التبعية الإلهية في القرون الأولى المسيحية

الإبن الإله أقل مرتبة من الآب الإله، والروح القدس الإله أقل مرتبة من الآب والإبن الإله

تجميع وترتيب وتحقيق: ترجمان القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، اللهم إن أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأشهد أن محمداً هو عبدك ورسولك، وخليلك وصفيك، وخاتم أنبيائك، وأشهد أن عيسى ابن مريم، عبدك ورسولك، وكلمتك ألقيتها إلى مريم، وروح منك، وأشهد أننا كلنا عبادك وبنو عبادك، لا معبود سواك يارب العالمين.

أما بعد

هذه مقالة بسيطة عن عقيدة التبعية Subordinationismفي أوساط المسيحية الأولى، فما هي عقيدة التبعية؟

التبعيةأوالتراتبيةعقيدة كانت شائعة في القرون المسيحية الأولى تقوم على مبدأ أن: الآب أعظم من الإبن والروح القدس، والإبن أقل من الآب وأعظم من الروح القدس، والروح القدس أقل من الآب والإبن، فهناك تفاوت بين ( الآلهة !! )، فأقنوم أعظم من أقنوم، وأقنوم أقل من أقنوم .. فهناك دائماً امتياز أقنوم الآب على باقي الأقانيم، وامتياز أقنوم الإبن على أقنوم الروح القدس. وكما قلنا، فإن هذه العقيدة كانت منتشرة، وبشدة في الأوساط المسيحية الأولى، وهذا إلى غاية منتصف القرن الرابع تقريباً.

يقول العالم هنري باتينسونواصفاً هذه العقيدة [1]

صحيح أن عقيدة التبعية Subordinationismكانت أورثودكسية ( الإيمان المستقيم لـ ) ماقبل مجمع نيقية، غير أنها عموماً لم تكن معلنة بشكل صريح للغاية.

كما نرى، فكما أن عقيدة الطبيعة الواحدة والمشيئة الواحدةهي العقيدة ( الأورثودكسية: الإيمان المستقيم ) المعتمدة من طرف الكنيسة الأورثودكسية المصرية في الوقت الراهن، فإن عقيدة التبعيةهي العقيدة التي كان عليها المسيحيون في ما قبل مجمع نيقية، أي قبل سنة 325م.

نفس الكلام يأكده الأسقف ريشارد هانسونإذ يقول [2]:

بالفعل، إلى أن بدأ أثاناسيوس في الكتابة، فإن كل لاهوتي منفرد، من الشرق أو الغرب، كان يفترض شكلاً معيناً من عقيدة التبعية، ومن الممكن، حوالي 300م كانت موصوفة بأنها جزء ثابت من العقيدة الكاثوليكية

فهي كانت جزء راسخ ثابت في العقيدة الكاثوليكية ( أي العقيدة الجامعة )، وكل لاهوتي، من شرق كان أو من الغرب، فإنه كان له شكل من أشكال هذه العقيدة حتى وإن لم تكن موحدة بينهم.

يعود نفس الرجل في كتاب له ليقول [3]:
تقريباً، كل اللاهوتيين الشرقيين كانوا يؤمنون بأن الإبن كان تابعاً للآب قبل التجسد(…) باستثناء أثاناسيوس، تقريباً كل اللاهوتي، من الشرق والغرب، قد قبل شكل من أشكال التبعية، وهذا على الأقل حتى سنة 355م.

فهاؤلاء اللاهوتيين كانوا يؤمنون بأن الإبن تابع للآب ( أي في مرتبة ثانية بعده )، وهذا ليس بعد التجسد كما يقول بعض المدلسين، لكن الكلام واضح، الإبن في مرتبة ثانية من الآب قبل وبعد الصلب، فهذه كانت عقيدة الجميع، هذا إلى غاية سنة 355م، وهناك اختلاف في التواريخ بين المراجع، المهم أن هذه العقيدة كانت منتشرت إلى غاية منتصف القرن الرابع الميلادي !!

وعن قاموس أوكسفورد للكنسية المسيحية ننقل التالي [4]:
التبعية: التعليم اللاهوتي الذي يهم سواء الإبن باعتباره تابعاً للآب، أو الروح القدس باعتباره تابعاً لهما في نفس الوقت، إن هذا اتجاه مميز في جزء كبير من عقيدة القرون الثلاثة الأولى

فهذه العقيدة لم تكن هرطقة، بل كانت عقيدة أساسية متركزة في الأوساط المسيحية، وإنما سمت بأنها هرطقة ( أي بدعة ) في أزمنة متأخرة من القرن الرابع، ولولا الدفاع المستميت لكل من أثاناسيوس و أوغسطينوس ضد هذه العقيدة التي كانت عقيدة أساسية في القرون المسيحية الأولى، لكان اليوم المسيحيون يؤمنون بثلاثة آلهة الواحد أكبر من الآخر.

