقومه كما جاء فى إنجيل يوحنا ( 5 : 43 ) : " أنا جئت باسم إلهى ـ وفى الترجمات العربية نجد كلمة أبى بدلا من إلهى ـ ولم تقبلونى " . فهناك إذا اسم لله تعالى قد أعطى للمسيح ليبلغه لقومه ويظهره لهم .
          ذلك الاسم الذى فقده الأتباع اليونان . ويُصِرُّ الأتباع الحاليين على إخفائه ومحوه من النصوص بقصد أو بدون قصد . انظروا معى أيها القراء الأعزاء إلى نصّ يوحنا ( 17 : 11 ، 12 ) وركزوا على عبارة ( اسمك الذى أعطيتنى ) التى تم حذفها من الترجمات العربية المعاصرة مثل نسخة كتاب الحياة المصرية ونسخة التفسير التطبيقى للعهد الجديد ..!!
          لقد اختفت عبارة ( الذى أعطيتنى ) من النصّ وهى لا تزال فى الأصل اليونانى للإنجيل مكتوبة هكذا (Ροςδεδωκαςμοι)ومكررة مرتين . وهذه العبارة نجدها مكتوبة فى نسخة الملك جيمس المعتمدة ( KJV ) ، ثم حذفت من النسخة المعتمدة الجديدة للملك جيمس ( NKJV ) ..!! وهى لا تزال موجودة فى النسخة القياسية القديمة ( RSV ) والجديدة ( NRSV )وأيضا فى النسخة القياسية العالمية المعتمدة الأمريكية ( NASB ) . وهناك أيضا نسخ متداولة تم فيها استبدال عبارة ( اسمك الذى أعطيتنى ) إلى معان أخرى ليست فى النصّ . مثل قولهم ( عنايتك التى أعطيتنى ) أو ( قدرتك التى أعطيتنى ) كما جاء فى النسخ   ( Living Bible , New English Bible ) .
          المهم أنَّ هناك اتفاقا بين كثير من النسخ المعتمدة وبين الأصول اليونانية على الاعتراف بأنَّ المسيح عليه السلام  كان معه اسم الله الذى بلغه وبينه للناس أثناء فترة بعثته . وقد وفـَّى عليه السلام  بما قال وعرَّف قومه اسم الله . فأدى الأمانة وبلغ الرسالة وتبرأ إلى الله من التبعية بقوله عليه السلام : " أنا قد أعطيتهم كلامك " ( يوحنا 17 : 14 ) وقوله : " الكلام الذى أعطيتنى قد أعطيتهم " ( يوحنا 17 : 8 ) .
فجاء عليه السلام ومعه اسم إلهه " أنا جئت باسم إلهى " ولذلك قال الناس عند دخوله لمدينة القدس " مبارك الآتى باسم الرب " ( متى 21 : 9 ) . ولكن يـا حسرتاه من الأتباع حيث اتفقوا قديما وحديثا على إضاعة الاسم من أقوال المسيح عليه السلام المذكورة فى أناجيلهم اليونانية ..!!
ألا يخشون الله وهم يبتهلون إليه حسب المزمور ( 74 : 10 ) بقولهم : " حتى متى يا الله يُعَيِّرُ المقاوم ويهين العدو اسمك إلى الغاية " ..!!؟
وكأنَّ المسيح عليه السلام قد عَلِمَ أنَّ الأتباع سوف يحذون حذو الذين سبقوهم من بنى إسرائيل بمنع إعلان الاسم ونشره بين الناس فعلمهم كيف تبدأ الصلاة بالثناء على الله وتقديس اسمه المعظم فقال لهم قولوا : " أبانا الذى فى السموات ليتقدس اسمك ... " وامتثل الأتباع فقالوا بمثل ما قال عليه السلام فى صلاتهم , إلا أنهم لم يسألوا أنفسهم إلى الآن ما هو الاسم الذى يثنون عليه فى صلاتهم بقولهم ليتقدس اسمك .. !؟
 وضاع الاسم من بعد إعلان المسيح له وإظهاره بين الناس ..
إذا فتح القرَّاء الكرام أى شرح لإنجيل يوحنا وقرأ أقوال الشرَّاح للفقرتين السابق ذكرهما ( 17 : 6 ، 26 ) فسوف يجد أنَّ المسيح عليه السلام قد أعلم تلاميذه بالاسم المقدس . والشراح هنا يلمزون إلى أنَّ معرفة الاسم كانت سرية بين المسيح وتلاميذه وذلك هروبا من الاعتراف بجهل المسيحيين للاسم الجليل . فكون التلاميذ يعلمون الاسم لا خلاف فيه عندهم طالما هو سِرُّ أسَرّ به المسيح عليه السلام إلى تلاميذه . 
          ولكن عند قراءة نصّ إنجيل لوقا ( 19 : 37 ـ 38 ) : " ولما قرُبَ عند منحدر جبل الزيتون ابتدأ كل جمهور التلاميذ يفرحون ويسبحون الله بصوت عظيم لأجل جميع القوات التى نظروا . قائلين مبارك الملك الآتى باسم الرب . سلام فى السماء ومجد فى الأعالى . وأمَّا بعض الفريسيين من الجمع فقالوا له : يا مُعلم انتهر تلاميذك . فأجاب وقال لهم أقول لكم إنه إن سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ " . نجد الآتى :
.. أنَّ التلاميذ قد سبحوا الله بصوت عظيم ، أى قالوا سبحان الله . فذكروا الاسم المبارك الجليل .
.. الدليل على أنهم قد نطقوا بالاسم المقدس يكمن فى قول الفريسيين للمسيح عليه السلام يا معلم انتهر تلاميذك ، ولن يقولوا له ذلك إلا إذا فعل التلاميذ شيئا مُحرما أو ممنوعا ، وهذا الشىء الممنوع هو النطق باسم الله . ولو أنَّ التلاميذ قالوا سبحان الرب أو سبحان الإله لما غضب الفريسيون وطالبوا المسيح عليه السلام أن يمنع تلاميذه من التلفظ باسم الرب .
.. وقول المسيح عليه السلام " إن سكت هؤلاء ـ التلاميذ ـ فالحجارة تصرخ " فيه بيان بأنَّ التلاميذ قد نطقوا بشىء عظيم واجب النطق به فى الشريعة ولكن تقاليد الشيوخ حرَّمته على الناس . فإن لم ينطق التلاميذ المؤمنون بالاسم الذى جاء به المسيح عليه السلام فإنَّ الحجارة سوف تنطق وتظهر الحقيقة بذكر اسم الله للناس .
.. فإن نظرنا إلى الأصل اليونانى وبحثنا عن الكلمتين ( الله ، الرب ) المذكورتين فى النصّ لوجدناهما على الترتيب ( ثيوس θεον ) و ( كيريون κυριου ) وهما ليسا بأسماء علم للإله المعبود . ولكنهما أسماء جنس بمعنى إله وسيد على الترتيب ، وهما لا يستوجبان الانكار والنهى عند الفريسيين . فالترجمة اليونانية غير صحيحة لعدم ذكرها للاسم العلم المقدس الذى نطق به التلاميذ .
.. وفى قول التلاميذ ثانيا : " مبارك الملك الآتى باسم السيد ( كيريون κυριου ) " يفيد بأنَّ ذلك الآتى ـ كيريون ـ وجيه أو سيد أو رب بمعنى رئيس وليس بمعنى إله يُعْبدُ مثل قولنا رب البيت ورب الأسرة . فالمطلوب البركة له فى قول التلاميذ مبارك ، فهو شخصية إنسانية وجيهة . وحسب المعنى المراد من كلمة الآتى يكون للفقرة معنيان :
ــ إن كان كاتب الإنجيل يقصد الحدث الماضى والحاضر من كلمة مبارك . فإنَّ النصّ يتكلم عن المسيح عليه السلام .
ــ وإن كان كاتب الإنجيل يقصد الحدث المستقبلى من كلمة مبارك . فإنَّ النصّ يتكلم عن شخصية انسانية وجيهة ستأتى فى المستقبل مطلوب لها البركة .
فالتلاميذ قد علموا اسم الله المقدس ، ونطقوا به عند دخولهم القدس وبصوت مرتفع قائلين : سبحان الله . تماما كما يفعل المسلمون . وكما يجب أن يفعله المسيحيون أسوة بتلاميذ المسيح عليه السلام واتباعا لنصّ الرسالة إلى العبرانيين ( 2 : 12 ) " أخبر باسمك إخوتى وفى وسط الكنيسة أسبحك " .
ومن بعد بعثة المسيح عليه السلام تبَنَّى فريق من أتباع المسيح عليه السلام لغة اليونان بديلا عن لغة المسيح الآرامية فى تسجيل القصص الدينية عن حياة المسيح وأحداث بعثته عليه السلام  أخذا عن شهود العيان المجهولين كما قال لوقا فى بداية إنجيله ( 1 : 1ـ 2 ) . وهؤلاء الأتباع ذوى اللسان اليونانى هم الذين أطلقوا على أنفسهم فى أنطاكية ولأول مرة اسم المسيحيين ( سفر الأعمال 11 : 26 ) .. تفرقة بينهم وبين أتباع المسيح عليه السلام من بنى إسرائيل المتكلمين باللسان الآرامى والذين كانوا يقيمون أحكام التوراة والإنجيل . والمعروفين باسم النصارى كما ورد ذلك فى المصادر المسيحية ( راجع أعمال 24 : 5 ) .
