This page was saved using WebZIP 7.0.3.1030 offline browser on 12/21/13 11:32:29 ص.
Address: http://www.burhanukum.com/article1407.html
Title: محمد في سفر ملاخي - الدليل والبرهان  •  Size: 77953
قل هاتوا برهانكم عقائد وأديان مسيحيات برهانكم للرد علي شبهات النصارى

آباء الكنيسة
 
الباترولوجي
[ الباترولوجي ]

·التثليث عند آباء الرسوليين
·العلامة ترتليانوس والزواج الثاني
·بابياس أسقف هيرابوليس
·بوليكاربس في الميزان
·القديس اغناطيوس الأنطاكي
·القديس أغسطينوس والإرهاب الديني
·الحرب العادلة في فكر أوغسطينوس
·جون كالفن
·الباترولوجي - آباء الكنيسة
·الكذب .. السر الثامن من اسرار الكنيسة
  .  

خربشات صوماليانو
 
خربشاتـــصوماليانو
[ خربشاتـــصوماليانو ]

·هل يلد الله ويولد
·سويعات في برية التيه
·الإختلافات العددية في الكتاب المقدس
·البابا شتودة: المسيح لم يقل أنا الله أعبدوني
·بولس الرسول كبير الغنوصيين
·الغنوصية والرهبنة في الأناجيل
·تيري جون وثقافة الحرق
·ديونيسيوس يعقوب السرياني وضياع الأسفار
·سيدعى ناصريا
·التسامح سلاحنا في وجه شنودة
·القمص يوحنا سلامة : البروتستانت حرفوا الكتاب المقدس
·الدوناتستيون
  .  

الرد علي زكريا بطرس
 
شطحاتــزكريابطرس
[ شطحاتــزكريابطرس ]

·المسيح الجبار
·مسرحية نشيد الإنشاد
·النكاح في الجنة وشطحات زكريا بطرس
·انتهى زكريا بطرس كغيره والإسلام باق
·أحلام زكريا بطرس
·تأملات في نشيد الأناشيد
·نشيد الإنشاد كأشعار رابعة العدوية
·هلوسات زكريا بطرس
·الرد السماوي على زكريا بطرس
·بيان الشيخ الزغبي
·الرب مخلص مسيحه
·زكريا بطرس يبكي علي أطلال قناة الحياة
  .  

صوماليانو
 
تعدد الزوحات لماذا ترعب الكنيسة
البابا غريغوريوس الثاني وتعدد الزوجات
ضيوف الأنبا بيشوي أم أتباع الغزاة
ضمان الخلاص والجنة
العتل الزنيم مرقس عزيز
لا محلل ولا طلاق لأن العصمة في يد الأنبا بولا
  .  

محمد في سفر ملاخي

 - الدليل والبرهان

رسول المِيثاق الإلهى


 
وردت النبوءة به فى سفر ملاخى آخر الأسفار اليهودية فى الكتاب المقدس المسيحى . وكلمة ملاخى فى العبرية التوراتية تكتب ملاكى ( חילאכי ) بالكاف وليس بالخاء ، مع العلم بأنَّ الخاء لا توجد فى العبرية القديمة ذات الاثنين والعشرون حرفا . وملاكى معناها رسولى أو نَبِىِّ . ويعتبر سفر ملاكى هذا خطاب مُوَجَّه من إله بنى إسرائيل إلى " يهود القدس الذين كانوا يُقدِّمون على المذابح أحقر أنواع الأضاحى والقرابين من الغنم والماشية . العمياء منها والعرجاء والهزيلة ويهملون دفع الأعشار ، وإن اختاروا دفعها فهى من أسوأ الأصناف . ولم يكن الكهنة يكرسون وقتهم لأداء واجبهم لأنه يستحيل عليهم الأكل من شرائح لحم البقر وقطع الضأن المشوية المأخوذة من الأضاحى العجفاء كبيرة السن ، المشلولة القوائم . ولم تكن تكفيهم الأعشار الضئيلة على أية حال " (1) .