يقول الأخوان كرودجر حول هذه العقيدة [5]:

(…) المدانة من طرف مجموعة من المجامع، هذه العقيدة قد استمرت بشكل أو بآخر طيلة تاريخ الكنيسة. آباء نيقية ينسبون إلى الإبن والروح القدس المساواة في الجوهر والكينونة، لكن ينسبون تبعية في الترتيب، الإثنين انبثق وجودهم من الله باعتباره المصدر الأولي الأساسي(…) اللاهوتيين القدامى والجدد قد شهدوا لصالح التبعية في دور الإبن والروح القدس تجاه الآب.

فهذه العقيدة قديمة لدى المسيحيين، وحتى بعد الحكم عليها فيمت بعد من طرف المجامع على أنها هرطقة، إلا أنها لم تنتهي نهائياً، وكنا قال الأخوين فإن العلماء المسيحيين اللاهوتيين قد نظروا دائماً إلى الإبن والروح القدس على أنهما تابعان للآب في مرتبة أقل !!

ويكون أوغسطينوس حسب جيسلار هو أول من نفى عقيدة التبعية عن عقيدة الثالثوث الإلهي، وينقل عنه شارلز هودز كلامه قائلاً[6]:

إنه هو( يقصد أوغسطينوس )، حسب جيسلار،أول من أزال كل فكرة للتبعية – التراتبية – من الثالوث

وكما سبق وقلنا، فإن تقريباً كل اللاهوتيين كانوا يتبنون هذه العقيدة، وكان هناك آباء كنيسة معتبرين كذلك، كانوا أيضاً يروجون إلى هذه العقيدة التي هي اليوم هرطقة باعتبارها عقيدة صحيحة لا لبس فيها، ومن هاؤلاء أوريجانوس.

يقول عنه المؤرخ أسد رستم [7]:

ولكن من يمعن النظر في جميع ما تبقى من آثار أوريجانوس يلمس قولاً بثالوث متدرج أيضاً. فالآب وحده هو الـ ((autotheos )) والـ (( aplous agathos)). أما الإبن فإنه صورة الخير. فقد جاء في رده على كلسوس (15:8): (( فنحن الذين نقول أن العالم المنظور هو تحت إرادة من خلق كل شيئ نعلن أن الإبن ليس أقوى من الآب بل دونه)). وجاء في تعليقه على إنجيل يوحنا (28:14): (( أما نحن الذين نصدق المخلص حين اقل ( أن الآب الذي أرسلني هو أعظم مني ) نعترف أن المخلص والروح القدس أعظم من كل الأشياء التي صنعت ولكننا نعترف أن الآب أعظم منهما بقدر ما هما أعظم من المخلوقات)).

ويقول الدكتور القس حنا الخضريفي فكر أوريجانوس [8]:
يقول لودز ( LODS) في تعلقه على مفهوم أوريجانوس للوغوس إلى الوسيط بين الله والناس ماهو إلا إلهاً ثانياً ( أو ثانوياً ) في عرف أوريجانوس، هو ابن، ولكنه مختلف عن أبيه في الطبيعة، ومن المستحيل مساواته مع الآب، فهو أقل منه درجة أي تابع للآب.

ومن كلام أوريجانوس قوله عن المسيح [9]:
ولهذا نحن ندين اليهود الذين لا يعترفون به كإله، والذي شهدت له العديد من الفقرات في كتابات الأنبياء، إلى درجة أنه قوة عظيمة، وإله بجانب الله وآب لجميع الأشياء.

فهنا أوريجانوس عبر عن الإبن باعتباره – إله – بينما عبر على الآب بـ – الله -، وقد فسر هذا الكلام في تفسيره على إنجيل يوحنا [10]إذ يقول:
إنه( يقصد الإنجيلي يوحنا )يستخدم أداة التعريف عندما يعبر اسم الله أو الإله عن السبب غير المخلوق لكل الأشياء و لا يستخدم أداة التعريف عندما يطلق على الكلمة إلها. الإله من ناحية هو الإله المطلق ( الله ) فالمخلص يقول فى صلاته ( أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك ) , و كل ما هو غير الإله المطلق ( الله ) يصبح إلها بالمشاركة فى ألوهيته, و لا يطلق عليه ببساطة الله أو الإله بأداة التعريف و لكن إله من غير أداة التعريف. بالتالى فإن بكر كل خليقة( يقصد المسيح )هو أول من كان مع الله و أول من اكتسب الألوهية ممجد لدرجة أكبر من كل الآلهة الأخرى بجواره(…) فإن الإله الحق هو الله و من تكونوا بعده هم آلهة هم صورته هو الأصل