قلت جمال : المهم هو أنَّ طائفة النصارى هذه قد انقرضت ولا وجود لها الآن من بعد أن تغلبت عليها طائفة المسيحيين اليونان . ومن نصوص القرآن الكريم علمنا بوجود بقايا من طائفة النصارى بين العرب إبَّان فترة ظهور الاسلام . وإن ظل اسم النصارى يطلق على معتنقى الديانة المسيحية من العرب حتى تنصَّلوا من هذا الاسم من بعد أن احتل المستعمرون المسيحيون البلاد العربية ..!!
          ومن النبذة التاريخية السابقة نجد أنَّ المسيحيين اليونان هم الذين نشروا المسيحية  بين الأمم المختلفة وباللسان اليونانى . فجميع أصول ووثائق العهد الجديد كلها مكتوبة باليونانية . ولا يوجد كتاب واحد أو حتى ورقة واحدة مسيحية مكتوبة بلغة المسيح عليه السلام الآرامية الغربية التى كانت منتشرة فى عصره فى فلسطين . وللأسف الشديد أنَّ كتبة الأناجيل اليونانية وباقى كتب العهد الجديد لم يتقيدوا بالحِفـَاظِ على الأسماء الآرامية كما هى بعد نقلها إلى اليونانية وخاصة اسم الله كما نطقه المسيح عليه السلام بلسانه المبارك . ولم يلتزموا بالنقل من الترجمة الآرامية لأسفار العهد القديم التى كانت متداولة بين يهود بنى إسرائيل إباَّن فترة بعثة المسيح عليه السلام والمعروفة عند العلماء باسم الترجوم الفلسطينى أى الترجمة الفلسطينية . ولكنهم التزموا بالنقل من الترجمة اليونانية للعهد القديم والتى قام بترجمتها يهود الاسكندرية فى حوالى سنة 250 قبل الميلاد والمعروفة عند العلماء باسم الترجمة السبعينية .
وقد علمنا فيما سبق أنَّ اليهود قد حذفوا اسم الله من كتابهم ووضعوا بدلا منه الحروف الأربعة ( ى هـ و هـ ) , وحَرَّموا على أنفسهم التلفظ بالاسم . فما بالك بترجمة وضعوها بأمر الامبراطور اليونانى الوثنى ولغير اليهود ..!!
          قطعا لن يذكروا فيها اسم الله وهذا هو الذى حدث ولا تزال تلك الترجمة بين أيدى علماء المسيحية وتـُبَاعَ فى الأسواق وليس فيها ذكر لاسم الله . هذه الترجمة هى التى اعتمد عليها مؤسس الديانة المسيحية العالمية ـ بولس الطرسوسى ـ وباقى كتبة الأناجيل والرسائل ولذا خلت الأناجيل من ذكر اسم الله فيها واستعيض عنه بالكلمتين اليونانيتين كيريوس و ثيوس الواردتان فى الترجمة السبعينية .
          ومن اليونانية وُضِعَتْ الترجمات اللاتينية والقبطية والسريانية ثم سائر الترجمات الأوروبية المعروفة وكلها قد خلت من ذكر اسم الله فيها . وقد حاولت بعض الترجمات الأوروبية من بعد عصر النهضة أن تنهل من نصوص النسخة العبرية الماصورتية التى تم الإنتهاء منها فى القرن العاشر الميلادى ظنا منهم أنها أصَحَّ وأدَقَّ من الترجمة السبعينية . فظهرت فى بعض هذه الترجمات القياسية الجديدة الكلمة يهوه التى تشير إلى اسم الاله المعبود ومرادفها الإنجليزى جيهوفا . ولكن بعدد محدود وفى أماكن مُعَيَّنـَة خلاف النسخ العبرية الحديثة ..!!
بالنسبة للمسألة الخامسة هل للرب اسم واحد أم عدة أسماء ..!؟
فأقول ومن الله التوفيق والسداد : فى الحقيقة أنَّ الأسماء لها أنواع تعرف بها . فمنها أسماء الأعلام والتى يطلقون عليها فى الإنجليزية عبارة ( Personal names ) أى أسماء الأشخاص ومنها الأسماء الدالة على الجنس والنوع        ( Generic names ) مثل رجل وغلام وفتاة وأسد وحصان وسفينة وطائرة وسيارة ، وإله ونبىّ وكتاب . ومنها الأسماء الدالة على الصفات مثل غنى وفقير وصحيح وسقيم ، وكريم وحليم وقوى وضعيف ، وعَلىّ وأعلى . ومنها أسماء العناوين ( Titles ) مثل مسيح ومسـِّيـَّا ورسول وسفير ، وعائلة وقبيلة وعشيرة .     
          والخلط بين هذه الأنواع يُحبط القدرة على الفهم والتمييز ويوجب سوء الفهم والانحراف عن القول السليم . فإن سألك سائل عن إسم ( إله ) فهو قطعا يسألك عن الاسم العلم ( Personal names ) لأنَّ كلمة ( إله ) تدل فى أصلها على اسم جنس ( Generic names ) فهو يسألك عن اسم إله معيَّن من بين عدة آلهة .
فالاسم العلم أكثر تحديدا وتمييزا عن اسم الجنس والنوع . وقد يشير اسم الجنس إلى الاسم العلم إذا دخلت عليه بعض الكلمات التوضيحية ، مثل قولنا إله العالمين أو إله السماوات والأرض . وقد تضاف علامة التعريف الـ إلى اسم الجنس لتدل على الاسم العلم ولكن بالاشارة وليس بالتصريح مثل قولنا الإله فنحن نعنى شخص الإله الذى نعرفه ونشير إليه بدون ذكر اسمه . وقس على ذلك قولنا الرب والنبىّ بمعنى الرب المعبود ونبيه المعروف ، وليس فيهما ذكر لاسم الإله أو اسم النبىّ .
          فقول المسيح عليه السلام " أنا جئت باسم إلهى " معناه أنَّه قد جاء به مكتوبا فى الإنجيل يقرأه الناس . أو مسموعا من فمه الشريف حتى يتمكن العباد من نطقه على الوجه الصحيح . وهذان شرطان أساسيان فى الاسم العلم .
فإن قلت لصديق لك تعرفه جيدا : يا رجل أو يا سيدى أو يا حضرة . فقد تجاهلت اسمه وربما أشعرته بأنك لا تعرف اسمه . وهذا خلاف مناداتك له باسمه كأن تقول له يا محمد أو يا جرجس . وهذ هو بالضبط الذى حدث مع اسم الله . فكيف يقولون أنَّ اسمه الرب والإله ..!؟ مع أنَّ الله سبحانه وتعالى يقول فى سفر أشعيا ( 52 : 6 ) : " عبادى يعرفون اسمى " .
والمتتبع لنصوص الأسفار اليهودية والمسيحية باحثا عن اسم الإله المعبود سوف يلفت انتباهه الخلط الكبير بين أسماء الجنس والنوع وبين أسماء العناويين دون ذكر الاسم العلم للإله المعبود . ويجد أيضا إضفاء أداة التعريف على أسماء الجنس مثل كلمة الرب وأحيانا استخدام عبارات التميز مثل رب الجنود . يقصدون جنود بنى إسرائيل فقط ..!! وأحيانا نجد عبارة الرب الإله . وكل ذلك ليس فيه ذكر للاسم العلم للإله المعبود .
وقد دأب أحبار اليهود على رفع شأن أسماء الجنس والنوع والصفات لإلههم المعبود ، والخلط بينها حتى يتوهم القارىء أنَّ لإله إسرائيل عدة أسماء حتى يحافظوا على سِرِّية إسم إلههم وعدم نشره بين العالمين .
          وحيث أنَّ المسيحيون قد ورثوا الكتاب من اليهود وإن لم يعملوا بكل ما فيه فتبنوا القول بأنَّ إله العهد القديم له عدة أسماء هى فى الحقيقة ليست بأسماء . وإنما هى صفات وعناوين وإشارات ترمز للإله . ففى العبرية إيل وإلوهيم وأدون والكلمة المكونة من الأربعة حروف ( ى هـ و هـ ) ، ورب الجنود ورب إسرائيل والإله العلى وبعل بريت ( رب العهد ) وإيل بريت ( إله العهد ) . وفى اليونانية ثيوس بمعنى إله وكيريوس بمعنى رب .
          وضاع الاسم العلم من الترجمات اليونانية للعهد الجديد بما فيها الكلمة ذات الأحرف الأربعة ( ى هـ و هـ ) . ومنها أخذت سائر الترجمات اللاتينية والسريانية والقبطية وباقى لغات العالم المسيحى . كلُّ يكتب على هواه وما تمليه عليه قواعد لغته من أسماء عدة للإله المعبود ليس من بينها الاسم الموحى به إلى كليم الله موسى عليه السلام أو الذى أظهره المسيح عليه السلام لقومه وتلاميذه .  