 

وهذا السفر يرجع تاريخ كتابته إلى زمن ما بعد الأسر البابلى فى حدود ( 480 ـ 460 ق . م ) . وقد كتِبَ بأسلوب عبرانى جيد ، إلاَّ أنَّ اللغة الآرامية كانت قد سيطرت على لسان اليهود العائدين من الأسر ، فكان القليل النادر من 
رجال الدين يتكلمون العبرانية القديمة حينذاك ، وغالبية رجال الدين وجمهور العامة كانوا يتكلمون الآرامية التى تفشت فيهم إلى أن قضت تماما على اللسان العبرانى القديم . وتمت كتابة " الترجوم الفلسطينى " حينذاك وهو ترجمة آرامية للأسفار العبرانية فكان هو المعمول به حتى زمان بعثة المسيح عليه السلام وإلى ما بعد ظهور الإسلام .
وما يهمنا هنا فى بحثنا هذا هو كيفية فهم النصّ العبرانى الآرامى القديم المَعْنِىُّ بالدراسة . وذلك بالاستعانة بمفردات اللغة العربية حيث أنَّ أصول الإشتقاقات اللغوية واحدة ، ثم الإستعانة بالترجمات الإنجليزية ـ المتيسرة لدى ـ المختلفة للنصّ . مع التركيز على بيان الضمائر المستخدمة فى النصّ . وتلك نقطة هامة جدا غفل عنها معظم مفسرى المسيحية كما سنرى الدليل على ذلك .
وقبل البدء فى ذكر النصّ وشرحه ، أقَدِّمُ للقارىء خلاصة ما عليه علماء المسيحية ومترجميهم الذين قاموا بترجمة الأسفار اليهودية من أصولها العبرانية واليونانية إلى الترجمات الإنجليزية حيث فَرَّقوا بين معانى كثير من المصطلحات الدينية المتشابكة المعانى ، مثل الكلمات : الرب ، الإله ، السيد ، المعبود ، ...الخ . بطريقة جَيِّدَة كنت أوَدُّ أن أراها أو أرى مثلها فى الترجمات العربية .
 فعندما يكون الكلام عن إله إسرائيل الخاص بهم ، يكتبون فى الترجمات الإنجليزية كلمة ( LORD ) بالحروف الكبيرة المتساوية فى الخط . وعندما يكون الكلام عن شخص ذو مكانة عالية يأتى التعبير الإنجليزى ( Lord ) وهو يعادل كلمة السيد والرب وما يشابهها من ألقاب . وعندما يكون الكلام عن ربّ المسيحيين أى يسوع المسيح فهم يكتبون الكلمة هكذا ( LORD ) لاحظ كِبَر حرف ( L ) عن باقى الحروف . وهناك كلمة ( GOD ) بالحروف الكبيرة التى تفيد معنى الرَّب الإله الحق وهناك كلمة ( god ) بالحروف الصغيرة بمعنى الرَّب أيضا ولكنه الإله الباطل الزائف ، وهذه الكلمة لها صيغة جمع     ( gods ) بمعنى أرباب آلهة . وأكتفى بهذا القدر من التعريفات الهامة والضرورية لفهم النصوص . ثم أحيل القارىء إلى التفصيل لباقى المصطلحات فى كتابى عن كلمة التوحيد " لا إله إلا الله " فى الكتاب المقدس .
 وأبدأ الآن بعون من الله تعالى فى ذكر فقرة سفر ملاكى ( 3 : 1 ) كما وردت فى النسخة الإنجليزية القياسية المنقحة ( RSV ) لنتعرَّف على المسميات الواردة فى النصّ قبل ايراد الترجمات العربية حتى لا يحدث التشويش على النصّ ومعانى مفرداته . يقول النصّ :
“ Behold , I send my messenger to prepare the way before me , and the Lord whome you seek will suddenly come to his temple . the messenger of the covenant in home you delight behold , he  is coming , sayes the LORD of hosts “ .