ويقول أوريجانوس على فكرة تبعية الإبن للآب [11]:
بالنسبة لنا نحن الذين نقول أن العالم المرئي هو تحت هيمنة ذاك الذي كل شيئ( يقصد الآب ) نعلن أن الإبن ليس أقوى من الآب، لكن أدنى منه، وهذه العقيدة قد بنيناها اعتماداً على أقوال يسوع نفسه (( الآب الذي أرسلني هو أعظم مني )) وليس فينا من هو مجنون لكي يؤكد ابن الإنسان هو رب على الله( أي أعظم منه )، ولكن عندما نعتبر المخلص على أنه (( الله الكلمة ))، (( الحكمة ))، و (( الإستقامة )) و (( الحق ))، نقول بالتّأكيد أن له السيادة على جميع الأشياء والتي أخضعت له بهذه القابليَّة, ولكن لا نقول أن سيادته امتدَّت لتسود على الله والآب الحاكم على الكلّ.

بل وصل الأمر بـ أوريجانوس إلى القول أن الصلاة تكون للآب فقط دون الإبن باعتبار ان الإبن نفسه سجد للآب [12]:

لو عرفنا ماهي الصلاة فعلاً، سنعلم أننا لا نستطيع أبداً أن نصلي لأي شيئ محدث، حتى للمسيح نفسه، لكن فقط لله وآب الجميع، الذي مخلصنا نفسه قد صلى له، كما قلنا سابقاً، وعلمنا( أي المسيح ) أن نصلي(…)

أوريجانوسليس هو الوحيد من الآباء، لدينا كذلك يوستينوس الشهيد، يقول الدكتور القس حنا الخضريعنه [13]:

(…) كما أن يوستينوس يعتقد بأن الإبن أدنى من الآب، وأن الروح القدس أقل من الإبن، فقد كتب يقول: (( إن اللوجوس هو إله وسيد أقل من الله الخالق للكون، وعندما يتكلم عن الثالوث يضع الله السامي في المرتبة الأولى والمسيح في المرتبة الثانية والروح القدس في المرتبة الثالثة. ))

الموسوعة الكاثوليكية الجديدة تقول [14]:
يمكن إيجاد نزعات التابعية – التراتبية – عند هرماس، يوستينوس الشهيد، إيريناوس، ترتليان، إكلمندس السكندري، وأوريجانوس

يوستينوس كان يقول بالتبعية، تبعية الإبن للآب، والروح القدس لهما، يقول عنه توماس ويناندي [15]:

يبدوا، بالنسبة ليوستينوس، أن الكلمة يجب أن يكون أقل ألوهيةًً من الآب، ليس فقط لأنه ينبثق من الآب، ولكن أيضاً لأنه على اتصال مع الخليقة

فكون الآب هو الأصل والإبن منبثق منه، فهذا يجعل من الإبن أقلة في الألوهية من الآب !! أضف إلى ذلك كون الآب عالياً في السماء فوق عرشه، بينما الإبن متجسد في الأرض قريب من الخليقة، مما يجعل منه أقل من الآب في العظمة والرتبة والألوهية.

يأكد المتخصص شاف فيليب عقيدة التبعيةلدى يوستينوسالشهيدبقوله عنه [16]:
إنه( أي يوستينوس ) يؤكد في نفس الوقت، الإتحاد المعنوي بين الشخصيتين الإلهيتين، والتبعية المؤكدة للإبن تجاه الآب.

وسأختم كلامي عن يوستينوس الشهيد بما قاله الأستاذ لي كوكليوتوالذي قول بسراحة [17]:

التبعية – التراتبية -: يوستينوس الشهيد والمدافعون الآخرون يعلمون أن المسيح كان مخلوقاً – مولود وتابع للآب.

نذكر كذلك من الأباء والعلماء المشهورين في الكنيسة قديماً وحديثاً، العلامةترتليان الذي يظن أنه أول من استعمل مصطلح

((الثالوث ))الذي يستعمله كل مسيحي اليوم، هذا العلامة هو أيضاً من الذي كان عندهم عقيدة التبعية.

يقول الأخوان كرودجر يقولان [18]:
يوستينوس الشهيد، أوريجانوس، ترتليان، كل الأدلة على أن في كتاباتهم نسبة معينة من عقيدة التبعية.

ففي كتابات علامتنا كمية معينة من عقيدة التبعيةالتي يقول المسيحيون اليوم أنها هرطقة !!!

عن ترتليان يقول الأستاذ شاف فيليب [19]:
ترتليان لا يمكنه أن يهرب من تهمة التبعية- التراتبية -، فهو يدعو الآب بكل صراحة أنه جوهر كل الألوهية، والإبن جزء منه، موضحاً العلاقة بينهما بالاعتماد على توضيحات – أمثلة – من الينبوع والتيار، الشمس والشعاع.