من هنا كان السؤال عن اسم الإله المعبود صدمة لكل المتدينين المسيحيين فهم لا يعرفون له اسما معينا ولكنهم يعرفون له عناوين وعبارات تدل عليه . مثل قولهم أبانا الذى فى السماء ، والرب الإله ، والرب .
وأسفار العهد الجديد كلها خالية تماما من اسم الإله المعبود كأنه ليس له اسم معروف ..!! وقد ذهب كثير من علمائهم الذين فرَّقوا بيين أسماء الجنس والنوع والصفات إلى القول بأنَّ إله السماوات والأرض ليس له إسم ..!!
          والمدقق فى أسفار الكتاب بعهديه القديم والجديد سوف يلاحظ شيئا هاما ربما لم ينتبه إليه أحد ، ألا وهو خلو الكتاب بأكمله من صيغة الجمع لكلمة أسماء منسوبة إلى الإله المعبود ..!! فجميع الفقرات تتكلم عن اسم الإله بصيغة الإفراد فقط ( اسمى وردت 97 مرة ، اسمك وردت 109 مرة ، اسمه وردت 108 مرة ) من هنا أقول بأنَّ إله العهدين القديم والجديد ليس له إلا إسما واحدا هو الذى يرمز إليه اليهود بالحروف الأربعة ( ى هـ و هـ ) .
          فموسى عليه السلام قال للإله الذى أرسله : " حينما أقبل على بنى إسرائيل وأقول لهم إنَّ إله آبائكم قد بعثنى إليكم وسألونى : ما اسمه ؟ فماذا أقول لهم ؟ فأجابه الإله : أهْيَة الذى أهْيَة . وأضاف قائلا : هكذا تقول لبنى إسرائيل أهْيَة هو الذى أرسلنى إليكم " ( خروج 3 : 13 ، 14 ) .
والمسيح عليه السلام قال " أظهرت اسمك للناس الذين وهبتهم لى من العالم " و  " قد عرَّفتهم اسمك وسأعرفهم أيضا " ( إنجيل يوحنا 17 : 6 , 26 ) . فلم يقولا عليهما السلام أسمائك . ولا يوجد فى العهدين القديم والجديد فقرة تتكلم عن أسماء للإله بصيغة الجمع . ولا وجود ولا أثر للأسماء الحسنى أو ما يعادلها .
من هنا كانت الدواعى مُلحَّة فى ذكر بشارة المسيح عليه السلام بالآتى من بعده باسم الله فقال عليه السلام فى إنجيل متى ( 23 : 39 ) " لن تروننى من الآن حتى تقولوا مبارك الآتى باسم الرب " . وجاء المُبَشَّرُ به صلى الله عليه وسلم ومعه أسماء الله الحسنى كلها , تسع وتسعون إسما ليس من بينها الكلمة ذات الحروف الأربعة ..!!
          ولأهمية اسم الله فى أسفار العهد الجديد أذكر لقارئى الكريم البحث التالى : قد لا يُعيرُ بعض الناس اهتماما بمدى خطورة حذف الاسم المقدس وإثبات كلمة الرب مكانه فى النصوص ، ظنا منهم بأنَّ المعنى لن يتغير ، ولكن الأمر أخطر مما يظنون فكلمة الرب تعتبر من الكلمات العامة التى تحتاج إلى تحديدٍ لمعناها يَصْرفُها إلى الخالق سبحانه وتعالى وحده . كأن تقول : رب العالمين أو رب الناس أو رب الفلق أو حتى رب الجُنودِ ورب صهيون إلى غير ذلك من عبارات مُحَدِّدَة للمعنى المراد .
كما أن هناك أرباب كثيرون ، وصيغ الجمع من كلمة رب معروفة معترف بها فى جميع اللغات ، بل هناك التأنيث والتذكير منها ، وهناك رب حق ورب باطل . ورب عابد ورب معبود . ومع تداخل العقيدة المسيحية بالفلسفة اليونانية ابتعدت المعانى السهلة الواضحة وحوَّمَتْ العقولُ حول اللامعقول . وحَلَّ الضباب الكثيف حول النصوص واختلفت المفاهيم ، كُلٌ يفهَمُ بما يعتقد وبما حفظه من صِغرهِ لا بما يقرأ بعينيه من النصوص ..!! 
          إنَّ حذف اسم الاله من الترجمات اليونانية ، يؤدى إلى عدم فهم المقصود من النصوص ، بل يثير اضطرابا وفوضى بين المسيح عليه السلام وبين الله عزّ و جلّ . ولنضرب لذلك مثلا ولله المثل الأعلى : قال بطرس ـ سِمعان ـ ( أع 2 : 21 ) : " كل من يدعو باسم الرب ( κυριου ) يخلص " . وقال بولس     ( رومية 10 : 13 ) : " كل من يدعو باسم الرب ( κυριου ) يخلص " .
فمن هو المقصود بكلمة الرب ( كيريون κυριου) هنا ..!؟
يظن كثير من المسيحيين أنَّ الرب هنا هو المسيح عليه السلام . وهذا خطأ جسيم وخلل فى فهم النصّ نتج عن حذف اسم الاله المعبود . ولكن بعد قراءة النص بتأنِّى سوف نجد أنَّ بولس وسِمْعَان كانا يتحدثان عن الله وليس عن المسيح عليه السلام  حيث استشهد كل منهما بنصّ يوئيل ( 2 : 32 ) القائل : " كل من يدعو باسم الرب ( ى هـ و هـ ) يخلص " .
وقطعا فإنَّ كلمة كيريو اليونانية غير الأحرف العبرية الأربعة ( ى هـ و هـ ) ولا سيَّمَا أنَّ مفهوم النصّ وصريحه يشيران إلى أنَّ الكلمة المبحوث عنها هنا عبارة عن اسم للإله المعبود ، والاسماء لا تترجم وإنما تنقل كما هى على أصل منطوقها فى لغتها الأصلية . ولو كان المقصود منها هو المسيح عليه السلام لكانت العبارة هكذا " كل من يدعو باسم المسيح يخلص " . وكلمة المسيح فى اليونانية هى كرستو أو خرستو حسب صحة التصويت اللغوى وهذا لم يحدث فى النصّ فعلمنا يقينا أنَّ المقصود ليس هو المسيح عليه السلام  بمعنى أنَّ الكلمة تشير هنا إلى اسم رب العالمين الذى تم حذفه من النصوص وليس إلى المسيح عليه السلام
وبمناسبة ذكر الخلاص والمُخلِّص ، فإنَّ المُخلِّص من الذنوب والآثام هو الله رب العالمين وليس المسيح عليه السلام  كما يعتقدون . اقرؤا معى وتمَعَّنُوا فى قول السيدة مريم عليها السلام كما ورد فى إنجيل لوقا ( 1 : 47 ) : " الله        ( θεφ ) مُخلِّصِى ". وقول بولس ( 1 تيماوس 2 : 3 ) " الله ( θεου( مُخلِّصُنا " . فجاءت الترجمة العربية بلفظ الجلالة الله بدلا من ثيون ، وهى كلمة أخرى غير كيريو التى يوصف بها المسيح عليه السلام وكلّ الوُجَهَاءِ من الناس ورؤسائهم فى اليونانية .
ومن الأمثلة التى تدل على أنَّ حذف الاسم من النصّ يُؤدِى إلى جعله غير وافى بالمعنى أو لا معنى له ، نصّ إنجيل متى ( 22 :44 ) " قال الرب لربى .. " وتلك عبارة غامضة ينجلى معناها بعد الرجوع إلى الترجمة العبرية لنصّ المزمور ( 110 : 1 ) بدلا من اليونانية التى لم تفرق بين الكلمتين ..!!
فكلمة الرب الأولى هى اسم رب العالمين الذى تم حذفه من النصّ حتى لا ينطقه القرَّاء ، ثم أشير إليه بالأحرف الأربعة ( ى هـ و هـ ) . أمَّا كلمة رب الثانية فهى الكلمة العبرية أدوناى أى سيدى .
فعندما تقرأ نصّ المزمور ( 110 ) فى الترجمات الإنجليزية سوف تجد فرقا بين الكلمتين ، فعلى سبيل المثال اقرأ فى نسخة ( Living Bible ) تجد النصّ هكذا : ( The God said to my Lord ) ففرقت الترجمة الإنجليزية بين الكلمتين . فكلمة ( God ) تشير إلى إله اليهود القومى ( ى هـ و هـ ) . وكلمة ( Lord ) تشير إلى كلمة أدون العبرية (2) . ولكن للأسف الشديد نجد أنَّ جميع الترجمات المسيحية لذات الفقرة تترجَمُ خطأ عند ورودها فى متى ( 22 : 44 ) وذلك بسبب الخطأ الواقع فى النُسَخ اليونانية ..!!
وكل ذلك مرجعه إلى حذف الاسم المقدس من النصّ عن طريق اليهود أوَّلاً فى ترجماتهم العبرية واليونانية السبعينية ، ثم عن طريق أتباع المسيحية البوليسية ثانيا حيث أخذوا عن النسخة اليونانية السبعينية فوقعوا فى ذلك الخطأ الشنيع وفقدوا اسم إله العالمين من النصّ ..!!
 