وترجمة هذا النصّ إلى العربية هو : " هاأنذا أبعث برسولى ، ليمهد السبيل أمامى ، وسوف يأتى فجأة إلى معبده السيد الذى تلتمسون مجيئه . رسول الميثاق الذى ترغبون ، هو ذا يأتى . هكذا قال رب الجموع " .
يعتبر هذا النصّ من أشهر النبوءات المِسِّيـَّانية عن مجيىء المُخلص المنتظر عند جميع الكنائس المسيحية بلا خلاف . وقد فهموا النصّ أو أفهموه لعامتهم بطريقة خاطئة بعد تحريف معانى أصول الكلمات المشار إليها بالخط الأسود الثقيل . فكلمة ( messenger ) الإنجليزية تعنى رسول بالعربية . والمعنى مأخوذ من الأصل العبرانى القديم ملاك ( חןלאכ ) وتنطق مَلاك و مُلاك . وللهِ رسلا من الملائكة ومن البشر . والرسول هنا فى النصّ رسول بشرى أى إنسان سوف يُرْسِلهُ الله إلى الناس ليمهد السبيل ـ الطريق ـ لعبادة الله الحقة ، وهو سبيل الله أى الصراط المستقيم .
وقد وردت هذه الكلمة رسول ( חןלאכ ) مرة ثانية فى النصّ وهى مُقترنة بكلمة ميثاق ( בךית ) التى تنطق فى العبرية القديمة بريت . وكلمة ميثاق يترجمونها فى العربية إلى عهد مع وجود فارق لغوى كبير فى المعنى بين الكلمتين ميثاق وعهد . وهذا التكرار لكلمة رسول ( messenger ) يشاهده القارىء العادى فى الترجمة الإنجليزية القياسية . أقول ذلك لأنَّ هناك من غابت عنهم الأمانة العلمية ولم يكتبوا الكلمتان فى النصّ العربى كما هو فى الأصل . فترجم بعضهم كلمة ملاكى الأولى إلى رسول ولم يترجمها فى الموضع الثانى وكتبها ملاكى على أصلها تمويها وتضليلا للقرَّاء ..!!
ثمَّ نأتى إلى الكلمة الثانية( Lord ) إنها تعنى تماما كلمة السيد العربية أو الشريف أو الأمير أو رب الأسرة . شخص بشرى ذو مكانة محترمة وشخصية مرموقة . وأصل هذه الكلمة فى العبرية أدون ( אדןנ ) وتارة تكتب مختصرة أدن ( אדנ ) وهى بمعنى السيد .
أمَّا عن الكلمة الأخيرة ( LORD ) فهى تشير إلى إله اليهود الخاص بهم والذى يرمزون إليه بالحروف الأربعة ( ى هـ و هـ  יהןה ) وهذه الحروف الأربعة لا تشكل كلمة واحدة تنطق كما سبق بيان ذلك ، ولذا يقول اليهود عند وقوع نظرهم عليها أدوناى أى سيدى وحديثا يقولون ( هـ شِمّ ) أى الاسم . 
فمعنا الآن ثلاث كلمات هامة فى النصّ من التزم بها فهم النصّ ومن حاد عنها فقد حرَّفَ فى النصّ عن عمد . وهذه الكلمات هى :
رسول ( חןלאכ ) وقد تكررت فى النصّ مرتين .
والسيد ( אדןנ ) .
ثم الأربعة أحرف ( ى هـ و هـ  יהןה ) الدالة على إله اليهود الخاص . وهناك أيضا ملاحظة هامة على النصّ وهى التركيز على الضمائر المستخدمة فى النصّ ، فالخطاب موجه مِن الإله إلى عباده من يهود القدس بمعنى أنَّ المُخَاطبين بهذا النصّ جمع من البشر وليس فرد مُعَيَّن . أذكر ذلك لأنَّ الترجمات العربية قد حَوَّلت الخطاب إلى فرد مُعَيَّن بدلا من جموع اليهود .
وإلى القارىء النصّ من خلال الترجمات العربية الأربع المعاصرة :

 
نسخة فانديك المعتمدة ط 1977
نسخة كتاب الحياة ط 1988
 
هأنذا أرسل ملاكى فيهىء الطريق أمامى . ويأتى بغتة إلى هيكله السيد الذى تطلبونه وملاك العهد الذى تسِرُّون به . هُوَ ذا يأتى قال رب الجنود .
 