إذا ترتليان، هذا العلامة الفهامة كان يؤمن بأن الإبن أدنى من الآب، باعتبار أن هذا الأخير هو المصدر والأساس، والإبن ماهو جزء من هذا الكيان الألوهي – حسب قول الأستاذ شاف -، ونكمل استشهاداتنا بكلام العلماء عن حقيقة عقيدة ترتليان ..

يقول كولين كونتون عن ميراث ترتليان العقائدي [20]:

ميراث آخر لترتليان هو عقيدة التبعية- التراتبية -، أي التي تجعل بشكل من الأشكال الإبن أقل من الآب، والحال كان أكثر من هذا بالنسبة للآباء اليونانيين(…)

إذاً، ترتليانكان مهرطق من المهرطقين اليوم، وكما قرأنا فيما قاله الأستاذ كولين فحال الآباء اليونانين كان أكثر من ما كان عليه العلامة ترتليان.

وهذا الأستاذ جون فاريلي يعترف أن ترتليان وكل الكتَّاب الذين كانوا ما قبل مجمع نيقية كان عندهم عقيدة التبعية !!! [21]

يجب علينا أن نعترف، أنه لازال هناك نسبة من عقيدة التبعية عند ترتليان، كما عند كل المؤلفين قبل مجمع نيقية.

ولنقرأ من كلام العلامة ترتليان وهو يصرح بهذه العقيدة قائلاً [22]:
وهكذا، الآب كان يختلف عن الآب، بكونه أكبر – أعظم – من الإبن

ويقول أيضاً [23]:
إني أدرك الإبن، وأأكد على اختلافه باعتباره في المرتبة الثانية بالنسبة للآب

الآن، جاء دور القديس ثيوفيلوس الأنطاكي الذي هو الآخر لم يسلم من هذه – الهرطقة – !!! هذه الأخيرة التي قلنا كانت العقيدة التي سار عليها كل من كان قبل مجمع نيقية.

يقول الدكتور حنا الخضري عن إيمان قديسنا [24]:

يلاحظ في تعاليم ثيوفيلوس الخاصة بالمسيح نوعاً من التبعية أو الثانوية( عقيدة أن الإبن أقل من الآب أو تابع له ).

نعم تعاليم التبعية !! وفي السياق عن الكلام عن نوفتيان يقول الأستاذ جورجنز[25]:

(…) في الوقت ذاته، لم يستطع أن يهز عقيدة التبعية التي ورثها من يوستينوس، ثيوفيلوس، إيرناوس، هيبوليتس، وترتليان

فهنا، تصريح أن نوفتيان هذا قد ورث هذه العقيدة من أناس كان من بينهم ثيوفيلوس!!!

وننتقل لـ ” القديس ” هيبوليتس الروماني الذي هو الآخر آمن بهذه العقيدة !! وقد سبق أن أشرنا إلى هذا القديس في الإقتباس السابق (رقم 25) فلا داعي لتكرارها، ودعونا نأخد اقتباسات أخرى.

يقول جون باسكيني عن هذا القديس [26]:
ونقطة ضعفه الأساسية باعتباره عالم لاهوتياً، هي وقوعه في فخ التبعية – الشيئ الذي لم يكن نادراً بالنسبة للكتاب الكنسيين القدامى -وعدم اعترافه بالرحمة الإلهية نحو الخطاة.

طبعاً، اليوم يعبر عنه بالفخ !! لكن، من قبل مجمع نيقية لم أبداً فخ، لكن كان عقيدة سليمة مهيمنة مسيطرة، ولولا ظروف معينة لظلت هذه العقيدة هي عقيدة الجميع، لكن نقول: قدر الله وما شاء فعل.

يقول الدكتور مارتشيلينوا دامبروزيو في مقاله عن القديس هيبوليتس الروماني [27]:
في سبيل مكافحة هرطقة سابيليوس، وقع هيبوليتس ويال المفارقة فريسة للطرف المقابل.يميل خطأه( أي هيبوليتس ) المعروف باسم التبعية، إلى تصوير الآب وكلمته على أنهما كائنان منفصلان تماماً وغير متكافئان.

وتقول الموسوعة الكاثوليكية في نفس الموضوع [28]:
هيبوليتس، على العكس من ذلك، وقف دون هوادة للدفاع عن وجود فرق حقيقي بين الإبن (الكلمة) والآب، ولكن بطريقة لتقديم الأسبق( أي الإبن ) على أنه شخص إلهي تقريباً ينفصل تماماً عن الله، وفي نفس الوقت، تابع كلياً للآب (التبعية)

أظن أن الموسوعة الكاثوليكيةواضحة ولا تحتاج لتعليقنا عليها، وننقل كلام الموسوعة البريطانيةالتي تصف القديس على أنه بطل عقيدةالتبعيةالأقنومية [29]:

(…) كان على هذا الإعتبار أن هيبوليتس، بطل التبعية الأقنومية، مع أتباعه، قد خرج عن طاعة كاليستوس، وشكلوا جماعة – مجتمعاً -منفصلاً.

