بقلم محمود أباشيخ
عبد مسيح أيها القس البسيط المتواضع
لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع بني إسرائيل في بريه التيه فهل تنطلق معي؟
شكرا أيها القمص البسيط المتواضع على مرافقتي .. يعجبني فيك حبك للخير .. وإن كنت تشطح كثيرا في أقوالك ..
هل تعبت ؟ هل تحب نرتاح قليلا أم نستمر؟ أظن تلك آخر هضبة نصعدها وبعدها نكون قد وصلنا بعد أن خضنا في رمال وصعدنا هضابا
خذ هذه آخر تينة معنا .. كلا لن نتقاسمها .. أنت لم تأكل إلا القليل .. أعلم أن جنابك معتاد على حياة التقشف .
أري ابتسامة واسعة ارتسمت علي وجهك المغبر يا جناب القمص. المنظر جميل أليس كذلك؟ ألاف الخيام وأمواج من البشر، أليس جميلا أن ترى أجسادا تتحرك بعد كل الوحشة الطويلة , لكن هل هذه الخيام كافية يا أبونا لجميع الشعب؟ كم ترى عدد بني إسرائيل أبونا
أروع ما فيك جناب القمص أنك كتابي، أي سفر تقرأ منه ؟ لا أسمعك .. هزير الريح شديد .. أتقول سفر العدد 1/45 . جيد .. ماذا يقول
فكان جميع المعدودين من بني إسرائيل حسب بيوت آبائهم من ابن عشرين سنة فصاعدا كل خارج للحرب في إسرائيل ست مئة ألف وثلاثة آلاف وخمس مئة وخمسين.
ترى كم العدد الإجمالي يا جناب القمص ؟ لماذا تنظر إلي نظرة مريبة جناب القمص ، بل أوافقك. مليونان رقم معقول، إذا أضفنا ست مئة ألف إلى عدد غير القادرين على الحرب والمعذورين والأطفال والنساء.
لكن لا أظن ان الخيام التي نراها ليست كافية لمليونين، ولا هذه المساحة من الأرض تحتملهم