إنَّ إعلان اسم الاله المعبود يعنى معرفة العابدين له ومن ثَمَّ تكون عبادتهم له وحده دون سواه . ولا أعلم كيف خرج مؤسسى الديانة المسيحية العالمية ينشرون دعوتهم بين أقوام يعبدون آلهة أخرى (3) . دون أن يُبَيِّنُوا لهؤلاء الناس اسم الاله الجديد الذى يدعون إليه ..!!؟ 
فنرى بولس يقدم دينه إلى أهل كورنتوس ( 1 كو 8 : 6 ) قائلا :        " فليس عندنا نحن إلا إله واحد هو الآب ( πατηρ ) الذى منه كل شىء ونحن له ، ورب واحد هو يسوع مسيح (κυριοςΙησουςχριστος  ) الذى به كل شىء .. " . فقدَّم لهم إلها واحدا هو الآب الآرامى ولكن بصفته وليس باسمه فقال الكلمة اليونانية باتر التى أخِذتْ عنها فيما بعد الكلمة الإنجليزية ( فاذر father ) أى أب . كما قدَّمَ إليهم سَيِّدًا واحدا هو السيد عيسى مسيح ..!!
وظن اليونان أنَّ كلمة آب الآرامية ومقابلها باتر فى اليونانية تؤديان معنى اسم ذلك الإله الواحد ..!!
مع أنَّ من مستلزمات معرفة الإله شيئان أساسيان هما : الغرض أو الهدف من تلك المعرفة . وهو التفرقة والفصل بين ذلك الإله وبينالآخرين من آلهة مزعومة . ثم تبعات تلك المعرفة من تقديم العبادة له وحده . وفى الحالتين لابُدَّ من توافر معرفة الاسم العلم على وجهه الصحيح مكتوبا ومنطوقا . وبالتالى فإنَّ نطق الاسم على الوجه الصحيح بدون لحن فى القول هو المُـتعَيَّنُ حيث أنَّ اللحن إن لم يتعذر فهو الأساس فتغيير الاسم أو ترجمة معناه يعتبر إهانة للخالق سبحانه وتعالى . جاء فى المزمور ( 91 : 14 ) " من عَرَفَ اسم الإله الحق فالله منجيه من المهالك ويرفع ذكره " . فعليك قارئى لعزيز بقراءة كتابى معالم أساسية فى الديانة المسيحية لتتعرَّف على اسم الإله الحق كما ورد على لسان المسيح عليه السلام الآرامى اللغة .
 