 
ها أنا أرسل رسولى فيمهد الطريق أمامى ويأتى الرب الذى تطلبونه فجأة إلى هيكله ويُقبِلُ أيضا ملاك العهد الذى تُسرُّون به . يقول الرب القدير .
نسخة الكاثوليك ط 1993
نسخة الآباء اليسوعين ط 1991
 
وقال الرب القدير : ها أنا أرسل رسولى فيهىء الطريق أمامى ، وسرعان ما يأتى إلى هيكله الرب الذى تطلبونه ورسول العهد الذى به تُسِرُّن . ها هو آت .
 
 
هاءنذا مُرسل رسولى فيُعِدُّ الطريق أمامى . ويأتى فجأة إلى هيكله السيد الذى تلتمسونه . وملاك العهد الذى ترتضون به . ها إنه آت قال رب القوات .
 

 

لعل القارىء قد أدرك سبب نقلى للنصّ أولا من النسخة القياسية . والكلام عن الكلمات الثلاثة فى الأصول العبرية . فكما هو واضح من الجدول السابق نجد عدم الدقة فى نقل معانى الكلمات إلى العربية . فالملاك فى العربية يعنى مَلَك مِن الملائكة . والسيد غير الرَّب فى المفهوم الدينى .
فمَن الذى سيأتى فجأة أو بغتة ( בךאח ) إلى معبد الرب وهيكله . أهو السيد أم الرب ..!؟ فهناك نسختان قالتا الرب ونسختان قالتا السيد ..!!
وهل هناك رسولان أم ملاكان أم رسول وملاك ..!!؟ فنسخة قالت ملاكان . ونسخة قالت رسولان . ونسختان قالتا رسول وملاك ..!!
ومن هو قائل ذلك النصّ ، أهو إله اليهود الخاص ( ى هـ و هـ  יהןה ) أم رب القوات أم رب الجنود أم الرب القدير ..!؟
قارئى العزيز : رغم قِصَر كلمات النصّ إلا أنَّ الترجمات العربية اختلفت مع بعضها ولم تتفق نسختان فى ترجمة النصّ إلى العربية . هل تعلم لماذا ..؟ إنهم يترجمون ما فى رؤوسهم وليس ما هو ماثل أمام عيونهم . فهم يوظفون النصّ على يوحنا المعمدان والمسيح عليهما السلام . فقالوا رسول ورب . ثم قالوا ملاك حتى لا يكون هناك رسولا واحداً أو رسولين ..!!
إنهم يُوحُون بقوة التضليل والترجمة المُضللة إلى القُرَّاء بأنَّ هناك شخصين لا شخص واحد ، فقالوا عن الكلمة الواحدة رسول فى موضع وقالوا عنها فى الموضع الثانى ملاك ..!!
فهل يحق لنا أن نتفهم النصّ حسب أصله ووفق نصّ ترجمة النسخة القياسية المنقحة الإنجليزية ..!؟ سوف أحاول والله وحده نِعْمَ المُعِين ونِعْمَ المُرشد .
لفهم النصّ جيدا نستطيع أن نكتبه على ثلاث فقرات مُستقلة فى معناها ثم نحاول أن نفهم فقرة تلو أخرى هكذا :
أولا : " ها أنذا أبعث برسولى ، ليمهد السبيل أمامى " . نبوءة بإرسال رسول من الله ، رسول يُمَهِّد الطريق أو السبيل إلى الله . وهذا الرسول لم يكن قد بعثه الله تعالى فى الفترة السابقة لبعثة المسيح عليه السلام  بدليل استشهاد كتبة الأناجيل بذلك النصّ ومحاولتهم تطبيقه على يوحنا المعمدان والمسيح عليه السلام  . وسوف يأتى الكلام على ذلك التفسير الإنجيلى بعد حين . فيحيى بن زكريا والمسيح عليهما السلام كانا متزامنين فى التوقيت . وقد قام المعمدان بتعميد المسيح فى مياه نهر الأردن . وكلاهما كانا يمهدان السبيل إلى الله . فنادى كل منهما بالتوبة والرجوع إلى الله والاستعداد لقدوم ملكوت الله .
ولم يُمَهِّد المعمدان الطريق أمام المسيح وإنما مَهَّد الطريق لبنى إسرائيل إلى الله . فأنذر وبشَّر ونادى بالتوبة " فقد وُضِعت الفأس على الشجرة لقطعها " وفعل المسيح عليه السلام  بالمثل . فأنذر وبشَّر ونادى بالتوبة والإيمان بالإنجيل الذى معه حيث قال " اقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل " .
فكلمة الرسول هنا تنطبق على أحد الإثنين : إمَّا على يحيى بن زكريا عليه السلام  وإمَّا على المسيح ابن مريم عليه السلام . وهنا نجد أننا أمام اختيار سهل أمام الذين يعرفون الفرق بين النبوَّة والرسالة ، أو الفرق بين النَبِىّ والرسُول . فكل رسول نبىّ والعكس غير صحيح . فمن شروط الرسول أن يكون معه كتاب من الله يدعو إلى الإيمان به مثل موسى عليه السلام  مثلا . وهذا الأمر لم يتوفر ليحيى بن زكريا عليه السلام وإنما توفر للمسيح عليه السلام  حيث نادى بين قومه من بنى إسرائيل بالتوبة والإيمان بالإنجيل كما هو مذكور فى إنجيل مرقس (  1 : 14 ) . فرسول الله هنا الذى مَهَّد الطريق إلى الله هو المسيح عليه السلام  .
ثانيا : وسوف يأتى فجأة إلى معبده السيد الذى تلتمسون مجيئه ، رسول الميثاق الذى ترغبون . وهنا نجد أنَّ الكلام يدور حول السيد ، رسول الميثاق الذى كانوا يريدون ظهوره .
إنه شخص واحد ، صفته أنه سيد ورسول الميثاق . وعلامة مجيئه إلى بيت المقدس ـ الذى هو معبد يهود بنى إسرائيل ـ أن يأتى بغتة ( בתאח ) سريعا فى لحظة من الزمان . والكلمة العبرية المعبرة عن ذلك نجدها قد وردت أيضا فى سفر يشوع ( 10 : 9 ) للدلالة على المفاجأة وقصر الزمن المقطوع للوصول .
والمسيح عليه السلام  لم يأت إلى بيت المقدس على تلك الصفة أبدا ، وإنما جاء إليه راكبا على حِمَارة وجحش فى آن واحد كما قال متى فى إنجيله ( 21 : 7 ) .
ولكن سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم أتى فجأة إلى بيت المقدس فى لا زمن ، راكبا البراق فى رحلة الإسراء الشهيرة . وشتان ما بين راكب البراق ذى الأجنحة الذى يضع حافره حيث انتهى بصره ، وبين راكب الجحش والأتان ..!!
ومن صفات سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم  أنه يُدعى برسول الميثاق حيث أخذ الله تعالى الميثاق من النبيين فى شأنه فقال تعالى فى ( 81 / آل عِمْران ) : صلى الله عليه وسلم وإذ أخذ الله مِثاق النَّبيِّين لَمَا آتيتُكم مِن كتابٍ وحِكمةٍ ثُمَّ جَاءَكم رسُولٌ مُصَدِّقٌ لمَا مَعَكم لتُؤمِنُنَّ بِهِ ولتَنصُرُنَّه . قال ءأقررتُم وأخذتم عَلى ذَلكم إصْرى ، قالوا أقررنَا . قال فاشهَدُوا وأنَا مَعَكم مِنَ الشَاهِدِين صلى الله عليه وسلم .
ولا يُعرف أنَّ المسيح  صلى الله عليه وسلم قد وصفه تلاميذه بأنه رسول الميثاق فى أى موضع من الأناجيل ، حتى ينصرف الفكر إليه وانطباق تلك الصفة عليه .
  ثالثا : هو ذا يأتى ، هكذا قال رب الجموع  . وهذا تقرير بصحة النبوءة الإلهية بأنَّ هذا السيد رسول الميثاق سيأتى إلى بيت المقدس فجأة فى لا زمن يذكر . وذلك هو التوقيع الإلهى من ( ى هـ و هـ  יהןה ) إله بنى إسرائيل .
وصدق الله العظيم القائل فى كتابه الكريم ( 1 /  الإسراء ) :  صلى الله عليه وسلم سبحان الذى أسرى بعبده ليلا ، مِن المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا . إنه هو السميع البصير  صلى الله عليه وسلم.
 لقد جاء رسول الميثاق وسيد ولد آدم  صلى الله عليه وسلم ولا فخر كما قال . وقام بإقصاء الأحبار والرهبان والكهنة عن طريق الله بعد أن تمكنوا من أن يكونوا حواجز صلبة بين الله وبين الناس . لقد جاء رسول الميثاق وسيد ولد آدم  صلى الله عليه وسلم وأطاح بعبادة الأوثان والأصنام وأعلن عن عبادة الإله الواحد القهَّار . لقد جاء  صلى الله عليه وسلمإلى العالمين وليس إلى فئة قليلة وأمَّة ذليلة تدعى بنى إسرائيل .
 إنه سيدنا وسيد ولد آدم ولا فخر . النبىّ الأمِّىّ الذى كشف الطريق عن الصراط المستقيم أمام الثقلين . إنه النبىّ العربىّ الذى أمره رب العزَّة تبارك وتعالى فى قرآنه بأن يقول صلى الله عليه وسلم قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى . وسبحان الله وما أنا من المشركين  ( 108 / يوسف ) .