يقول الأستاذ دونيس مينس يقول [30]:
من ضمن أصحاب عقيدة التبعية كان ترتليان، هيبوليتس، نوفاتيان، ديونيسيوس السكندري، وأوريجانوس.

وأخيراً وليس آخراً، ننقل كلام الأستاذ وليام لادووي [31]:
يوستينوس والمدافعون، ترتليان، هيبوليتس، وأورجانوس كلهم قد تأثروا بدرجة أو بأخرى بأفكار أصحاب عقيدة التبعية

من الآباء الذين كذلك اعتنقوا هذا المذهب، كان تاتيان صاحب الدياتسرون، وكان أيضاً أثيناغوراس من بين من كان عندهم هذه العقيدة.

يقول الأب جون هاردون[32]:
غموض بعض الآباء، أمثال أثيناغوراس، تاتيان، ترتليان، نوفاتيان، لوسيان الأنطاكي قد اقترح نوعاً من التبعية، باعتبار الإبن كان أقل ألوهية من الآب، إما بسبب أنه لم يخرج إلى الوجود، أو على الأقل لم يكن كاملاً حتى فجر الخليقة.

ولا داعي أن نطيل في ذكر : نوفاتيان ولوسيان الأنطاكي و ديونيسيوس السكندري وإكلمندس السكندري وهرماس لأنه سبق أن ذكرناهم في الإقتباسات السابقة إجمالاً، وقد أكدنا أن عقيدة التراتبية كانت هي العقيدة المسيطرة على العالم المسيحي قبل مجمع نيقية.

الذي سننهي به كلامنا، سيكون إيريناوس، محارب الهرطقات، وقع في الهرطقة ؟!

تعالوا نقرأ[33]:
لكن، حتى إيريناوس، الذي له مضاربات ثالوثية غريبة، يعلق على نص يوحنا 14: 28، ليس لديه أي مشكلة في اعتبار المسيح أقل من الآب.

ويأكد هذا الموسوعة الكاثوليكية الجديدة [34]:
يمكن إيجاد نزعات التابعية – التراتبية – عند هرماس، يوستينوس الشهيد، إيريناوس، ترتليان، إكلمندس السكندري، وأوريجانوس

فقديسنا هو أيضاً لم يخرج من دائرة هذه الهرطقة، وننقل بعض اقتباسات، فالقديس إيريناوس يقول [35]:

لأنه إذا أحد سأل عن السبب الذي من أجله الآب الذي لديه شراكة مع الإبن في كل شيئ، قد تم إعلانه ( أي الآب )من طرف الرب ( أي يسوع )على أنه ( أي الآب )الوحيد الذي يعلم الساعة ويوم القيامة (…) عن الآب يقول: ((هو أعظم مني )). الآب قد تم اعلان تفوقه من طرف ربنا فيما يتعلق بالمعرفة

الآب متفوق عن الإبن في المعرفة !!! … وعن الآب يقول [36]:

الذي أعلن عنه من الطرف الشريعة والانبياء، الذي اعترف به المسيح على أنه أبوه، الآن هو الخالق، وهو الذي الله على الكل

ويقول أيضاً [37]:
إذاً، هناك إله واحد، الذي عبر كلمته وحكمته خلق ورتب كل شيئ

واضح جداً، أن الآب هو خالق وضابط كل شيئ كما يقول الإيمان النيقوي، فهو الذي أراد أن يخلق العالم، ولذلك استعمل كلمته وحكمته، وليس العكس، وليس أن الكلمة أو الحكمة أحدهما من أراد، لكن، الآب أراد، والباقي نفذ، فيكون للآب مرتبة أعلى، والأمر واضح لا يحتاج مني لشرح.

ويقول عن مجد الآب [38]:
الآن، الله قد مُجد من طرف كلمته، الذي هو ابنه باستمرار، ومجد من طرف الروح القدس الذي هو حكمة آب الجميع. وقوة الكلمة والحكمة، المسمات الكاروبيم والسيرافيم، مع أصوات تمجد الله بلا توقف، وكل شيئ مخلوق في السماء يقدم التمجيد لله آب الجميع.

الكل يمجد الآب، الإبن والروح القدس يمجدونه !!! كل المخلوقات تمجده !!! فمن هو الإله الحقيقي ؟ ونختم بآخر اقتباس [39]:

وابن الآب يسمي نفسه خادم، وهذا بسبب خضوعه للآب: بالنسبة للإنسان كذلك فإن كل ابن هو خادم لأبيه. 52 إذاً، المسيح كان ابن الله قبل العالم كله، ومع الآب وكائن معه وكذلك قريب ومرتبط مع البشرية، وكل ملك على الجميع، لأن الآب قد دفع كل شيئ إليه، وهو مخلص الذي يؤمنون به.