وأظهر المسيح عليه السلام اسم الله لقومه ولم يقبلوه منه ثم أضاعه أتباعه من بعده ، وكأنه عليه السلام قد علم بما سيحدث من بعده فقال لقومه مُوَضِّحا ومُبشرا كما ورد فى كل من إنجيلى متى ( 23 : 39 ) ومرقس ( 11 : 9 ) : " لن ترونى حتى يأتى القادم باسم الله " .
وجاء القادم بـ ( اسم الله ) ونشر الاسم الجليل فى الآفاق وكان أول ما نزل عليه من القرآن قوله تعالى ] اقرأ بسم ربك الذى خلق [ فقرأ بـ اسم رَبِّهِ ما أنزل إليه . وبعدد سور القرآن الكريم الأربعة عشر ومائة نجد قوله تعالى ] بسم الله الرحمن الرحيم [ وفى كثير من آياته الشريفة نجد اسم مُنَزِّل ذلك الكتاب المبين أقصد البصمة الإلهية على ذلك الكتاب الكريم . ولم يأت محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم باسم واحد لله ولكنه جاء للعالمين ومعه تسعة وتسعون اسما . ولأول مرة تعرف البشرية المصطلح القرآنى الأسماء الحسنى . لقد استكثروا على الله أن يُذكر له اسم واحد فى أسفار كتابهم . فجاءهم القادم باسم الله ومعه الأسماء الحسنى كلها..!!
          فيا من تؤمن بـ ( اسم الله ) . هل بحثت عن الاسم الذى تثنى به على ربك فى صلاتك بقولك " أبانا الذى فى السموات ليتقدس اسمك .. " ..!؟
إنَّ من أعظم الثناء على الله هو أن تدعوه باسمه الذى أظهره المسيح عليه السلام وعرَّفه لأتباعه المؤمنين . ولا يضيق صدرك لأنَّ المسلمين يعرفونه وبه يُعْرَفُون بين الأمم ألم تقرأ ما قاله يعقوب فى مجمع القدس ( أعمال 15 : 14 ) " استمعوا لى أيها الأخوة أخبركم سِمْعَان كيف تفقَّد الله منذ البداية غير اليهود ليتخذ من بينهم شعبا يحمل اسمه " ..!؟ فالمسلمون هم الذين يحملون اسم الله . وهكذا ترون أنَّ المسيح عليه السلام قد بشَّر بالقادم باسم الله ، وأنَّ حوارى المسيح وتلميذه الأكبر سِمْعَان قد بشَّر بالشعب الذى يحمل اسم الله .
 