نص النبوءة فى الأناجيل اليونانية

لقد أخذ كتبة الأناجيل اليونانية نصّ سفر ملاكى السابق شرحه ووظفوه لصالح المسيح عليه السلام  . وكان من لوازم ذلك التوظيف تغيير بعض الكلمات وفحوى الخطاب بالتلاعب بالضمائر الموجودة فى النصّ . كما تم حذف الفقرة التى تتكلم عن اتيان السيد فجأة إلى بيت المقدس .
وحتى لا يتحامل القارىء المسيحى عَلىَّ فإنى سأذكر النصّ العربى المترجم عن الأناجيل اليونانية أولا ، ثم أتكلم قليلا عن الملاحظات الموجودة به تاركا للقارىء العزيز أن يقول قولته فى مدى صدق وأمانة الكتبة .

أولا : إنجيل مرقس اليونانى
( 1 : 2 )

 
نسخة فانديك المعتمدة ط 1977
نسخة كتاب الحياة ط 1988
 
كما هو مكتوب فى الأنبياء : ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكى الذى يهيىء طريقك قدامك .
 
 
كما كتب فى كتاب أشعياء لك ها أنا أرسل قدامك رسولى الذى يُعِد لك الطريق .
نسخة الكاثوليك ط 1993
نسخة الآباء اليسوعين ط 1991
 
بدأت كما كتب النبىّ أشعياء : ها أنا أرسل رسولى قدامك ليهيىء طريقك .
 