وصلنا إلى آخر مقالنا هذا، أرجوا ان تكون عزيزي القارئ، مسلماً كنت أو مسيحي ان تكون قد استفدت من هذا المقال، وأرجوا من المسيحي المحترم أن يفكر جيداً في عقيدته، وأن يقارنها بعقيدة من سبق، أقول كلمتي هذه وأرجوا من كل من وصل في قراءته إلى هذه السطور الأخير أن يساعد في نشر هذه المقالة بين أصدقائه مسيحيين ومسلمين، على الفايسبوك والتويتر وغيرها، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

الهامش

[1]Henry Bettenson, The Early Christian Fathers: A Selection from the Writings of the Fathers from St. Clement of Rome to St. Athanasuis, Oxford University Press, 1969, Page: 239.

[ Subordinationism, it is true, was pre-Nicene orthodoxy; but it was not generally so frankly expressed.]

[2]Rowan Williams, The Making of Orthodoxy: Essays in Honour of Henry Chadwick, ( RPC Hanson, The achievement of orthodoxy in the fourth century ), Cambridge University Press, 2002, Page: 153.

[ Indeed, until Athanasius began writing, every single theologian, East and West, had postulated some form of Subordinationism. It could, about the year 300, have been described as a fixed part of catholic theology.]

[3]R. P. Hanson,The Search for the Christian Doctrine of God: The Arian Controversy 318-381, Continuum International Publishing Group, 2006, Page: 19.

[ almost all the Eastern theologians believed that the son was in some sence subordinated to the father before the Incarnation ... With the exception of Athanasius virtually every theologian, East and West, accepted some form of subordinationism at least up to the year 355.]

[4]F. L. Cross and Elizabeth A. Livingstone, The Oxford Dictionary of the Christian Church, Oxford: Oxford University Press, 1997.

[ SUBORDINATIONISM. Teaching about the Godhead which regards either the Son as subordinate to the Father or the Holy Ghost as subordinate to both. It is a characteristic tendency in much of Christian teaching of the first three centuries.]

[5]Walter A. Elwell, Evangelical Dictionary of Theology, ( R. C. and C. C. Kroeger, Subordinationism ), 2 Ed, Baker Academic, 2001, Page: 1053.

[ ... Condemned by numerous church councils, this doctrine has continued in one form or another throughout the history of the church. The Nicene fathers ascribed to the Son and Spirit an equality of being or essence, but a subordination of order, with both deriving their existence from the Father as primal source ... Ancient and modern theologians have argued for a subordination in the role of Son and Spirit to the Father. ]

[6]Charles Hodge, Systematic Theology, Volume 1, Grand Rapids, MI: Eerdmans Publishing Co, 1940, Page: 463.

[ It was he, according to Gieseler, who first excluded all idea of subordination in the Trinity.]

[7]أسد رستم، أباء الكنيسة، المكتبة البولسية، لبنان، 1990، صفحـ 131 ـة.

[8]حنا الخضري، تاريخ الفكر المسيحي، الجزء الرابع، دار الثقافة، القاهرة، 1981، صفحـ 559 ـة.

[9]The Early Church Fathers: Ante-Nicene Fathers, Volume 4, Fathers of the Third Century: Origen Against Celsus, Book 2, Chap 9.

[ We therefore charge the Jews with not acknowledging Him to be God, to whom testimony was borne in many passages by the prophets, to the effect that He was a mighty power, and a God next to the God and Father of all]

[10]The Early Church Fathers: The Ante-Nicene Fathers, Volume 10, Origen, Commentary On John, book 2.2.

[ He uses the article, when the name of God refers to the uncreated cause of all things, and omits it when the Logos is named God ... God on the one hand is Very God (Autotheos, God himself); and so the the Saviour says in His prayer to the Father, ‘That they may know Thee the only true God;’ but all beyond the Very God is made God by participation in His divinity, and is not to be called simply God (with the article), but rather God (without the article). And thus the first-born of all creation, who is the first to be with God, and to attract to Himself divinity, is a being of exalted rank than the other gods beside Him ...The true God, then is ‘The God’, and those who are formed after Him are gods, images as it were of Him the prototype.]

[11]The Early Church Fathers: Ante-Nicene Fathers, Volume 4, Fathers of the Third Century: Origen Against Celsus, Book 8, Chap 15.

[ For we who say that the visible world is under the government to Him who created all things, do thereby declare that the Son is not mightier than the Father, but inferior to Him. And this belief we ground on the saying of Jesus Himself, “The Father who sent Me is greater than I.” And none of us is so insane as to affirm that the Son of man is Lord over God.But when we regard the Saviour as God the Word, and Wisdom, and Righteousness, and Truth, we certainly do say that He has dominion over all things which have been subjected to Him in this capacity, but not that His dominion extends over the God and Father who is Ruler over all]

[12]Ancient Christian Writers; volume 19: Origen, Prayer, chapter 15.1.