فأين يا عباد الله " الذين يتقون الله , والمتفكرون فى اسمه المقدس . الذين يكتبهم الله فى سِفر التذكرة ..!؟ " ( ملاخى 3 : 16 ) . وأين يا عباد الله الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم .. !؟ ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها . و " مَجِّدُوا الله معى , ولنعظم اسمه معا .. " ( مزمور 34 : 3 ) .
وبالنسبة للمسألة السادسة بخصوص كشف الستار عن  ذلك الآتى باسم الرب ..!؟ هل هو المسيح نفسه أم أحد غيره ..!؟ أقول ومن الله التوفيق :
لقد سبقت الاشارة إلى القادم باسم الله ، وذلك أمر يدعو إلى الدهشة والتساؤل لدى المسيحيين ، فلن تعثر على شرح لتلك الفقرة فى شروحهم للأناجيل . كأنَّ الأمر غير وارد أساسا ، أو أنهم لا يرون ذلك النصّ بعيونهم جيدا ..!!
          وسوف أذكر للقارىء هنا النصّ ثانية من إنجيل لوقا كما ورد فى الترجمات العربية المعاصرة , حتى نتبين طريقنا الصحيح أثناء شرح النصّ .
 
نسخة فانديك المعتمدة ط 1977
نسخة كتاب الحياة ط 1988
 
الحق أقول لكم إنكم لا تروننى حتى يأتى وقت تقولون فيه : مبارك الآتى باسم الرب .
 
 
أقول لكم إنكم لن ترونى أبدا حتى يأتى وقت تقولون فيه : مبارك الآتى باسم الرب .
 
نسخة الكاثوليك ط 1993
نسخة الآباء اليسوعين ط 1991
 
أقول لكم لا ترونى حتى يجىء يوم تهتفون فيه : تبارك الآتى باسم الرب .
 