 
كتب فى سفر النبى أشعياء : ها ءنذا أرسل رسولى قدامك ليعد طريقك .
 

 يلاحظ من الجدول أنَّ كاتب الإنجيل أو مترجمه إلى اليونانية لا يعرف مكان النصّ فى الكتاب المقدس ، كما ورد ذلك فى بعض الأصول اليونانية للإنجيل والتى اعتمد عليها مترجمو الثلاث نسخ العربية التى قالت بأنَّ النصّ موجود فى سفر النبىّ أشعياء ( τω Ησαια τω προφητη ) ، بينما التزم مترجم نسخة فانديك بأصل يونانى آخر فقال بوجود النصّ فى سفر الأنبياء      ( εν τοις προφηταις ) ..!!
الملاحظة الثانية هى تحَوُّل الخطاب إلى شخص مُعَيَّن بدلا من توَجُّهِهِ إلى يهود بنى إسرائيل . ومِن ثّمَّ فقد حُذِفت كلمة رسولى العبرية ( חןלאכ ) واستبدلت بكلمة يونانية لا تؤدى معنى الرسول بالمفهوم العبرى أو العربى . وهى كلمة إنجليون ( αγγελον ) التى تعنى مَلك من الملائكة فى المفهوم اليونانى .
فالمفهوم العام للنصّ المرقسى اليونانى أنه كما هو مكتوب فى سفر أشعياء فإنَّ الآب سوف يرسل ملاكا أمام وجه يسوع ليمهد له الطريق ..!!
وأصبح ذلك الملاك فى عُرْف المسيحيين هو يوحنا المعمدان الذى سيمَهِّد الطريق أمام وجه يسوع ..!!
وكل ذلك كذب لا أصل له فى أصل نبوءة سفر ملاكى . إضافة إلى حذف الفقرة الكاملة التى تكلمت عن السيد رسول الميثاق وإتيانه لبيت المقدس بغتة فى لا زمن .
 هذا مع العلم بأنَّ نصوص الأناجيل اليونانية تنفى الزعم القائل بأنَّ هذا الملاك القادم أمام وجه يسوع هو يوحنا المعمدان . فلم يُمَهِّد المعمدان الطريق أمام يسوع (2) ولم يأت بجديد فى الشريعة . ومات المعمدان دون أن يتبع يسوع أو يؤمن به حسب رواية الأناجيل . فكيف يمهِّد له الطريق ..!!؟
 فعندما سُجِنَ يوحنا بعد اعتراضه على زواج هيرودس من زوجة أخيه . أرسل يوحنا إلى المسيح  صلى الله عليه وسلم من سجنه يسأله " هل أنت الرسول الموعود الذى سيأتى ، أم علينا أن ننتظر سواك ..!؟ " ( متى 11 : 3 ) .
 
فالرسول الموعود لم يأت بعد ولم يتعرَّف عليه يوحنا فى شخص المسيح ، ولكن هناك أناس لا يتفكرون ولا يأبهون لمثل هذه التراهات فى نظرهم . فالرسول هو يوحنا رغم أنف الأناجيل ورغم أنف سفر ملاكى . وملاك العهد عندهم هو يهوه سبؤث الذى هو يسوع عندهم  . ولا يهم معرفة مَن القائل ومن المقول له أو مَن المُخاطِب ومَن المُخاطَب  ..!!
ربما يكون الحال فى إنجيل متى أدق وأصدق فى نقله لنصّ نبوءة سفر ملاكى . فلنقرأ سويا ماذا قال كاتب إنجيل متى ..!؟

ثانيا : نصّ إنجيل متى اليونانى
(  11 : 10 )

 
نسخة فانديك المعتمدة ط 1977
نسخة كتاب الحياة ط 1988
 
فإنَّ هذا هو الذى كتب عنه " ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكى الذى يهيىء طريقك قدامك " .
 