[ If we understand what prayer really is, we shall know that we may never pray to anything generated–not even Christ–but only to God and the Father of all, to whom even Our Saviour Himself prayed, as we have already said, and teaches us to pray]

[13]حنا الخضري، تاريخ الفكر المسيحي، الجزء الثالث، دار الثقافة، القاهرة، 1981، صفحـ 453 ـة.

[14]SUBORDINATIONISM, From New Catholic Encyclopedia, Ed 2003.

[ Subordinationist tendencies can be found in Hermas, Justin Martyr, Irenaeus, Tertullian, Clement of Alexandria and Origen]

[15]Thomas G. Weinandy, Does God Suffer?, O.F.M.Cap. Notre Dame: University of Notre Dame, 2000, Page: 86 ( note: 21 ).

[ It would seem, for Justin, that the Logos must be less divine than the Father not only because he emanates out from the Father, but also because he is 'in touch' with the created order]

[16]Philip Schaff, History of the Christian Church, Volume 2, Ante-Nicene Christianity. A.D. 100-325, Charles Scribner’s Sons, 1910, Oak Harbor, WA: Logos Research Systems, Inc.

[ he at one time asserts the moral unity of the two divine persons, and at another decidedly subordinates the Son to the Father]

[17]Lee J. Gugliotto, Handbook for Bible Study, Review & Herald Publishing, 2000, Page: 81.

[ Subordinationism — Justin Martyr and the other apologists taught that Christ was a creature — begotten by and subordinate to the Father.]

[18]Walter A. Elwell,Evangelical Dictionary of Theology, ( R. C. and C. C. Kroeger, Subordinationism ), 2 Ed, Baker Academic, 2001, Page: 1053.

[ Justin Martyr, Origen, Tertullian all evidence a certain amounts of subordinationism in their writings.]

[19]Philip Schaff, History of the Christian Church, Volume 2, Ante-Nicene Christianity. A.D. 100-325, Charles Scribner’s Sons, 1910, Oak Harbor, WA: Logos Research Systems, Inc.

[ Tertullian cannot escape the charge of subordinationism. He bluntly calls the Father the whole divine substance, and the Son a part of it; illustrating their relation by the figures of the fountain and the stream, the sun and the beam.]

[20]Colin E. Gunton, The Cambridge Companion to Christian Doctrine, Cambridge University Press, 1997, Page: 128.

[ Another legacy of Tertullian was subordinationism, that somehow the Son is less than the Father. Even more so was this the case for the Greek Fathers … ]

[21]John Farrelly, The Trinity: Rediscovering the Central Christian Mystery, Rowman & Littlefield, 2005, Page: 77.

[ We have to acknowledge, however, that there is a degree of subordinationism that remains in Tertullian, as in all the writers before Nicea.]

[22]The Ante-Nicene Fathers: The Writings of the Fathers Down to A.D. 325, Volume 3, Cosimo, Inc., 2007, Page: 604. ( Tertullian, Against Praxeas, Chapter 9 ).

[ Thus the Father is distinct from the Son, being greater than the Son]

[23]The Ante-Nicene Fathers: The Writings of the Fathers Down to A.D. 325, Volume 3, Cosimo, Inc., 2007, Page: 602. ( Tertullian, Against Praxeas, Chapter 7 ).

[ I recognize the Son, I assert his distinction as second to the Father]

[24]حنا الخضري، تاريخ الفكر المسيحي، الجزء الثالث، دار الثقافة، القاهرة، 1981، صفحـ 464 ـة.

[25]W. A. Jurgens, The Faith of the Early Fathers: A Source-book of Theological and Historical Passages from the Christian Writings of the Pre-Nicene and Nicene Eras, Volume 1, Liturgical Press, 1970, Page: 247.

[ At the same time, however, he did not succeed in shaking off the Subordinationism which he inherited from Justin, Theophilus, Irenaeus, Hippolytus and Tertullian.]

[26]John J. Pasquini, True Christianity: The Catholic Way, iUniverse, 2003, Page: 298.

[ His major weakness as a theologian was that of falling into the trap of Subordinationism --- which was not uncommon for the early ecclesiastical writers --- and failing to recognize God's divine mercy toward sinners.]

[27] Marcellino D’Ambrosio, Article: St. Hippolytus of Rome, Date 04/07/12.

http://www.crossroadsinitiative.com/library_article/1273/St._Hippolytus_of_Rome.html

[ In combating Sabellianism, however, Hippolytus ironically fell prey to the opposite extreme. His error, known as Subordinationism, tended to portray the Father and His Word as two altogether separate and unequal beings. ]

[28] St. Hippolytus of Rome, From The Catholic Encyclopedia, Ed 1914.