أقول لكم لا تروننى حتى يأتى يوم تقولون فيه : تبارك الآتى باسم الرب .
 
 
          لقد قيل هذا النصّ عقب خروج المسيح عليه السلام من أورشليم القدس ومن بعد أن استقبلته الجموع أثناء دخوله للمدينة بهتاف " مبارك الآتى باسم الرب " ( متى 21 : 9 ) ومن بعد أن تساءل أهل المدينة المقدسة عنه بقولهم " من هو هذا ..؟ فأجابت الجموع : هذا هو عيسى ( Ιησους ) النبىّ الذى من الناصرة بالجليل " . فالجموع السائرة فى موكب المسيح أثناء دخوله للمدينة هم الذين قالوا : " مبارك الآتى باسم الرب " . وهم الذين قدَّمُوه إلى أهل أورشليم بقولهم " هذا هو عيسى النبىّ ... " . فيفهم من هذا النصّ معنيان هما :
          1 .. أنَّ عيسى النبىّ عليه السلام قد جاءهم باسم الله من قبل أن يدخل إلى القدس . وأنه سوف يأتيهم مرة ثانية باسم الله حين يأتى ذلك الوقت أو اليوم . هذا إذا كان القادم باسم الله المذكور فى النصّ هو المسيح عليه السلام . ولكن النصّ قال بأنهم لن يرونه منذ تلك اللحظة حتى يقولوا مبارك الآت باسم الله ، أى أنهم سيقولن عبارة " مبارك الآت باسم الرب " أولا عند إتيان ذلك الوقت أو اليوم ثم من بعد ذلك سيرون المسيح ثانية . ولا توجد فى أسفار العهد الجديد كله فقرة واحدة تثبت أنهم قالوها من بعد أن خرج المسيح عليه السلام من القدس وإلى الآن .
          2 .. أنَّ هناك آت آخر باسم الرب غير عيسى النبىّ ، سيأتى من بعده . وأنَّ ذريتهم من بعدهم سوف يقولون مبارك الآتى باسم الله . وبعدها سيرون المسيح عليه السلام أثناء مجيئه الثانى فى آخر الزمان . وهذا المعنى الثانى أكثر احتمالا وترجيحا وموافقة لصحيح المعقول وصريح المنقول ومنعا لتشتت الذهن والفكر . 
فقد أتاهم عيسى النبىّ عليه السلام باسم الله وأظهره وبينه لهم كما سبق إثباته . وبعد أن خرج المسيح عليه السلام من المدينة نظر إليها وإلى أهلها وقال : " يا أورشليم .. يا أورشليم .. يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها ، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ، فلم تريدوا . ها إن بيتكم يترك لكم خرابا . فإنى أقول لكم إنكم لن ترونى من الآن حتى تقولوا مبارك الآتى باسم الرب " . وهذا النصّ يتكلم عن المستقبل سواء كان قريبا أو بعيدا . فقوله عليه السلام لن ترونى من الآن يفيد بأنهم لن يرونه من بعد خروجه من المدينة لا فى هذا اليوم ولا فى الأيام التالية . وإتيانه بـ لن يفيد بمنع الرؤية على التأبيد .
لن يرونه أبدا كما جاء فى نصّ لوقا من نسخة كتاب الحياة . وهذا النصّ الخطير جدا يهدم كل ما قيل عن رؤيته والقبض عليه فى مساء ذلك اليوم أو الأيام التالية . ولذلك لم يتناوله غالبية الشراح فى شروحهم للأناجيل ، ومن حاول منهم الكلام عنه أحاله إلى آخر الزمان وقال بأنَّ النصّ نبوءة مسـِّيـَّانية بالمجيىء الثانى للمسيح ..!!
          ومرجع ذلك كله هو الاعتقاد بأنَّ ذلك الآتى باسم الله هو المسيح عليه السلام . فحاروا وداروا ولم يعترفوا بأنَّ هناك آت آخر باسم الله من بعد المسيح عليه السلام . مع أنَّ هناك نصوص كثيرة تتكلم عن وجود قادم آخر. فهاهم تلاميذ نبىّ الله يحيى بن زكريا عليهما السلام يذهبون إلى المسيح عليه السلام ويقولون له " أأنت هو الآت .!؟ " ( لوقا 7 : 19 ) فلم يقل لهم المسيح عليه السلام أنه هو ، وإنما أشار إلى المعجزات التى أجراها الله على يديه ليعلموا أنه هو المسيح وليس ذلك الآتى باسم الله .    
فقوله عليه السلام لن ترونى ( أبدا ، من الآن ، بعد اليوم ) حتى ( يوم ، وقت ) تقولون فيه مبارك الآتى باسم الله . كلام صدق وحق ومن قال بغير ذلك هو الكاذب والمفترى على المسيح عليه السلام . وهم يشهدون بأنَّ المخاطبين بكلام المسيح عليه السلام لم يقولوا من بعد ذلك اليوم " تبارك الآتى باسم الرب " للمسيح حيث لم يأتهم ذلك الوقت أو اليوم إلى الآن ليقولوا تلك العبارة ..!!
فهم منتظرون لذلك الوقت أو اليوم حتى يقولوها ..!! ولقد جاءهم المسيح عليه السلام من قبل باسم الله فضيَّعوه وحذفوه من أناجيلهم .
          وبالنسبة للمسألة السابعة بخصوص معنى كلمة كلمة مُبَارَك فى الأصول اليونانية ومقابلها العربىّ فأقول وبالله التوفيق : إنَّ كلمة تبارك لا تقال فى العربية إلا لله عز وجل . فتقول " تبارك الله " ولا تقول تبارك فلان مهما كان . لأنَّ معناها تقدس وتنزه وذلك لا يكون إلا لله عز وجل . وأمَّا فى حق غيره سبحانه وتعالى فنقول مبارك ، مثل كتاب مبارك وبيت مبارك وشجرة مباركة .. وهكذا . والكلمة اليونانية الواردة فى فقرة إنجيلى متى ( 23 : 39 ) ولوقا ( 13 : 35 ) هى ( Ευλογημενος ) وتنطق ( يولوجينوس ) حسب ما جاء فى القاموس اليونانى الكتابى للعهد الجديد ( Thayers Greek English Lexicon  ) الصفحات ( 259 ، 260 ) وهذه الكلمة تحمل الرقم   ( 2172 ) . ومعناها فى القواميس اليونانية باللغة الإنجليزية كما جاء فى القاموس السابق ذكره هو : يسأل ـ يطلب ـ النعمة عليه ( to invoke blessing ) . أو بمعنى يسأل الله أن يسبغ عليه نعمته (to ask God,s blessing on a thing  ) .
وهى بالمعنى الإسلامى طلب الصلاة عليه من الله عز وجل . والصلاة من الله على عبد من عباده معناها أن يسبغ الله عليه نعمته . مثل قولنا صلى الله عليه وسلم أو عليه السلام . فالكلمة الإنجليزية ( blessed) معناها المُنعَمُ عليه بفتح العين وليس بكسرها . فمن الخطأ الشنيع أن يكتب المترجمون هذه الكلمة بالعربية تبارك ، ويا ليتهم كتبوها مبارك حتى لا يتوقف عندها الناطقون بالعربية ..!!
ألم تكن فى الترجمات العربية المعتمدة مثل النسخة الوطنية فانديك وكتاب الحياة مكتوبة مبارك كما هو ماثل أمامك فى الجدول السابق . فلم غيرها المترجمون فى النسخ الأحدث عهدا إلى تبارك ..!!؟
           ونستكمل الشرح فأقول : انظروا معى أيها القراء إلى العبارة ( مبارك الآتى باسم الرب ) ثم اسألوا العقلاء من كل ملة ودين . هل الآتى هنا فى هذه الفقرة هو الرب أم غيره ..!؟ فهناك شخصان مذكوران فى العبارة : الآتى و الرب وليس شخصا واحدا كما يقول المسيحيون جميعا عالمهم وجاهلهم ..!!
فإن كان الرب عندهم هو المسيح ، فالآتى شخص غيره وإلا اختل معنى وتكوين العبارة لتصبح هكذا : ( مبارك الآتى باسم الآتى ) أو ( مبارك الرب باسم الرب ) ..!! فهناك إذا شخص آتٍ من بعد المسيح . والجموع ونسلهم من بعدهم لن يروا المسيح منذ خروجه من المدينة المقدسة إلا بعد أن يقولوا مبارك الآتى باسم الله .
ولقد جاءهم المسيح عليه السلام أثناء بعثته باسم الله كما سبق بيانه . ولذلك قال الناس عند دخوله لمدينة القدس " مبارك الآتى باسم الله " . وقال لهم عليه السلام عند خروجه من مدينة القدس " لن ترونى من الآن حتى تقولوا مبارك الآتى باسم الله " .
فهناك إذا فقرتان تتكلمان عن الآتى باسم الله :
أولاهما قالها الناس للمسيح عند دخوله للقدس .
والثانية سوف يقولها أحفادهم وذرياتهم من بعدهم للقادم الآخر باسم الله من قبل أن يروا المسيح على الأرض للمرة الثانية فى آخر الزمان ..!!
 وجاء ذلك الآتى باسم الله ومعه تسعة وتسعون اسما لله عز وجل ، وقال ويقول الناس عند ذكر اسمه ( Ευλογημενος ) أى صلى الله عليه وسلم فهو المُنعَمُ عليه .
وفى آخر الزمان وفى عهد خليفته سينزل المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ليراه الناس للمرة الثانية بعد أن قالوا صلى الله عليه وسلمΕυλογημενος ) لمن جاء لهم باسم الله . فهل من مؤمن مصدق بما جاء به المسيح عليه السلام ..!!؟
اللهم ألا إنى قد بلَّغت اللهم فاشهد