 
فهذا هو الذى كتب عنه " ها إنى مرسل قدامك رسولى الذى يمهد لك طريقك " .
نسخة الكاثوليك ط 1993
نسخة الآباء اليسوعين ط 1991
 
فهو الذى يقول فيه الكتاب : أنا أرسل رسولى قدامك ليهيىء الطريق أمامك .
 
 
فهذا الذى كتب فى شأنه : ها ءنذا أرسل رسولى قدامك ليعد الطريق أمامك .
 



يُقرر لنا كاتب الإنجيل أنَّ يسوع هو الذى جاءت هذه النبوءة فى شأنه . وباقى النصّ بنفس معنى نصّ مرقس السابق . إلا أنَّ الجميع لا يعرفون شيئا عن ذلك الملاك ( αγγελον ) الذى جاء أمام وجه يسوع ليمهد له الطريق ..!!
وكما تم حذف الفقرة التى تتكلم عن السيد رسول الميثاق  صلى الله عليه وسلم من إنجيل مرقس تم حذفها هنا أيضا لعدم انطباقها على المسيح صلى الله عليه وسلم .
ولا يفوتنى هنا أن أذَكر القارىء بأنَّ أول حضور للمسيح u إلى بيت المقدس كان وهو محمول على صدر أمّه مريم عليها السلام . وثانى مرة جاء إلى بيت المقدس فى موسم الحج وهو صَبىّ فى رفقة أمه مريم ويوسف النجار كما تقول الأناجيل . وثالث مرة أثناء بعثته . فلم يرد عنه  صلى الله عليه وسلمأنه جاء إلى بيت المقدس بغتة فى لا زمن . كما ثبت عن السيد رسول الميثاق  صلى الله عليه وسلم فى رحلة الإسراء من بيت الله الحرام بمكة المكرمة إلى بيت المقدس فى لا زمن .
وأصبحت نبوءة سفر ملاكى بعد ذلك التحوير والتحريف ، من أشهر النبوءات على ظهور المسيح صلى الله عليه وسلم ، يحفظها القسس والرهبان وعامة الناس من المسيحيين دون أن يتحقق أحدهم من صدق محتواها المذكور فى الأناجيل . فلا حول ولا قوة إلا بالله العلىّ العظيم .

من كتاب  نبي أرض الجنوب

ع .  م / جمال الدين شرقاوى


(1) .. من كتاب محمد صلى الله عليه وسلم فى كتاب اليهود والنصارى ص 83 .

(2) .. راجع التفصيل فى كتابى يَحْيَى أمْ يوحَنَّا ..!!؟

مقالات مشابهة

محمد في الكتاب المقدس
صفات محمد في المزامير
محمد صلى الله عليه وسلم في الكتاب المقدس
الصلاة على محمد في سفر حبقوق
البشارة بنبوة محمد ص في الكتاب المقدس
بكة صهيون الجديدة رغم أنف القس رفعت فكري
  أرسلت في الجمعة 14 مايو 2010 اعتمد بواسطة abasheikh  


 

روابط ذات صلة
 · زيادة حول - الدليل والبرهان
· الأخبار بواسطة abasheikh


أكثر مقال قراءة عن - الدليل والبرهان:
محمد في الكتاب المقدس

  .  

تقييم المقال
 
المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

  .  

خيارات
 
 صفحة للطباعة صفحة للطباعة

  .  

"محمد في سفر ملاخي" | دخول/تسجيل عضو | 0 تعليقات
اكتب اسمك أسفل تعليقك.

التعليق غير مسموح للضيوف, الرجاء التسجيل

عبد الباسط عبد الصمد

الرد على القمص إبراهيم لوقا

تنزيه القرآن الكريم

العقيدة المسيحية

الأسفار القانونية الثانية والأبوكريفا

الله واحد أم ثلاثة


برهانكم للرد علي شبهات النصارى مكرس للرد علي ترهات النصاري وتطاولهم علي الإسلام .. حقوق النشر متاحة للجمع ونرجوا ذكر صفحة المقال واسم الكاتب ..