[ Hippolytus, on the contrary, stood uncompromisingly for a real difference between the Son (Logos) and the Father, but so as to represent the Former as a Divine Person almost completely separate from God (Ditheism) and at the same time altogether subordinate to the Father (Subordinationism). ]

[29] Monarchianism, From The Encyclopaedia Britannica, Ed 1911.

[ It was on this account that Hippolytus, the champion of hypostasian subordinatianism, along with his adherents, withdrew from the obedience of Callistus, and formed a separate community. ]

[30]Denis Minns, Irenaeus: An Introduction, Continuum International Publishing Group, 2010, Page: 56.

[ Among the Subordinationists were Tertullian, Hippolytus, Novatian, Dionysius of Alexandria, and Origen.]

[31]William J. La Due,The Trinity Guide to the Trinity, Continuum International Publishing Group, 2003, Page: 42.

[ Justin and the Apologists, Tertullian, Hippolytus, and Origen were all affected in one degree or another by subordinationist thinking.]

[32]John A. Hardon, S.J., Article: Heresies & Heretics, Date: 05/07/12

http://www.therealpresence.org/archives/Heresies_Heretics/Heresies_Heretics_007.htm

[ The ambiguity of certain Fathers like Athenagoras, Tatian, Tertullian, Novatian, and Lucian of Antioch suggested a kind of subordinationism, namely, that the Son was less divine than the Father because he either did not come into being or at least was not perfect until the dawn of creation.]

[33]M. Simmonetti, OxfordEncyclopedia of the Early Church, Volume 2, Page: 797.

[ but even in Irenaeus, to whom trinitarian speculations are alien, commenting on Jn 14, 28, has no difficulty in considering Christ inferior to the Father.]

[34]SUBORDINATIONISM, From New Catholic Encyclopedia, Ed 2003.

[ Subordinationist tendencies can be found in Hermas, Justin Martyr, Irenaeus, Tertullian, Clement of Alexandria and Origen.]

[35]The Ante-Nicene Fathers: The Writings of the Fathers Down to A.D. 325, Volume 1, Cosimo, Inc., 2007, Page: 402. ( Irenaeus, Against Heresies, Book 2, Chapter 28, 8. ).

[ For if any one should inquire the reason why the Father, who has fellowship with the Son in all things, has been declared by the Lord alone to know the hour and the day [of judgment] … For “the Father,” says He, “is greater than I.” The Father, therefore, has been declared by our Lord to excel with respect to knowledge]

[36]The Ante-Nicene Fathers: The Writings of the Fathers Down to A.D. 325, Volume 1, Cosimo, Inc., 2007, Page: 466.( Irenaeus, Against Heresies, Book 4, Chapter 5, 1. ).

[ who was announced by the law and the prophets, whom Christ confessed as His Father. Now He is the Creator, and He it is who is God over all]

[37]The Ante-Nicene Fathers: The Writings of the Fathers Down to A.D. 325, Volume 1, Cosimo, Inc., 2007, Page: 488.( Irenaeus, Against Heresies, Book 4, Chapter 20, 4. ).

[ There is therefore one God, who by the Word and Wisdom created and arranged all things]

[38]Irenaeus, The Proof of the Apostolic Preaching, 10. ( Translated from the Armenian By J. Armitage Robinson, New York, 1920. ).

[ Now this God is glorified by His Word who is His Son continually, and by the Holy Spirit who is the Wisdom of the Father of all: and the power(s) of these, (namely) of the Word and Wisdom, which are called Cherubim and Seraphim,with unceasing voices glorify God; and every created thing that is in the heavens offers glory to God the Father of all.]

[39]Irenaeus, The Proof of the Apostolic Preaching, 51-52. ( Translated from the Armenian By J. Armitage Robinson, New York, 1920. ).

[ And that the Son of the Father calls Himself servant, (this is) on account of His subjection to the Father: for among men also every son is the servant of his father. 52 That Christ, then, being Son of God before all the world, is with the Father; and being with the Father is also nigh and close and joined unto mankind; and is King of all, because the Father has subjected all things unto Him; and Saviour of them that believe on Him]

Posted by on يوليو 21 2012. Filed under الديانة النصرانية. You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0. You can leave a response or trackback to this entry

1 Comment for “التبعية الإلهية في القرون الأولى المسيحية”

Leave a Reply to Chelsie

300x250 ad code [Inner pages]

Featured Links

  • أشرف الخلق
  • الرد على إبراهيم لوقا
  • الرد على شبهات النصارى حول الإسلام
  • الرد علي شبهات النصارى حول القرآن
  • ردود الشيخ يوسف القرضاوي
  • ردود محمود أباشيخ على الشبهات
  • شبهات النصارى حول السنة
  • مقالات الشيخ محمد الغزالي

Search Archive

Search by Date
Search by Category
Search with Google

Photo Gallery

120x600 ad code [Inner pages]
تسجيل الدخول | Designed by Gabfire themes