وصلى الله وسلم على مُحَمَّدٍ خاتم الأنبياء والمرسلين

 من كتاب  نبي أرض الجنوب

ع .  م / جمال الدين شرقاوى

 

الهوامش

(1) .. نقلا عن كتاب (     156 The Sacred Name v1 page ) .  

 (2) .. راجع الشرح المستفيض لهذه الفقرة فى كتابى " المسيح الهارونى والمسيح الداودى " .

(3) .. يقول بولس ( 1 كورنتوس 8 : 5 ) : " وما أكثر تلك الآلهة والأرباب " .
  أرسلت في الأثنين 01 مارس 2010 اعتمد بواسطة abasheikh  


 

روابط ذات صلة
 · زيادة حول - الدليل والبرهان
· الأخبار بواسطة abasheikh


أكثر مقال قراءة عن - الدليل والبرهان:
محمد في الكتاب المقدس

  .  

تقييم المقال
 
المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

  .  

خيارات
 
 صفحة للطباعة صفحة للطباعة

  .  

"القادم بـ اســــــم الله" | دخول/تسجيل عضو | 0 تعليقات
اكتب اسمك أسفل تعليقك.

التعليق غير مسموح للضيوف, الرجاء التسجيل

عبد الباسط عبد الصمد

الرد على القمص إبراهيم لوقا

تنزيه القرآن الكريم

العقيدة المسيحية

الأسفار القانونية الثانية والأبوكريفا

الله واحد أم ثلاثة


برهانكم للرد علي شبهات النصارى مكرس للرد علي ترهات النصاري وتطاولهم علي الإسلام .. حقوق النشر متاحة للجمع ونرجوا ذكر صفحة المقال واسم الكاتب ..